هند أحمد جعفر تكتب: لفيروز من قلبى سلام

الأربعاء، 04 أغسطس 2010 02:31 م
هند أحمد جعفر تكتب: لفيروز من قلبى سلام فيروز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أتذكر وأنا بعد لم أبلغ السادسة أغنية كانت أثيرة لدى أمى تدندن بها دوما وما لبثت هذه الأغنية أن أصبحت أثيرة لدى أنا الأخرى، لأنها ارتبطت فى مخيلتى بعذوبة صوت أمى وليالى شتاء كنت ألوذ بها وأدفن رأسى فى أحضانها لأنام على وقع شدوها للأغنية التى يقول مطلعها ( يا دارا دورى بينا ضلك دورى بينا لينسوا أساميهم وننسى أسامينا).. وقد كان المقطع الأخير للأغنية دوما ما يسبب لى انقباضا، فالفتاة محور الغناء سيتم نسيانها على المينا من جانب من أحبتهم..

يا إلهى كيف سترجع هذه المسكينة وحدها لمنزلها؟ ولم فعلوا معها ذلك؟ ولم لم تلحق بهم؟.. كل هذه التساؤلات كانت تدور فى رأسى بعد أن تنتهى أمى من الغناء وأنام ومنظر بحر مظلم يخيم على فكرى..

وقتها لم أكن أعرف لمن كانت الأغنية فإدراكى الطفولى يحدثنى أنها أغنية أمى وعندما كبرت قليلا عرفت أنها لجارة القمر وحبيبته فيروز.. فيروز التى يريد البعض الآن إسكاتها من أجل حسابات أخرى.. هل كان يدور فى خلد عاصى ومنصور وهما ينكبان على العمل الغنائى تأليفا وتلحينا أن الأمور ستصل بين أولاد الأخوين إلى هذا الحد وأن تقف ريم ابنة عاصى فى وجه مروان ابن منصور وتتحول الأمور إلى حروب إعلامية تذهب بالرحبانية وأميرتهم المتوجة فيروز إلى أروقة المحاكم بدلا من قاعات المسارح..؟.

الغريب أن لبنان كحكومة غضت الطرف عن هذه المشاحنات وكان الأدعى أن يتدخل رئيس الجمهورية بنفسه فى هذا الأمر، ففيروز أرزة لبنان الباقية التى تمثل لبنان بأكمله، وليس لبنان الطوائف كما يحب بعض اللبنانيون إظهاره الآن.. فيروز لدى العرب أهم من ساسة الطوائف مجتمعين.

غنت فيروز لمكة المكرمة وغنت للسيدة العذراء عليها السلام وعملت دوما على التقريب بين الفئات والطوائف فخشعت لصوت الآذان ورتلت مع الأجراس.. وعندما اختار بعض أهل لبنان طريق السلاح اختارت هى أن تشدو لبلدها وترنمت قائلة (سألونى شو صاير ببلد العيد مزروعة عالداير نار وعناقيد) فى رائعتها بحبك يا لبنان..

لم تفقد فيروز يوما الإيمان بلبنان ولا بعروبة هذا البلد الذى دفع دوما كل حسابات قوى المنطقة.. اختارت جارة القمر الطريق الأصعب ووقت أن هاجر أغلب فنانو لبنان ليغنوا فى ملاهى ومسارح لندن وباريس إبان الحرب الأهلية بقيت هى تحت القصف تغنى ( لبيروت من قلبى سلام لبيروت) ولأرزة العرب من شخصى المتواضع مائة سلام ولعلى أحظى يوما بحضور حفل فيروزى أستمع فيه لأغنية طفولتى بصوتها الملائكى يعانق فى مخيلتى صوت أمى الشجى.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة