فى مناطق الوايلى والسيدة زينب والمطرية والحدائق ومدينة نصر قررت مديرية التموين بمحافظة القاهرة إنشاء شوادر لبيع اللحوم، فى خطوة يعتبرها مسئولو التموين بالمحافظة محاولة للحد من ارتفاع أسعار اللحوم خارج الشوادر، ومواجهة موجة الغلاء فى الأسعار، لكن هل تكفى الشوادر لحل الأزمة المتصاعدة؟ المستهلكون أجابوا بأن العدد لا يكفى على الإطلاق وكميات اللحوم المعروضة تنفذ على الفور.
لذلك فزيارة بسيطة إلى أحد تلك الشوادر تكشف الحقيقة، فالزحام والتدافع بين زبائن الشوادر ويصل فى بعض الأحيان إلى حد الاشتباك بالأيدى هى السمة المميزة لتلك الشوادر. فى الوقت الذى يؤكد فيه مسئول بالوزارة بأن الهدف من الشوادر هو مواجهة الارتفاع فى أسعار اللحوم بتوفير البدائل. وقد مديرية التموين أسندت تلك الشوادر إلى أحد المستثمرين وتقوم بالإشراف عليها فقط.
داخل إحدى الشوادر الخمسة فى القاهرة وتحديدا فى منطقة الوايلى تزاحم الناس بشدة داخل الشادر من أجل الحصول على حصة من اللحوم المعروضة بسعر 30 جنيها للكيلو، بل إن بعض الزبائن تركوا أعمالهم للوقوف فى طابور الشادر، فالفارق بين سعر الشادر والجزارين كبير ويصل أحيانا إلى 30 و40 جنيهًا فى الكيلو.
الزحام لم يترك فرصة لعدد من كبار السن والسيدات من الحصول على اللحمة وعادوا دون تحقيق أملهم فى الحصول على اللحمة الرخيصة.
التقينا بعض زبائن شادر الوايلى للتعرف على آرائهم فى اللحوم المعروضة، يقول محمد يوسف، ضابط بالمعاش: "إنها لحمة جيدة والأسعار فى متناول الجميع، ولكن هناك نسبة كبيرة من الدهون التى تفوق الـ 200 جرام على الكيلو الواحد، لكن لا تستطيع أن تعترض وإلا فهناك من يحصل عليها".
ويضيف أحمد بدوى، موظف بالتربية والتعليم: "أستيقظ مبكرا وأقف من الساعة السابعة صباحا حتى أستطيع أن أجد مكانا فى الطابور وانتظر بالساعات لكى أستطيع الحصول على كيلو لحمة لأولادى، لكن ما يؤخذ على المكان هو عدم وجود مظلات لحماية المواطنين من الشمس فى ظل ساعات الانتظار الكبيرة، ولا يوجد هناك تنظيم لمساعدة المستهلكين فى الحصول على متطلباتهم بسهولة والفوضى تسيطر على التعامل واختلاط الرجال بالنساء".
خالد شكرى، موظف بشركة خاصة، ترك عمله - كما يقول - وحصل على إذن للحصول على كيلو أو اثنين لأولاده، ويضيف شكرى: "اللحوم تأتى حوالى الساعة الحادية عشرة صباحا فى ظل وجود الناس من الساعة السابعة صباحا، وتجد هناك الكثير من الشتائم والاشتباك بالأيدى عند وصول اللحوم من المجازر ولا يوجد إشراف من المحليات أو التموين".
وتقول الحاجة مصرية 65 عاما: "نفسى أجيب 2 كيلو لحمة، ولكن "مش قادرة أدخل فى الطابور" وأنا سيدة كبيرة وعندى الكبد وأمراض كثيرة وأولادى فى الشغل".
وعن مصدر اللحمة يقول محمد عفت بالمعاش: "أنا لا أعلم مصدرها والله "لو كانت لحمة كلاب الناس مش ها تقول لا الناس مش لاقية لحمة، كتّـر خير الناس فى ظل ارتفاع أسعار اللحوم الناس مش بتآكل اللحمة غير كل فين وفين" .
أما آمال محمد ربة منزل (48 سنة) فقد أسرعت إلى الشادر لحجز مكان لزوجها: "علشان لما يجيى يلاقى مكان فى الطابور" آمال لديها أربعة أولاد لا يأكلون اللحمة غير كل شهر مرة، وتطالب بزيادة هذه الشوادر، حيث إن عددها غير ملائم لكمية الطلب الشديدة.
التقينا أحد البائعين داخل الشادر اسمه سيد عبد الرازق يقول: "إن هناك نسبة إقبالا كبيرة تفوق المتوقع من قبل المستهلكين، وهذا له تأثير كبير على محلات الجزارة الخارجية الذين يضطرون إلى خفض سعر اللحوم فيما بعد فى ظل تزايد نسبة الإقبال على الشوادر ."ويؤكد سيد على جودة اللحمة، وأنها عجول صغيرة السن (كندوز)، واللحمة تستنفذ بعد وصولها بـ3 ساعات، وهناك الكثير من المواطنين لا يحصلون عليها".
وأشار إلى أن سعر اللحمة يتفاوت من 30 إلى 35 جنيها للكيلو حسب أجزاء اللحمة، بالإضافة إلى وجود اللحمة المجمدة والتى تباع بسعر 26 جنيها للكيلو.
المشهد العام يؤكد أن الشوادر عددها لا يكفى، والمستهلكون يطالبون بالمزيد، عرضنا الطلب على محمود عبد العزيز، مدير مديرية التموين بالقاهرة الذى قال لنا فى البداية: "إن الهدف من إنشاء هذه الشوادر وعددها 5 على مستوى مدينة القاهرة هو إحداث التوازن داخل السوق وتلبية حاجات المستهلكين من محدودى الدخل الذين لا يستطيعون الحصول على اللحوم فى ظل ارتفاع الأسعار المبالغ فيه الآن".
وأضاف محمود عبد العزيز أن هذا المشروع هو ملك لمستثمر ونحن عبارة عن جهة إشراف ورقابة بالتعاون مع الطب البيطرى وهذه اللحوم عبارة عن عجول أسترالية حية تذبح داخل مذبح العين السخنة بالسويس تحت إشراف الطب البيطرى، ويؤكد عبد العزيز بأن هذا المشروع دائم وليس لفترة محددة بالإضافة إلى الجمعيات الاستهلاكية.
وأشار عبد العزيز إلى أن كمية اللحوم التى تذهب إلى الشوادر يوميا ما بين 10 إلى 12 طنًا موزعة على الـ5 شوادر، وأن هناك نية لزيادة الكمية فى ظل زيادة الطلب على هذه اللحوم .
وأكد على جودة اللحوم وعلى زيادة نسبة الإقبال وأنها نسبة غير متوقعة من قبل المستهلكين، وأكد أنه على استعداد لمواجهة أى مشكلة تواجه المستهلك وأنه يشرف يوميا على هذه الشوادر وقال: "إن الحد المسموح من نسبة الدهون هو 100 جرام على الكيلو، وأى زيادة على ذالك غير مقبولة، وأنه لا يوجد هناك حد أقصى والمواطن له الحق فى الحصول على الكمية التى يحتاجها".
5 شوادر فى القاهرة فقط لمواجهة ارتفاع أسعار اللحوم.. زحام واشتباكات بالأيدى للحصول على اللحمة رخيصة الثمن.. والأسعار تتراوح ما بين 30 - 35 جنيهًا
الخميس، 05 أغسطس 2010 02:05 م
زحام واشتباكات بالأيدى للحصول على اللحمة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة