لقد تم تطوير الجيل الثالث من منظمات القلب الكهربائية والتى انتقلت بوظيفة منظم القلب الكهربائى من مجرد جهاز يتعامل مع نبض القلب المتباطئ أو كهرباء القلب المتناقصة إلى حاسوب عالٍ التقنية يتناغم مع كهرباء القلب فى حجرات القلب المختلفة.
ويرجع التناسق للمنظومة الكهربائية الذى يعترى كهرباء القلب فى حالات تمدد وهن عضلة القلب وهبوط القلب الاحتقانى وباسترجاع هذا النسق الكهربائى بين الأذين والبطين وبين البطين الأيمن والأيسر، وبين الألياف العضلية فى البطين الأيسر ذاته، مما يؤدى إلى التناغم الكهربائى المتسق.
وزوال النشاز الذى يصيب هذه الأوركسترا الإلهية المعجزة مما يكون له أكبر الأثر فى تحسن انقباض عضلة القلب وازدياد قدرته على ضخ الدم فى الدورة الدموية ومن ثم تراجع أعراض هبوط القلب.
ليس ذلك فقط بل أمكن تزويد الجيل الثالث من منظمات القلب الكهربائية بخاصية إعطاء الصدمات الكهربية الداخلية " DC Shock " مما يمكنه من التعامل الفورى والحاد فى حالات اختلال كهرباء البطين الحادة والذبذبة البطينية المسئولة عن السكتة القلبية والموت المفاجئ فى حوالى 50% من حالات هبوط القلب، ولا تقتصر وظيفة الجيل الثالث من منظمات القلب الكهربائية "ثلاثى الوصلات" على الوظيفة العلاجية، بل إنه يقوم بدور الحارس والمراقب لكهرباء القلب.
وتقوم الشريحة الحاسوبية الداخلة فى مكوناته بتسجيل كل صغيرة وكبيرة من حالات القلب الكهربائية فى الحركة والسكون فى اليقظة والنوم، لا تفوته فائتة مهما كانت بسيطة ولديه القدرة على الاتصال اللاسلكى بمراكز المراقبة العالمية وكذلك إرسال الرسائل الإلكترونية لبريد طبيب القلب المعالج فى حالة حدوث أى خلل مهما كان بسيطا فى برنامج جهاز المنظم الكهربائى، وفى حالة مراجعة الطبيب فى عيادته يمكن استرجاع كل بيانات ذاكرة الجهاز وإعادة برمجتها مما يتسق مع الحالة الإكلينيكية للمريض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة