بسمه موسى

التلفزيون واللون الأخضر

الأحد، 08 أغسطس 2010 05:54 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
احتفل التلفزيون المصرى بيوبيله الذهبى الشهر الماضى , هذا الجهاز الذى نشر الوعى والثقافة والكوميديا والافلام الجميلة والمسلسلات الواعية المصرية التى نقلت الى الوطن العربى ثقافتنا ولهجتنا المصرية والتى اصبحت معروفة لدى اشقائنا العرب, بل ان العديد من الاسر العربية اطلقت اسماء ابطال بعض الافلام او المسلسلات على بناتها وابنائها لان قنواته كانت هى الفريدة فى منطقة الشرق الاوسط التى تبث المواد الفنية للجماهير, وكانت العيون تترقب بداية الارسال حتى نهايته وكم من عشاق سيدة الغناء العربى ام كلثوم سهروا مع الطرب الاصيل الذى اسعد الملايين من المحيط الى الخليج فى الخميس الاول من كل الشهر..

نقل التلفزيون الينا ثقافات العالم المختلفة سواء فى البرامج او المسلسلات الاجنبية , ونتيجة للسرعة الفائقة لوسائل الاتصال وزيادة القنوات الفضائية, ووجود هذا الجهاز الذى اصبح صديق للاسر المصرية ويوضع فى افضل مكان ببيوتنا كان ومازال هو وسيلة للمعرفة والثقافة لمعظم المصريين. ولانه من الأمور المتفق عليها عامة أن وسائل الإعلام المذاعة و المرئية والمقروئة، تلعب دوراً بارزاً فى تكوين أفكارنا حول ما يشكّل سلوكاً مقبولاً اجتماعياً.

ولان الاذاعة والتلفزيون لهما حضور يومى فى بيئتنا، وكلاهما يعكس ويشكّل نظرتنا الجماعية إلى الحقيقة. ولأن قوتهما ذات تأثير على القيم الاجتماعية، فإن عامة الناس لديها اهتمام ورغبة دائمة فى كيفية الاستفادة منها. ولكن ما يدفعنا إلى القلق هو التأثير السلبى للعنف والعدوان والمادية والاعتياد على مشاهدة المعاناة التى تواجه المجتمع عبر وسائل الإعلام. ومع ذلك فإن الإمكانات الايجابية الكامنة فى وسائل الإعلام كمؤثر نسبى فى القيم الاجتماعية غير مستغل إلى حد كبير للمساعدة فى إحداث تغيير اجتماعى وتعزيز قيم التسامح والمشاركة المجتمعية و التعايش السلمى بين كل اطياف المجتمع.

لذا ارجو من المسئولين بالتلفزيون مراعاة لوجود الاطفال وتقليدهم لما يرونه سواء فى البرامج الموجهة لهم او حتى الموجهة للكبار , وكذلك حلقات الكرتون وباقى المواد الفنية , ان يتم اختيار هذه المواد الفنية بعيدة عن العنف والتقليل من المواد التى تركز على سلبيات المجتمع وكذلك من المسلسلات التى تتسم بجرعات كبيرة من العنف الفكرى والجسدى ضد المراة واطفال الشوارع واستخدام المخدرات والعادات السيئة والتقاليد البالية, بل و زيادة الجرعة للايجابيات الموجودة بالمجتمع والحث على العمل ومراعاة التربية الاخلاقية للاطفال والتنبيه على خطورة التدخين وادمان المسكرات واعادة الوجه الحضارى كشعب له جذور فى التاريخ .

واتمنى ايضا ان يقود التلفزيون فى اعوامه القادمة حملات لنشر " ثقافة التسامح وقبول الاخر " بل واعلاء مبدا المواطنة لكل المصريين . وكذلك ان يساهم بنشر ثقافة المحافظة على اللون الاخضر وعلى البيئة ومناخ الارض من خلال الاغانى والمسلسلات وبرامج التلفزيون وان يقود هو هذه الحملات بالتعاون مع نشطاء من الشباب فى القرى والنجوع والمدن والحوارى ومع المدونين والمدونات ومع سفراء النوايا الحسنة العرب ومع منظمات المجتمع المدنى ومن خلال المدارس بالاشتراك مع وزارة التربية والتعليم ووزارة الاسرة والسكان وتنظيم مسابقات لافضل برامج ساهمت بالفعل فى نشر الوعى فى اى منطقة بمصر لزيادة الرقعة الخضراء بها .

ان الاعلام مرآة ذات سمع وبصر ولسان, تُظهر كل اخبار المجتمع ولكن ينبغى لمحررها ان يكون متسما بالانصاف وباحثا عن الحقيقة فى اى قضية, مما يتطلب ان يتحرى الامور بصبر وترو حتى يطّلع على حقائقها ثم ينشرها لذا اتمنى مثل كثيرون غيرى ان يوجد مدونة سلوك تحكم اداء الاعلاميين حتى يكون كل منهم رقيبا على مايدلى به امام جموع المواطنين وملتزما بما ادلى به فى مدونة السلوك التى خطها بقلمة عند بداية عمله باالا يميز ضد احد من المواطنين على اى اساس كان.

تحياتى الى كل العاملين فى هذا الجهاز المحترم والى كل من شارك فى العمل به منذ بدايته حتى الان من فنيين ومهندسين ومعدين ومعدات البرامج ومذيعات ومذيعين وفنانين وفنانات ومخرجين ومخرجات ..








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة