أكد الكاتب الأمريكى ريتشارد كوهين فى مقال له بصحيفة واشنطن بوست، أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما يجد صعوبة بالغة فى إرضاء العالم العربى، وعلى ما يبدو يسعى جاهدا لاستقطاب استحسانهم من خلال مثابرته على التوصل إلى اتفاق سلام دائم وفض الصراع المحتدم بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولكن هذه المهمة ليست بالسهلة أبدا.
وسرد الكاتب كيف عكف الرئيس الأمريكى على كسب ثقة العالم العربى، مشيرا إلى أنه ألقى خطابه للعالم الإسلامى من القاهرة، وليس من إسرائيل، وطالب الأخيرة بوقف بناء المزيد من المستوطنات فى الضفة الغربية، وعامل رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو بشىء من الاحتقار البارد، ورغم كل ذلك، تنخفض شعبية أوباما بشكل مستمر، وعلى عكس خمس الأمريكيين يدرك العالم العربى جيدا أن أوباما ليس مسلما.
وأشار كوهين فى مقاله المعنون "الوقت لا يحرك ساكنا فى الصراع الإسرائيلى الفلسطينى"، أن استطلاعات الرأى تعرض أرقاما مثيرة للدهشة، فعندما أجرى مركز بيو استطلاعا حول كيفية نظر المسلمين إلى أوباما، وجد أن الرئيس الأمريكى يلقى استحسانا فى معالجته لقضية المناخ، ولكن عندما سئل الخاضعون للاستطلاع عن دور أوباما فى الصراع الإسرائيلى الفلسطينى، لم تتراجع الأرقام فقط فى أندونيسا وتركيا، وإنما وصلت إلى الحضيض فى ثلاث دول عربية، ففى الأردن اعترض 84% على الطريقة التى يعالج بها الرئيس الأمريكى هذا الصراع المستمر منذ عقود، بينما وصلت النسبة إلى 88% فى مصر، و90% فى لبنان.
وأضاف، هذه الأرقام بكل تأكيد ليست مشجعة لأوباما، فهى ترجح أن محاولته لمغازلة العالم العربى، ولإقناعه بأن أمريكا وسيط أمين بين إسرائيل والفلسطينيين، فشلت بشكل كبير، ورأى أن مدى هذا الإخفاق يظهر جليا فى لبنان، فـ100% من المستطلعين الشيعة، (حزب الله وآخرين) فقدوا الثقة فى أوباما ونواياه الحسنة.
وأعزى الكاتب أسباب هذا إلى أن العالم العربى يدرك جيدا أن الولايات المتحدة لن توافق على ما يريده، وهو إقامة دولة إسلامية مكان اليهودية الموجودة حاليا، ووصف الكاتب هذه الرغبة بالمبررة كليا، فأمريكا لطالما كانت من أشد المعجبين بفكرة دولة إسرائيل، بينما كرهها العالم العربى، لأسباب منطقية تماما، على حد قوله، ولم يتغير شىء.
وتوقع الكاتب ألا تتمكن الولايات المتحدة من إرضاء الشعوب العربية- ربما تتمكن من إرضاء بعض الحكومات مثل مصر والأردن- وذلك لأنهم يرغبون فى عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى إسرائيل، والتحكم فى القدس بأكملها، ولكن هذين الخيارين ليسا قابلين للنقاش بالنسبة لإسرائيل، التى لن تتخلى عن عاصمتها.
توقع عدم نجاح المفاوضات..
كاتب أمريكى: من الصعب على أوباما إرضاء العالم العربى
الثلاثاء، 31 أغسطس 2010 04:28 م