الحصار والفساد ناران كثيفتا الدخان، ولكن من الناس من يطفئ تلك النار، ويستفيد من رمادها، ومنهم من يترك نفسه ليحترق مختنقاً بدخانها، فالأمر يتوقف على الإرادة وقوة التمسك بالمبادئ.
.
هذا هو كل ما تبادر إلى ذهنى حينما سمعت ذلك الخبر على إحدى الفضائيات الإخبارية ومفاده أن الحكومة فى قطاع "غزة" أصدرت قرارين أولهما يمنع عرض الملابس المستوردة التى لا تتناسب مع الذوق العام فى "فتارين" المحلات، والقرار الثانى يقضى بمنع تدخين الشيشة بالنسبة "للسيدات" منعا باتاً فى المقاهى العامة، وهو الأمر الذى يدعو إلى الاستغراب، ففى خضم كل ما تمر به "غزة" من مشاكل متلاحقة وسريعة هناك أيضاً من هو سريع بالدرجة التى تساعد على تعزيز القيم فى ذلك المجتمع البسيط معيشياً والضعيف تحت وطأة الاحتلال الغاشم، ولكن المبادئ لا تتجزأ والإرادة لا تموت حتى وإن علت أصوات الرصاص والقنابل وقذائف الدبابات والطائرات.
وتخيلت بلدنا الحبيبة "مصر" وقد اتخذت قراراً مشابها للحد من تلك المهازل فى الملابس والمقاهى التى تمحى كل ما تعلمناه من مفاهيم قويمة وما تربينا عليه من قيم ومبادئ لا تريد أزمات لترسيخها، وأذكر أننى قد شاهدت إحدى الحلقات فى ذكرى الاحتفال بانتصارات أكتوبر ما قيل أن يوم حرب 73 لم تسجل أقسام الشرطة على مستوى الجمهورية أى واقعة جنائية ولا حتى سرقة واحدة، حيث تجمع الشعب فى لحظة الحزم بكل حزم حتى اللصوص وقطاع الطرق ومعتادى الإجرام فالإرادة لا تحتاج لتوقيت.
هنيئاً لشعب غزة الباسل بترسيخ مبدأين جديدين وعقبالنا يا رب.
إسماعيل هنية رئيس حكومة حماس بغزة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة