أكد التحليل الذى أجراه مركز الدراسات السياسية والاستيراتيجية بالأهرام، من خلال نقاش دار بين مجموعة عمل الصراع العربى الإسرائيلى، حول الهجمات الصاروخية على العقبة وإيلات التى وقعت يوم الاثنين الماضى، أن وقوع الهجمات فى نقطة التقاء الحدود بين مصر والسعودية والأردن وإسرائيل يدل على أن هناك خطراً جديداً يهدد مجموعة من دول المنطقة، ومن الممكن أن تكون تلك الهجمات سبباً فى تبادل الاتهامات، أو الإنكار حول البلد الذى أطلق منه التهديد.
وأشار التحليل إلى أن مخططى الهجوم يريدون عرقلة تطورات سياسية على الساحة الإقليمية، حيث وقع الهجوم بعد أيام قليلة من الزيارة التى قام بها العاهل السعودى والرئيس السورى لبيروت، وهى الزيارة التى تعكس العمق الذى وصل له التنسيق بين الرياض ودمشق فى لبنان، كما أن هذا الهجوم جاء بعد أيام قليلة من قرار لجنة المتابعة العربية بإعطاء الضوء الأخضر للسلطة الوطنية الفلسطينية للدخول فى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، وهو التطور الذى يمكن اعتباره تعميقاً لمسار التسوية والاعتدال فى المنطقة.
وأوضح التحليل أنه بعد فترة طويلة من الهدوء الذى خيم على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل انطلق من قطاع غزة فى اليوم التالى مباشرة لصدور قرار لجنة المتابعة العربية، صاروخ سقط على عسقلان داخل إسرائيل، ويوحى توقيت هذه الهجمات أن طرفاً فى المنطقة يريد إجهاض التطورات السياسية الجارية، أو تذكير الأطراف بقدرته على إجهاضها عبر تغيير أجندة الاهتمامات فى المنطقة، وعبر إحداث توتر فى الأجواء الأمنية فى منطقة الحدود المصرية الأردنية الإسرائيلية التى تبدو مستقرة.
وأوضح التحليل الذى صاغه الدكتور جمال عبد الجواد مدير المركز أن عدم إعلان أى جهة مسئوليتها عن الهجوم يثير السؤال حول هوية الجهة المنفذة، ففى العادة المنظمات التى تقوم بتنفيذ مثل هذه الهجمات تميل لإعلان مسئوليتها كجزء من الترويج لنفسها وللسياسات والأيديولوجيات التى تتبناها، وربما يشير امتناع أى جهة عن إعلان مسئوليتها عن الهجمات كما أشار التحليل الاستيراتيجى إلى وجود صلة بين منفذى الهجوم وأجهزة تابعة لدولة أو شبه دولة من تلك الموجودة فى المنطقة، ومع هذا فإنه لا يمكن وبشكل كامل استبعاد احتمال أن يكون وراء الهجوم نوع جديد من المنظمات التى تتبع تكتيكات مغايرة لما اعتادت عليه المنظمات المسلحة ولو لمرحلة مؤقتة.
وأضاف التحليل أن الهجوم يثير كذلك أسئلة تتعلق بالأمن فى منطقة شبه جزيرة سيناء، فرغم أنه مازال من المبكر تأكيد الادعاءات الصادرة بشأن انطلاق الصواريخ من سيناء، خاصة وأنه قد ثبت أن هجمات مشابهة كان ميناء العقبة قد تعرض لها فى وقت سابق جاءت انطلاقاً من الأراضى الأردنية.
وأوضح التحليل أن الأوضاع الأمنية المتوترة فى شبه جزيرة سيناء والصدامات التى وقعت بين جماعات من الأهالى والجهات المسئولة عن الأمن فيها يسمح بتجديد السؤال حول الأمن فى شبهة جزيرة سيناء، وضرورة تطوير السياسة الأمنية فيها، وذلك بغرض حرمان أى جماعات مسلحة تعمل عبر الحدود من تثبيت وجودها، وكذلك من أجل تعزيز صورة سيناء كمنطقة آمنة ومؤمنة يصعب إثارة الشك حولها فى المستقبل حال وقوع هجمات مشابهة، وهى الهجمات التى يتوقع لها أن تتكرر بعد أن أصبحت تمثل نمطاً وليس مجرد أحداث متفرقة.
فى تحليله لواقعة صاروخ العقبة..
مركز الأهرام الاستراتيجى: لا نستبعد تبعية الجهة التى أطلقت الصاروخ لدولة بعينها.. ومن الممكن أن يكون وراء الهجوم نوع جديد من المنظمات.. ولابد من إعادة النظر فى الأوضاع الأمنية بسيناء
الأربعاء، 04 أغسطس 2010 07:56 م