الإيكونومست: الحكومة المصرية تعاملت مع البدو بوحشية

الجمعة، 06 أغسطس 2010 03:21 م
الإيكونومست: الحكومة المصرية تعاملت مع البدو بوحشية جانب من تقرير الإيكونومست
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتقدت مجلة الإيكونومست تعامل الحكومة المصرية مع البدو فى سيناء التى وصفتها بأنها مثلث المتاعب، وتحدثت عن التهميش الذى يعانى منه سكان سيناء الأصليين والذى أدى إلى اضطرابات واحتجاجات من جانبهم هذا العام ضد الحكومة.

واستهلت المجلة تقريرها بالقول: تشتهر سيناء بأنها المكان الذى تكلم فيه الله مع نبيه موسى عليه السلام قديماً، والتى تضم المنتجعات السياحية الفاخرة حديثاًَ. لكن بالنسبة لمصر، التى خاضت ثلاث حروب ضد إسرائيل، لتأكيد حقوق ملكيتها لشبه جزيرة سيناء والتى تعود إلى العصر الفرعونى، فإن هذه المنطقة قد أصبحت فى الآونة الأخيرة مصدراً للإزعاج.

أحدث المشكلات المتعلقة بسناء لم تصل على حجم ما وقع فيها فى يونيو عام 2004 عندما وقعت سلسلة من التفجيرات على غرار تلك التى يقوم بها تنظيم القاعدة فى شواطئ جنوب سيناء، مما أسفر عن مقتل 130 شخصا. ومع ذلك، فإن الأحداث الأخيرة التى تتراوح بين الاحتجاجات المناهضة للحكومة من قبل بدو سيناء الأصليين، والمعارك بين المتسللين والشرطة وإطلاق النار على الساعين للجوء إلى إسرائيل، وأخيراً إطلاق الصواريخ من سيناء على إسرائيل والأردن.. كل ذلك يشير إلى تزايد مفاجئ فى المشكلات المتعلقة بسيناء.

ورصدت المجلة البريطانية حادثة إطلاق الصواريخ على إسرائيل والأردن يوم 2 أغسطس الجارى والتى أدت إلى مقتل أردنى وإصابة آخرين، وهو الهجوم الثانى من هذا النوع منذ إبريل الماضى. وتقول إنه يبدو أن قوات الأمن المصرية غير قادرة على منع من يفترض أنهم متسللين "جهاديين"، على حد وصفها، والذين دخلوا بقاذفات بضعة كيلو مترات داخل الحدود المصرية مع إسرائيل.

كما تحدثت عن إطلاق الشرطة المصرية النار على المهاجرين الأفارقة الذين يسعون إلى التسلل لإسرائيل ، وقالت إن مصر لم تبال لضغوط جماعات حقوق الإنسان والأمم المتحدة بالبحث عن وسائل أكثر إنسانية لوقف التسلل، وبررت ذلك بضغوط إسرائيل للحد من المهاجرين وخطر وقوع اشتباكات مع المهربين المسلحين بشكل جيد.

وإلى جانب الصواريخ وقتل المهاجرين، هناك المشكلة الأكبر المتعلقة بالعلاقات المتوترة بين الحكومة المركزية فى مصر وبدو سيناء. حيث تشكو القبائل الأصلية فى شمال شبه الجزيرة من أنهم يعانون من التهميش وافتقار التنمية فى حين أن المصريين فى وادى النيل استعمروا أراضيهم فى جنوب ساحل سيناء من أجل السياحة. وفى الآونة الأخيرة، أصبح التهريب، الهواية القديمة للبدو، أكثر ربحاً وأكثر ضرورة من أجل البقاء وأيضا أكثر خطورة. وقد ساعد على ذلك إمكانية تقديم الرشوة للشرطة.

وتمضى الإيكونومست فى القول إن شكوك الحكومة المصرية الطويلة فى البدو قد اتخذت منعطفاً خطيراً عقب هجمات سناء عام 2004. ففى سبيل سحق الخلية الجهادية فى سيناء التى زعمت مسئوليتها عن هذه الهجمات، تم اعتقال 3 آلاف من البدو واحتجز الكثير منهم لفترات طويلة دون اتهام بحسب قانون الطوارئ القاسى. وقد تركت الحملة البوليسية الوحشية مرارة عالقة فى أذهان البدو أدت إلى اندلاع الاضطرابات بينهم فى وقت سابق من العام الحالى، وإقامة مسيرات احتجاجية وهجمات متفرقة على منشآت حكومية.

وقد سعت وزارة الداخلية، فى وقت متأخر، إلى تهدئة الاضطرابات. فبعد اجتماعات مع زعماء قبائل البدو والإفراج عن عشرات المعتقلين منهم، وعدت الوزارة بتوفير المزيد من فرص العمل لهم والاستثمار فى محافطتيهم. إسرائيل من جانبها تخطط لبناء سياج أمنى على طول جزء من حدودها مع مصر.

وختمت الإيكونومست تقريرها بالقول إنه ربما يأتى يوما ما ستخرج فيه سيناء من سنواتها فى البرية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة