تباينت ردود الأفعال على جريمة إسرائيل البشعة بعدوانها على أسطول الحرية الذى كان متوجهاً إلى غزة لفك حصارها، ونصرة أبناء القطاع، فكانت ردود الفعل ما بين الشجب والشجب القوى والاستنكار الهادئ، والاستنكار ذو الصوت المرتفع، وحتى بعض الدول التى سقط لها ضحايا على ظهر تلك السفينة، لم تخرج عن هذا الإطار الكلامى- البليغ- والآخر المتميز بالدبلوماسية والهدوء، ناهيك عن مجلس الأمن الذى ظل يتمخض طويلاً حتى استطاع أن يصدر قراراً باللوم والشجب وبدون أى إدانة، أما الولايات المتحدة الحليف الدائم والتقليدى لدولة العدو الإسرائيلى فهى كعادتها طالبت دول العالم بالهدوء، وعدم التسرع فى ظلم الدولة العبرية، لأنها كانت تدافع عن نفسها!.
ومع أن العدوان قد تم فى المياه الدولية، بعيداً عن المياه الإقليمية لما يسمى بإسرائيل، فإن أحداً من هؤلاء الذين يفترض فيهم أن يكونوا ضمير العالم الحر والإنسانى لم تستفزه الدماء المسفوكة على ظهر السفينة ولا حرّكت شعرة فى وجدانه لكى يرفع صوته خارج إطار اللوم التقليدى الباهت الذى لا يردع حتى نملة!. بالمناسبة، إذا كان من بين ضحايا الهجوم (نملة)، لوجدت العديد من المظاهرات من المتضامنين مع النمل وحقوق الحيوان تجوب الشوارع للتنديد بالهجوم، ولوجدت مئات القضايا فى المحاكم الأوروبية ضد إسرائيل لدفع تعويضات بالملايين بعد إهدار حياة النملة المسكينة.
ولقد كان متوقعاً أن يوقع مجلس الأمن عقوبات رادعة على إسرائيل، مقارنة على الأقل بالعقوبات الجاهزة والمعدة سلفاً، تلك التى تفرض على الدول الصغيرة، التى لا حول لها ولا قوة، لمجرد هفوة أو لمجرد أنها حاولت أن تدافع عن نفسها ضد المعتدين.
وفى الواقع لا أعرف ما هو سبب الشجب الدائم للمقاومة الفلطسينية والاتهام الدائم لها بالارهاب وسفك الدماء؟! أليس من حق البلدان المحتلة فى كل الأعراف والشرائع أن تناضل بكل الوسائل الممكنة للخروج من الظلم والاحتلال المسلط عليها، ولا داعى هنا لذكر المذابح والمجازر التى ارتكبتها دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى، فهى وحدها كافية لفرض عزلة وحصار على إسرائيل نفسها وليس على غزة أو بقية الأراضى المحتلة.
لقد مللنا من تكرار عبارات اللوم والشجب والاستنكار وحتى من قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة التى ما إن تصدر حتى يدخل بها الساسة الإسرائيليون إلى المراحيض، أما عن العرب والمسلمين، فعليهم أن يبحثوا عن وسائل أخرى لردع هذا البغى والطغيان الذى زاد عن حده، بشرط ألا تحتوى تلك الوسائل على الشجب والاستنكار والتنديد.
أحمد مصطفى الغـر يكتب: قراءة فى أحداث ما بعد (الحرية)
الأربعاء، 04 أغسطس 2010 04:22 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة