"ما يحكمش.. وهاكنس عليك السيدة بالمقشات"، وأخيراً "مصر كبيرة عليك"!! يا جماعة والله مصر كبيرة عليكم وأكبر منكم جميعا، ومن يظن أن مثل هذه الشعارات سوف تأتى بالتغيير أو تحس النظام الكاتم على أنفاسنا، بأن يتنحى أو يترك الحكم لجماعات ما يحكمش وأصحاب المكانس فهو واهم، إن غياب النظام وتغييب دور المؤسسات والأحزاب بفعل فاعل أدى إلى ظهور تلك الشعارات، التى لا تأتى بفائدة سوى لصحابها الذين يظنون أن العمل الفردى سيقود الثورة أو سيجعل الشعب يقول لا لفلان أو علان وسط نظام إنتخاب لا يأتى إلا بمن يريده، ولا يدير أى عملية انتخابية إلا بإرادته هو وليس بإرادة الناخبين!!
يا سادة مصر أكبر من ابن الرئيس وأكبر من راعى حملة "مصر كبيرة عليك"، حتى تدار بهذه العشوائية، ويتحكم فيها أصحاب الشعارات والمدعومون من الخارج، إن التغيير لا يأتى إلا بكيان سياسى قادر على أن يفرض مطالبه المشروعة، ويضغط على النظام الذى يستفيد أكبر استفادة من تلك العشوائية، أكبر استفادة لكى يؤكد للعالم أن هؤلاء هم المعارضة المصرية!!
إن المواطن المصرى فاقد الثقة فى الجميع، بعد أن أفقده الحزب الحاكم حريته فى أن يختار من يمثله، فكان الفساد وكانت الكوارث ولم يبقَ سوى عبارة "ليس فى الإمكان أبدع مما كان"!!؟
إن النظام الحاكم أضعف المعارضة طوال السنوات الماضية من أجل أن يحيا ويبقى جاثما على صدور أبناء الوطن، وقد حان الوقت أن تأتى رياح التغيير، والتى لن يستطيع أن يوقفها أحد بقيادة الوفد للمعارضة المصرية، وبلا شك إن عودة الوفد للحياة السياسية بكل قوة هو كفيل بأن يحرك المياه الراكدة، وأن يمحو العشوائيات التى ظهرت فى الآونة الأخيرة، فالوفد عندما يتحرك تتحرك معه كل طوائف الشعب، والوفد الذى كان الشعب ينتفض من أجله وكان تلاميذ المدارس وطلبة الجامعات يهتفون له "يحيا الوفد ولو فيها رفد" سيقود المعارضة بكل قوة من أجل التغيير والإصلاح السياسى المنشود، وأن مؤتمر الوفد عن ضمانات الانتخابات التشريعية، والذى ضم كل طوائف الشعب والقوى الوطنية، هز بداية الطريق للإصلاح، والتى نتمنى أن يعيها جيدا الحزب الحاكم، ولأن هذه الضمانات هى حق مشروع للشعب المصرى الذى يعيش فى احتقان دائم، فإن الواجب الوطنى أن تلتف جميع طوائف الشعب وراء الوفد، ليتم تنفيذ ضمانات الانتخابات المتمثلة فى مشروع بقانون يحدد مهام واختصاصات اللجنة العليا للانتخابات، وتشكيلها حسب المادة الأولى من القضاة، وأن يتولى رئاستها رئيس محكمة النقض وعضوية أقدم عشرة نواب بالمحكمة، وأن تكون مهمتها تحديد اللجان الانتخابية ومقارها وتعيين قاض لكل مقر انتخابى، وكذلك تغيير الجداول الانتخابية وارتباطها بالرقم القومى، على أن تكون البطاقة الشخصية هى التى تستخدم للتصويت دون غيرها، وغير ذلك من الضمانات الكفيلة بأن تأتى بنواب يمثلون الأمة لا نواب يمثلون الحزب الحاكم من أرباب نواب الكيف والقروض وحرامية قرارات العلاج على نفقة الدولة المخصصة للغلابة.
إن الحزب الحاكم أمامه الفرصة التى لن تتكرر، ولابد أن يفيق وينظر للعالم من حوله، وأن يقرأ رسالة الشعب الممثلة فى الوفد والقوى الوطنية بعين الوطنى وليس الحزب الوطنى لكى تعود الحياة إلى شرايين الأم مصر، لأنها فى النهاية أكبر من الجميع.
* صحفى بالوفد