د. خميس الهلباوى

ماذا يريد الشعب المصرى؟

الجمعة، 06 أغسطس 2010 08:28 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ماذا يريد الشعب المصرى حقيقة؟، لقد ارتفعت الأصوات المطالبة بجمال مبارك وأيضا التى تطالب بالدكتور البرادعى لرئاسة مصر بعد الرئيس حسنى مبارك أطال الله فى عمره، فما هى حقيقة الأمر؟

فى الحقيقة إن من يرفعون أصواتهم مطالبين بتولى السيد جمال مبارك، هم فئة من رجال الأعمال "ومعهم أتباعهم"، هذه الفئة تستفيد بطريق مباشر أو غير مباشر، من وضع مصر الاقتصادى والسياسى المتدهور الحالى ويحاولون ويقاتلون بأصواتهم العالية للمحافظة على المكاسب التى حققوها فى فترة حكم الرئيس مبارك خصوصا فى الفترة من سنة 2000 حتى الآن، ومن المعلوم أن هذه الفئة المتسلقة هى التى عملت على تلميع السيد جمال مبارك معتقدين أنه سوف يحافظ على مكاسبهم فى حالة إذا ما تولى سدة الحكم فى البلاد، وهذه الفئة لا تتعدى المحيطين بالسيد جمال مبارك، خاصة من رجال الأعمال من المنتمين اسما للحزب الحاكم ويحاولون ترسيخ نظام الحكم الذى يمنحهم الميزات المشروعة وغير المشروعة للاستيلاء على الأموال والأراضى، والمزايا الأخرى، ناسين أو متناسين أنها لودامت لغيرهم مابلغتهم وأن الكفن ليس له جيوب.

وهم فى سبيل تحقيق أهدافهم مستعدون لعمل أى شىء للتمسك بمواقعهم، فهل سيمكنهم السيد جمال من تحقيق أهدافهم فى حال توليه السلطة، إنها ستكون الطامة الكبرى، واللعنة على مصر وشعب مصر، خاصة وأن سلطات رئيس مصر "سلطات مطلقة خرافية"، وتمكنه من التحكم شخصياً فى كل شىء وهنا مكمن الخطر، ولهذا فإننى اقترح على السيد جمال مبارك أن يبادر هو شخصيا بالمطالبة بتعديل الدستور الحالى بحيث يضمن سلطة المؤسسات الدستورية قبل أى خطوات أكثر تقدما لانتخابه إذا كان ينوى الترشيح للرئاسة، بحيث يقى نفسه شر السلطة المطلقة ويضع القيد الدستورى على تصرفات أى شخص يأتى إلى حكم مصر، وعلى الجميع المطالبة بذلك إذا كانت النوايا خالصة لخدمة شعب مصر، إن الخطر يكمن فى تولى أى شخص حكم مصر بالصورة التى عليها سلطات الرئيس الآن، والخوف ليس من الأخطاء البشرية للرئيس القادم فقط ولكن من حاشيته التى سوف تستغل كل شىء لمصالحها الشخصية كالعادة.

وأيضا فى حقيقة الأمر أن من يرفعون أصواتهم عاليا مطالبين بالدكتور البرادعى سواء أكانوا من جماعة الإخوان المسلمين أو بعض رجال السياسة منذ حكم عبد الناصر أو الرئيس السادات أو غيره فهم جميعا لايختلفون كثيرا عن مؤيدى جمال مبارك فى أطماعهم، وخبراتهم، ونواياهم، فمنذ ثورة 1952 تلوث الشارع السياسى المصرى بمحترفين تدربوا فى منظمة الشباب، والتنظيم الطليعى فى عهد الثورة، وهم محترفو كل شىء، إلا مصلحة الشعب المصرى، فقد باع الجميع مصلحة شعب مصر للشيطان ولحساب مصلحتهم الشخصية، لذلك من الخطورة أن نسلم بالاعتقاد بإمكان أن يحكم مصر فرد واحد مهما كانت شخصيته.

لذلك فضمانا لمصلحة مصر، وشعب مصر وكفى مهاترات، ومؤامرات على شعب مصر، فيجب أن يسبق أى انتخابات للرئاسة، أن نضمن لأن يكون هناك دستور يضمن دولة المؤسسات التى تفتقدها مصر، لأن مصر لايمكن أن تدار بشخص واحد أو تحكم بشخص واحد مهما كانت قدراته، أما المؤسسات التى تعمل من خلال دستور ديمقراطى سليم يحافظ على مصالح الشعب من خلال المؤسسات الدستورية فإنه الضمان الوحيد لحرية مصر واستقلال مصر بشرط توعية الشعب بما يحاك ضده من مؤامرة الأن لاستمرار مسلسل الديكتاتورية إلى الأبد.

وبعد ذلك لن يكون الأساسى والمهم من يحكم مصر كرئيس للجمهورية اكثر من شخص يمكنه تنفيذ مهام وظيفته الدستورية التى يحددها له الدستور لمراقبة المؤسسات وضمان استمرار عملها والحفاظ على سلامة الوطن وحرية شعبه.

إن قدرات الرؤساء الثلاثة، الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس السادات والرئيس مبارك لن تتكرر، "بالرغم مما لها وما عليها والذى نترك للتاريخ تسجيلها"، فلن نجد شجاعتهم التى اكتسبوها من الحروب ومحكات العمل الدولى، والعسكرى، ومصر تحتاج لإصلاح شامل وليس نقل السلطة من الرئيس مبارك إلى شخص آخر يعبث بها كيفما شاء، خاصة أنها فى غرفة الإنعاش منذ أن هٌزم جمال عبد الناصر سنة 1967 وبالرغم من نصر 1973 فإن مصر مازالت فى الإنعاش ولم يفق الشعب المصرى بعد.

فلا تظلموا الشعب المصرى وتسلموه لمن يجرب فيه سياسة شخصية أخرى والجئوا إلى دستور جديد عادل يحمى هذا الشعب إذا كنتم بجد مصريين.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة