لا شك أنه بدخول البرادعى حلبة الصراع السياسى قد أعطاها حيوية وقوة وأعاد لنا الأمل بعد أن كاد الإحباط يتملكنا، بكلماته وشروطه التى اشترطها حتى يتم التغيير أو ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية القادمة والتى يطالب بها المصريون من إشراف كامل للقضاء من بدايتها الى نهايتها ومراقبة دولية عليها.. إلخ من شروط، أعلم أن هذه الشروط قد طالب بها الكثير غيره لكن كما يقال هذه الفاتحة وأين عمر؟، هنا فى موضوعنا نقول وأين البرادعى؟، لذلك حين طالب بها البرادعى أعطاها الكثير من القوة والزخم خاصة أن البرادعى شخصية معروفة على الصعيد الدولى والداخلى، حين بدأ الدكتور البرادعى فى الدخول الى حلبة السياسة بدأ قويا ثابتا ولكن للأسف بعد فترة بدأ الضعف يحل مكان القوة وذلك لأسباب أذكر منها أن البرادعى والمقربين إليه اعتبروا الجمعية الوطنية للتغيير وعاء كبيرا تستطيع أن تحوى بداخلها جميع الأحزاب السياسية من أقصى اليمين لأقصى اليسار وصبها فى وعائها الفكرى!، وهذا مكمن الخطأ لأنه بالتأكيد لكل حزب أو جماعة سياسية مبادئها وأفكارها ورؤاها السياسية إذا ضربنا مثال لنوضح أكثر نستطيع القول كيف سيتفق حزبا التجمع والناصرى اليساريين واللذان يناديان بالاشتراكية مع حزب الوفد الليبرالى والذى ينادى بالرأسمالية؟!، وكيف ستتفق الأحزاب مع أكبر قوة سياسية فى مصر وهى جماعة الإخوان المسلمون ذات المرجعية الدينية؟!، هناك سبب آخر سيساعد فى تفكك وضعف الجمعية الوطنية للتغيير وهو أن كثيرا من الأحزاب لا تملك إرادتها ولا تملك اتخاذ قرار مستقل وذلك لأن هذه الأحزاب جاءت عن طريق لجنة شئون الأحزاب التابعة للحزب الوطنى والتى يستطيع الحزب الوطنى تحريكها للانقلاب ضد الدكتور البرادعى بالريموت كنترول، كل هذه أسباب ستحدث تنافرا وضعفا للجمعية الوطنية للتغيير وهذا فى اعتقادى ما يراهن عليه الحزب الوطنى فى الأيام القادمة، لا أبالغ إذا زعمت أن من يحيطون بالدكتور البرادعى هم من خيرة أبناء الوطن وأشدهم إخلاصا للبلد إلا أنهم من سيساعدون فى قتل البرادعى ويقضون عليه فى الأيام القادمة، وذلك لأنهم من مشارب واتجاهات سياسية وفكرية مختلفة كما قلت سابقا لذلك سنجد بين الحين والحين حدوث مشكلة بينهم وتنافر فى آرائهم مما يؤدى فى النهاية الى ضعف الجمعية الوطنية للتغيير – قد يسأل سائل وما العمل إذا؟، الإجابة هى من وجهة نظرى ينبغى على الدكتور البرادعى إعلان اتجاهه السياسى هل هو ليبرالى رأسمالى أم يسارى اشتراكى أم يمينى أم علمانى؟ وبذلك يوفر على نفسه وعلى جمعيته التنافر الذى يحدث بين الحين والحين وبذلك يعلم المواطنون اتجاهاته السياسية وإذا ما أعجبتهم أفكاره ورؤاه عليهم الإسراع للانضمام والتوقيع على مطالب التغيير التى ينادى بها والذين يختلفون مع مشروعه عليهم الإسراع إلى حزب آخر وبذلك نقضى على الاختلاف الناتج عن اختلاف الرؤى والمرجعيات داخل جمعية التغيير، إننى أحذر من أنه إذا استمر الحال على هذا فأنه لا محالة سيودى بسقوط البرادعى وحلمنا فى التغيير والذى ألهبنا به منذ بضعة شهور.
عثمان محمود مكاوى يكتب: انقلاب بالريموت كنترول
الإثنين، 09 أغسطس 2010 01:18 م