أقسم بالله العظيم لست عضوا بالحزب الوطنى، ولا أى حزب مش وطنى، ولا أسعى لذلك، فأنا أكره السياسة فهى لعبة قذرة كما يقولون، وأحب الشاى الأخضر، وأكره السياسيين فهم كالذئاب ماكرون ويبحثون عن مصالحهم فقط، وأحب الكشك المقلى بالبيض والمفتقة، وأكره لعب وحيل وخداع وظلم السياسة وأحب لعب البلياردو وشوربة الجمبرى بالكرفس، وأكره عمل رجال الأعمال بالسياسة وسياسة رجال الأعمال وزواج السلطة بالمال وأحب عمل البيتزا وزواج الحمام بالفريك يوم الخميس. وكأى شاب لا أملك بطاقة انتخابية حتى الآن، ولم أذهب مرة فى حياتى لأنتخب وأكتفى بمتابعة الأسماء وأحداث الانتخابات من بلطجة وتزوير واكتساح وخسارة.
فأنا من جيل لم يتعلم حق الاختيار إلا اختيار أعضاء فريق الكرة فى الدورة الرمضانية ولم أتشرف ببطاقة انتخابية لاعتقادى أن حاملها كنافخ الكير ولأن بطاقة التموين كانت هى الأمل والحصن الباقى ومازالت والأولى بالرعاية والاحترام، وبعيدا عن التحفظات واتهام البعض بالنفاق والمدح لشخص معين وبعيدا عن السياسة والانتخابات والأنساب، فقد نختلف وقد نختلف وأكيد سنختلف، فلكل منا رأيه وهذا رأيى الشخصى أبيض كورد الجناين وخالى وعمى من الكسترول السياسى.
شدنى لقاء وحوار السيد جمال مبارك مع شباب معهد إعداد القادة واتفقنا أن هذا رأى شخصى وكل واحد حر فى رأيه بعيدا عن السياسة، اكتشفت أن جمال مبارك بارع جدا فى الحوار والحديث والإلقاء بانسيابية والرد بدبلوماسيه شيك ومثقف ويأخذك معه ويتركك ترجع لوحدك وأنت مبسوط.
متمكن فى احتواء من يسأله ويتفوق على كثير من عتاولة وكبار السياسيين رؤساء الأحزاب لأنك لو قارنت أسلوبهم فى الرد على الأسئلة وإدارة حوار مع الشباب بفرض أنهم سعوا لهذا مع أنه واجب، فقد تعود الناس أن رؤساء الأحزاب لا يعملون الواجب ولذا يسقطون فى الانتخابات، ولم ولن ترى أى حزب يعمل على تثبيت قدمه ولا توسيع رقعته واستجذاب المواطن العادى فى القرى والمحافظات بعمل لقاءات وتصيد أى مناسبة، لذلك فالكل مشغول بالكلام والاتفاقات والانضمام والانسحاب والتأييد والرفض متوهما أن شعب مصر والسودان أمامه وخلفه.
نعود للحوار والسيد جمال مبارك سأله الشباب عن كل شىء وكان يجيب بثقه ويشعرك أنه يعرف كل شىء عن الموضوع وعن المشكلة والحل ولا يصدمك فى الرد يطبطب عليك ويوافقك فى رأيك فى البداية، ثم ينطلق ويقنعك برأيه وتصوره، سأله السيد أحمد من المنصورة عن التوريث، وارتبك أثناء إلقاء السؤال خوفا فقال له أكمل فقال السيد أحمد للسيد جمال إنك ستقف أمام الله وسيحاسبك عما تفعله.
وهنا تعلقت عيناى بوجه السيد جمال ورد فعله وتوقعت أن يتلعثم أو يرتبك أو ينفعل وتخيلت لو كان هذا الكلام لأمين شرطة فى أى قسم أو لمأمور مركز أو لرئيس حى أو لرجل أعمال أو لعضو مجلس شعب أو لرئس حزب أو نقابة لكان الرد مختلفا تماما ولكان أقل تقدير الانفعال سيد الموقف ناهيك عما نعرفه جميعا فى هذه الأحوال، وكان رد السيد جمال الذى امتص حماس السؤال بشاليموه وقال إنه مستريح وأن ما يقوم به من عمل خيرى للبسطاء وتوفير فرص العمل سيستمر فيه حتى وإن ابتعد عن العمل السياسى، انتهى الحوار وكسب السيد جمال وجذب له أسماع وعيون جديدة فى غياب وغيبوبة الأحزاب التى أقل ما يمكن أن تفعله أن تفتح حوارا على جرائدها مع قرائها تناقش وتشرح سياسات الحزب وتقترب أكثر من الناس وتؤجل لعبة الكراسى.
كسب السيد جمال بجولاته للقرى واقترابه من البسطاء، كسب السيد جمال بتصريحاته باستبعاد مرشحى الحزب أصحاب السمعة السيئة فى وقت يتجادل فيه الأحزاب عن علاقتهم بالبرادعى حرام ولا حلال علنى ولا فى الخفاء، كسب السيد جمال ببرنامج دعاية منظم قولا وفعلا فى غياب اسماء أخرى مازالت فى المصيف، كسب الكابتن جمال المباراة وسيكسب الدورى ويجعل الفيفا ترشحه لكأس "مصر"، لا تتهمنى بالنفاق ولا بمجاملتى للسيد جمال ولا بجهلى فى السياسة، فأنا مواطن لا يعرف الثلاثة.
