عمرو إبراهيم لقوشة يكتب: الوالى والوزير

يا كبير الوزراء مالى أرى وجوه الرعية وقد علاها الحزن والوجوم والكآبة؟ مالى أرى وقد طغى العنف فيما بينهم على المودة والرحمة؟ مالى أرى وقد زاد عدد الهائمين على وجوههم يتمتمون بما لا يفهمه أحد؟ مولاى فلتسأل وزير الخزانة فقد كثرت الضرائب والجبايات حتى أنها لم تكتفى بالصناع والتجار بل ذهبت إلى كل ما يملك الناس حتى فى سكناهم ، سكناهم؟ وما ذنب من عنده مأوى يبيت فيه هو ومن يرعاهم ولا يدرى له أى دخل؟ أجبنى يا وزير الخزانة، سيدى الوالى هناك الكثير من هؤلاء من يملكون الضيعات على شواطئ البحار وضفاف الأنهار، وما تراه من حزن وكآبه ليس بسبب الفقر ولكنه الطمع يا مولاى فهم لا يكتفون بما فى أيديهم وينكرون فضلك ونعمك عليهم، يا مولاى ألا تراهم حول الحلبات أثناء المسابقات وكيف ينفقون الكثير ليروحوا عن أنفسهم؟ ألا ترى الزحام أمام الحانات والمراقص والبارات؟ ألا ترى ملايين الدراهم والدنانير تصرف فى الأفراح والليالى الملاح؟ يا كبير البصاصين فلتخبر مولاى عن أحوال الرعية، سيدى الوالى ما قاله وزير الخزانه صحيح وأزيدك عليه: ألا ترى مولاى عدد المراكب فى الشوارع لقد زادت بشكل مخيف فقط أنت لا تراها يا مولاى، لأن موكبك نمنع عنه هؤلاء حتى لا يضيع وقتك الثمين هباء، وأعزك الله يا مولاى إن مايلقونه من فضلات الطعام زاد عن الحد إن ما يلقونه يكفى لإطعام شعب آخر . ما بك يا قاضى القضاة أراك ضاحكا مستهزءا ألا يعجبك ما قاله الوزير وكبير البصاصين ؟ يا مولاى عندما يمر موكبك يمنع الاقتراب منه عامة الشعب من الفقراء و المساكين، يا مولاى احكم فى بعض قضايا قتل بسبب بضع دراهم معدودة، يا مولاى هناك من يقتل نفسه وأولاده من الفاقة، وهناك الكثير من الشباب يلقون أنفسهم فى النهر من ضيق يدهم وعدم استطاعتهم عصمة أنفسهم بالزواج، يا مولاى أصبح هناك من يبيع أطفاله ومن يتركهم على قارعة الطريق حتى زاد عدد اللقطاء إلى حد مخيف، يا مولاى وزير الخزانة يصر على جبى الضرائب من مثل هؤلاء، لا يا مولاى إن الضرائب يتم جمعها ممن يعيشون فى القصور ومن تزيد أثمان عقاراتهم عن الخمسمائة ألف درهم، ولكن يا وزير الخزانة هؤلاء معروفون للجميع فلماذا تجبر عامة الشعب على تقديم صكوك الملكية ,يا وزير الخزانة هناك آلاف من القائمين على أحوال الرعية يتعدى رواتب بعضهم المليون درهم فكيف لغيرهم أن يعيشون بألف درهم وربما لا يزيد عن مائتى درهم؟ يا وزير الخزانة اذهب واعدل بين الناس فى الرواتب عندها لن تجد عجزا فى ميزانية ولن تجد فقيرا يتسول، يا وزير الخزانة كفاك إذلالا وإجهادا للرعية وإياك من غضبتهم فاتق شر الحليم إذا غضب، يا وزير الخزانة اذهب وناد فى الناس أن كفاكم الوالى شر تلك الضريبة ويكفيكم ما كان من غيرها.