فيصل شمس يكتب: متحاولش تبقى مصرى

الثلاثاء، 31 أغسطس 2010 12:49 ص
فيصل شمس يكتب: متحاولش تبقى مصرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالطبع لا تحاول لأنك سوف تفاجأ بحجم التضحيات التى سترتكبها.. وإذا كانت الجنسية المصرية تعتبر مكسبا ورحمة من الله بالنسبة للمصريين فإنها لا تمثل قيمة تذكر لمن لا يحملونها وربما تكون جنسية زئير أو رواندا أو دول منابع النيل أكثر أهمية وفائدة خاصة أن هذه الدول استطاعت أن تعطى مصر بمبة صح من اللى قلبك يحبها بعد أن تعالت حكومتنا عليهم وتخيلت أنهم لا يستطيعون أن يقاومو سحر مصر وأنهم أدنى من أن يتفقوا على اتفاقية أو معاهدة.
عندى مفاجأة جامدة لكل المصريين وهى أن العالم كله يتقدم ويتطور أو على الأقل يحاول، وأن كل الدول لم تعد تؤمن بالهرطقات والخزعبلات السياسية وكله أصبح متأكدا أن الديكتاتورية تفاهة وخيابة وأن السيطرة على الشعوب لن تنفع حتى الشخص الذى يسيطر.. لقد أصبحت هناك قواعد سياسية تملأ أرجاء الكون من بينها الديمقراطية والحرية والجميع يريدون التقدم إلا نحن فى مصر أو المنطقة العربية.. وأصبح شكلنا سيئا فنحن المنطقة الوحيدة التى تجلب الصداع للعالم وتسعى للتخلف والتقهقر والجهل والحماقة.. حتى أفريقيا التى كنا نساعدها لكى تنمو نمت وترعرعت ونتمنى أن نلحق بها.
إذا حاولت أن تكون مصريا يجب أن تطبق الشروط اللازمة لحمل الجنسية أولها أن تكون منصاعا.. يعنى يمين يمين وشمال شمال.. وهى فكرة مصرية مبتكرة تحمل عنك عبء التفكير، لأن التفكير فى القاموس السياسى للمسئولين ذنب وجرم سياسى مشهود وهم يفكرون بالنيابة عنك ويضعون الخطط والتصورات والقوانين وينفذونها وحين ينفذون يفشلون لأنهم ببساطة خايبين وهم الحصاد والنتيجة الطبيعية للصعود المتنامى للشخصيات الضحلة غير الموهوبة للمناصب فى كافة القطاعات.
وبهذه المناسبة أود أن أذكر جميع المصريين العاديين بأن الكثيرين منهم أكثر فهما وعلما وقوة من هؤلاء الحمقى ويمكن لأى مواطن حر فى حالة توليه منصبا ما فى الدولة أن يحل العديد من المشاكل التى تملأ المجتمع.. لا يغرنك بذاتهم وربطات عنقهم والعطور الفواحة منهم أنت أفضل، وتملك من الذكاء ما يجعلك تساعد هذا الشعب وإذا حاولوا أن يثبتوا لديك وهم الصعوبات والمشاكل والمحاولات والأزمات العالمية وإلخ إلخ فلا تنخدع.. الموضوع سهل وحل مشاكل مصر سهل جدا لكنهم لا يريدون حلها وهى هكذا أفضل بالنسبة لهم حيث السرقة تصبح متاحة بشكل ميسر.
بالطبع لا أتحدث عن السرقة البسيطة أو عن اللصوص الفقراء الذين يطمعون فى محفظة شخص أو حقيبة سيدة، فهؤلاء غلابة، بل أتحدث عن سرقة الملايين التى لن تنجح إلا فى وجود هذه الفوضى.
إذا حاولت أن تكون مصريا يجب أن تعرف أنك ستدفع أموالا باهظة جراء كل خطوة تقوم بها، الضرائب والرسوم والاستقطاعات فى مصر هى نموذج عبقرى للابتكار.. لن تنعم بمليم وسوف تحيطك فى كل ثانية مطالبات لا تنتهى بدءا من السكن الذى تعيش فيه إلى سيارتك ووظيفتك وملابسك وحتى أفكارك يمكن أن يتم تحصيل ضرائب عليها.. وسوف تكتشف أن مصر من أكثر بلاد العالم غلاء وسوف يخدعونك بوهم الدعم الذى تقدمه الحكومة للرغيف والبنزين والذى منه.. وهم يفعلون بالتأكيد لكنهم يقدمون دعما أيضا لرجال الأعمال النصابين والفاسدين والدجالين وأصحاب المصالح والمناصب وبالطبع لأنفسهم.
إذا حاولت أن تكون مصريا فتأكد أن شحصيتك ستتغير ولن تحب الناس مثلما نعرف عن طبيعة البشر.. خلال حقبة زمنية ليست قصيرة من عمر الشعوب نما لدى المصريين مجموعة من الصفات القبيحة التى تراكمت ويتم تسليمها من جيل إلى جيل وهذه الصفات هى نتيجة للفوضى المستعرة والتى صنعها النظام السياسى بقصد أو دون قصد، لكنها صفات لا تنضج إلا فى انعدام الديمقراطية والحرية وأبسطها الكراهية التى انتشرت بين المصريين والعصبية وما نطلق عليه قلة الأدب والانفلات الجمعى والبخل الشديد.
أضف لذلك أنك ستصبح واجما عابسا وحيدا رغم الزحام
إذا حاولت أن تكون مصريا فتأكد أنك لن تعرف ما هو المستقبل ولن تستطيع أن تحصل على فرصة جيدة للانتقال من طبقة إلى طبقة أو لتحقق أحلامك.. لقد تم إعادة تأسيس مصرعلى نمط قرون غابرة تقوم بتثبيت وتدعيم الانفصال الطبقى بحيث لا يتحرك إنسان من طبقة إلى أخرى ويظل كما ولدته أمه إما فقيرا أو غنيا جدا، وبالتالى تصبح أفكار مثل الطموح أو الموهبة أو بذل الجهد أو الذكاء غير ذات قيمة.. لكن هذه القاعدة تحمل بعض الاستثناءات وهى أن تكون فهلويا أو نصابا أو حلنجى أو منافق وساعتها تستطيع أن تنجح وتنطلق ولكن ستدخل النار بالطبع.
فى النهاية مصر ليست مكانا جيدا للعيش وما يؤكد ذلك النسبة الكبرى من شبابها الذين يطمحون فى تركها للهجرة إلى أى مكان.. ف.. متحاولش تبقى مصرى.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة