تضامن عدد من شعراء قصيدة النثر مع الحملة التى تطالب بــ"الإطاحة بلجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة"، حيث وقع على البيان الذى أصدرته الحملة كل من الشعراء (محمد آدم، إيهاب خليفة، أسامة الحداد، فتحى عبد الله، محمد عبد الهادى، عبد النبى فرج، عبد الله راغب، عادل العجيمى، وهيثم الشواف).
وقال الشاعر محمد آدم والذى صدر البيان باسمه، إن "لجنة الشعر أهدرت القيمة الحقيقية للشعر بتبنيها مفاهيم زائفة، وبالغت ومنحت نفسها يقين الأنبياء فى فن يخضع دائمًا لحالة من التشكل الخلاق الدائم ولا يركن للجمود، وتسببت فى تزييف مصر واستبعادها من خريطة الشعر العربية لصالح مجموعة من الأفراد ذوى المصالح الشخصية".
وأضاف آدم "لقد تحولت جوائز الدولة لمجموعة من الهبات تُمنح لمجموعة من أذناب السلطة، ولذا فإننى أدعو فى بيانى هذا إلى استبعاد موظفى وزارة الثقافة من التصويت على الجوائز ولجعل الأمر موكلاً للراسخين فى الإبداع".
وأشار آدم "إن مجلة إبداع لم تقدم مشروعًا إبداعيًا راسخًا منذ التسعينيات، فى حين أنها قدمت فى عهد د.عبد القادر القط أعظم إنجاز ملموس لمجلة وكشفت فى عهده عن جيل راسخ الشعرية لأنها لم تتعمد إلا على النص الفارق والنص وحده".
وأوضح آدم "لقد آن الأوان لأن يكون المجلس الأعلى للثقافة جهازًا موازيًا لحركة الإبداع لا مجرد مؤسسة بالية مكبلة باللوائح التى تضاد رسالة المجلس نفسه، فهذه الحركة "الحملة" ليست رفضًا لكل ما سبق من إنجاز، وليست بالمثل قبولاً لكل ما سبق من إنجاز، ولكنها تريد أن تعلن بوضوح كامل عن الاختلاف والانشقاق فى رؤية الكتابة الشعرية وآنيتها، هذه اللحظة التى تجمع محاولات ظلت فى طى التهميش والاستبعاد والتآمر العمدي، فهذه اللحظة الخلَّاقة هى لحظة "قصيدة النثر" التى بدأت محاولاتها المُبكرة منذ أواسط السبعينيات من القرن الماضى ولا نزال نؤمن بهذا النوع الأدبى الشعرى الذى يخرج عن إطار الواحد إلى المتعدد مما يسمح لكل شاعر حقيقى وموهوب بأن يؤسس لقصيدته الخاصة ولمنجزه الشعرى الخاص، بلا سطوة سابقة للغة أو الشعر/النص الذى لا يخضع لنموذج سابق عليه بقدر ما يكون مؤسسًا لنموذج مغاير ومختلف، وشعراء هذه الأجيال (جيل الثمانينات والتسعينيات) الذين يحاولون بدأب الدخول إلى أرض الشعر الحقيقية بعد أن نضبت أو كادت تجف ينابيع الشعر التفعيلى على أيدى رواده ولاحقيه، لأنهم استنزفوا البئر حتى الثمالة بحيث لم يعد فيها ثمة ماء، وأصبح الشاعر التفعيلى إما مقلدًا لذاته أو لذوات الآخرين فى نصه، ففقدت القصيدة العربية التفعيلية بكارتها والإبداع لدرجة أن معظم القراء عزفوا عن تلقى الشعر واقتنائه.
وأضاف آدم "ظلت قصيدة النثر تكتب على الأرصفة ويتداولها جيل موهوب من الشعراء ترفضهم المؤسسة تارة ويرفضهم الواقع الثقافى تارة أخرى، رغم أنهم وفى الحقيقة يمثلون المتن فى الكتابة الشعرية الحقيقية؛ لأنهم تحرروا من وهم الآباء وسلطتهم الفجة وأرادوا الكتابة وكأنما بدءوا الشعر من درجة الصفر، وكان انتماء هؤلاء الشعراء لحركة الحداثة المصرية الهائلة والمنجزة فى أربعينيات القرن المنصرم على يد جماعة الفن والحرية (جورج حنين، جويس منصور على سبيل المثال) وكان هؤلاء الشعراء بمثابة الآباء الشرعيين لهم أكثر مما كان يمثله أحمد عبد المعطى حجازى وبدر شاكر السياب وبلند الحيدرى والبياتى".
وقال آدم، "إننا الآن نبدأ تأسيسًا كتابيًا مغايرًا أو نحاول أن يكون مغايرًا ومختلفًا لنؤسس لشعرية المعنى بدلاً من شعرية الاستلاب ولشعرية الرؤية بدلاً من شعرية الغيبوبة، وإننا بهذا البيان لا ندعى أننا أنجزنا ما لم يسبقنا إليه أحد ولكن فقط نحاول أن نعلن وبصوت صارخ رفضنا لكل النماذج المقولبة وجاهزة التصنيع".
موضوعات متعلقة..
شعراء النثر يطالبون بتغيير لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة
لجنة الشعر: لم نتجاهل قصيدة النثر كما يدّعون