◄◄ارتفاعات متوقعة فى قطاع المواد الغذائية والألبان والدواجن وتحذير لصغار المستثمرين
حذر عدد كبير من المحللين بسوق المال من اندفاع المساهمين البسطاء «الأفراد» وراء الارتفاعات المفاجئة التى تحققها الأسهم التى يطلق عليها «الأسهم الموسمية»، ومنها أسهم شهر رمضان التى تشهد ارتفاعا كبيرا خلال هذا الشهر نتيجة ارتفاع أسعار منتجاتها فى هذا الشهر وزيادة الطلب عليها مثل الأسهم المرتبطة بالمواد الغذائية والمشروبات التى يزيد الإقبال عليها فى شهر رمضان.
وقال المحللون إن السوق مازالت فى بداية الاتجاه للارتفاع وهذا الاندفاع يمكن أن ينتج عنه خسائر كبيرة إذا عادت السوق مرة أخرى إلى التراجع، لافتين إلى قيام المستثمرين الأجانب باستغلال غياب المصريين عن بعض الأسهم فى رمضان والاستحواذ على نسبة كبيرة منها.
سامح غريب ، خبير سوق المال، أكد أن البورصة غالبا ما تستجيب للأخبار بشكل كبير أكثر من أى شىء آخر، ولأن شهر رمضان يزداد به الطلب بشكل كبير على منتجات بعينها، خصوصا ما يتعلق بالمواد الغذائية والمشروبات، وهى المنتجات الأكثر رواجا فى هذا الشهر، فإنه تحدث طفرات على أسهم الشركات المنتجة لهذه الأنواع، ويرتفع سعرها بشكل كبير، ولذلك فإن هذه الأسهم تجذب المستثمرين إليها ويحدث ارتفاع مفاجئ لأسعارها يمكن أن يؤدى إلى خسائر لكثير من المستثمرين الذين يضاربون عليها، خصوصا إذا تراجعت السوق عقب قيام هؤلاء بشراء كميات كبيرة على السعر المرتفع.
وأضاف غريب أنه بشكل عام عندما يكون أداء السوق جيدا فإن أى خبر جيد يؤثر على المساهمين والقطاعات التى يعملون بها، مشيرا إلى أنه فى شهر رمضان مثلا يرتفع سهم المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامى بسبب الإقبال الكبير على المسلسلات والإعلانات، كما ترتفع أسهم قطاع الدواجن بسبب ارتفاع أسعار الدواجن واللحوم ولذلك تكون من أكثر الأسهم التى تتم عليها عمليات المضاربة السريعة.
أما محمد عبدالعال - مدير استثمار- فقال إنه ليس صحيحا أن المستثمرين المصريين الأفراد هم الذين يقومون بالمضاربات فقط، مؤكدا أن الأجانب يضاربون بشكل أكبر بكثير من المصريين ولكنهم «يعرفون كيف يضاربون فى الخفاء دون جذب الانتباه»، أما المصريون فيندفعون بشكل عشوائى على أسهم بعينها مما يجذب الانتباه إليها ولهم، ولذلك يظهرون دائما على أنهم هم المضاربون، لافتا إلى أن الأسهم التى حدثت بها مضاربات فى الفترة الأخيرة كان الأجانب عنصرا بارزا فى المتعاملين عليها لتحقيق مكاسب على حساب المصريين من قليلى الخبرة فى الاستثمار بالبورصة.
وأضاف عبدالعال أن أسهم رمضان أو الأسهم الموسمية ستحدث طفرة فى السوق خلال الشهر المقبل وستكون سببا فى نشاط كبير بالسوق، خصوصا أسهم مثل شركات الزيوت والصناعات الغذائية وشركات المطاحن (التى اقترب موعد توزيع الكوبونات الخاصة بها)، بالإضافة إلى أسهم الدواجن.
وقال عبدالعال إن هناك بعض الأسهم التى يبتعد عنها بعض المصريين خلال شهر رمضان مثل أسهم شركات السياحة ولذلك يستغلها الأجانب ويتعاملون عليها بعد تراجع أسعارها عن طريق شراء أكبر كمية منها، وإعادة بيعها مرة أخرى بعد ارتفاع أسعارها بسبب اعتقاد بعض المصريين أن التعامل عليها حرام، خصوصا الشركات التى تملك فنادق تقدم خمورا وأغذية محرمة. فى حين قالت رانيا نصار رئيس قسم التحليل الفنى فى المجموعة الاقتصادية- إن شهر رمضان غالبا ما يشهد نشاطا كبيرا لأسهم المضاربات ومنها الأسهم الموسمية وهى دائما يتعامل عليها المستثمرون الأفراد، الذين يفضلون العمل على المدى القصير والأرباح الصغيرة والسريعة، على عكس المستثمرين الأجانب والمؤسسات الذين غالبا ما يتعاملون على الأسهم القيادية الكبيرة بعد أن يقوموا بدراستها جيدا قبل الاستثمار بها، حتى لو قاموا فى بعض الأحيان بعمليات مضاربة عليها فى أوقات الأزمات، بهدف تحقيق ربح، إلا أن تأثير المستثمرين الأفراد يظهر أكثر بسبب استحواذهم على نسبة كبيرة من استثمارات البورصة تصل إلى 70 % مقابل 30 للمؤسسات والصناديق.
وقالت نصار إن شهر رمضان هذا العام والعام الماضى صادف بداية الربع الثالث للعام وهو وقت غالبا يكون فرصة جيدة للشراء خصوصا على أسهم قطاع الدواجن والأغذية والمشروبات وشركات السكر والحاصلات الزراعية.
ونفت نصار أن يكون ابتعاد بعض المستثمرين المصريين عن العمل فى شهر رمضان فرصة يستغلها الأجانب للاستحواذ على أسهم هذه الشركات، مؤكدة أن الأجانب لهم أسهم يتعاملون عليها دائما وهى الأسهم الكبيرة ولا يغيرونها فى المواسم لأنهم يميلون إلى الاستثمار طويل الأجل عكس المصريين الذين يفضلون الاستثمار السريع قصير الأجل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة