عثمان محمود مكاوى يكتب:زهرة الوطن و زهرة الخشخاش

الثلاثاء، 31 أغسطس 2010 05:52 م
عثمان محمود مكاوى يكتب:زهرة الوطن و زهرة الخشخاش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صارت حادثة سرقة لوحة زهرة الخشخاش للفنان العالمى فان جوخ من متحف محمود خليل حديث الساعة فى الصحافة ووسائل الإعلام المختلفة بالإضافة لأجهزة البحث والتحقيق، فالحادثة بجد تثير الدهشة والريبة ناهيك عن دلالتها والتى تظهر مدى الاستهتار بالتراث والقيم الفنية للمتاحف، كما تدل على الفساد الذى لا يزال يعشش فى وزارة الثقافة والذى ينطبق على الكثير من الهيئات الوزارية الأخرى، إلى الآن ما زالت الحادثة تفرض نفسها على الصحف ووسائل الإعلام المختلفة وبالتالى على الرأى العام المصرى، هذه الحادثة التى تواجهنا تدل على حالة اللامبالاة لدى المسئولين وتعمد الاستهتار، والفساد، وغياب الضمير، لدى كثير من المسئولين فى مصر والفشل فى إدارة المؤسسات المختلفة، ففى هذه الحادثة تجلت صورة الفساد، فمتحف مثل متحف الفنان محمود خليل ينبغى حمايته ومراقبته بالكاميرات وأجهزة الإنذار من الداخل والخارج ؛ لأنه فى عداد المتاحف العالمية وبالرغم من ذلك فى التحقيقات الأولية نجد أن معظم أجهزة المراقبة و الإنذار معطلة و غير صالحة للعمل، وقد أعلن محمد محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية بأنه أرسل للوزير الكثير من المذكرات التى يطالب فيها توفير كاميرات وأجهزة إنذار وتطوير للعديد من المتاحف بتكلفة 40 مليون جنيه تقريبا وللأسف لم يؤخذ بهذه المذكرات إلى الآن قامت الدنيا و لم تقعد لسرقة لوحة زهرة الخشخاش والتى يقدر قيمتها المادية ب 50 مليون دولار، بالإضافة لقيمتها الأدبية والفنية والتى لا تقدر بثمن.

أصبت بالدهشة والاستغراب لهذه القيامة والهبة القوية بالرغم من وجود سرقات أكبر بكثير من هذه السرقة ماديا ومعنويا وما زال الصمت حيالها هو سيد الموقف ولعلنا نتذكر منها سرقات أراضى الدولة والتى تقدر بالمليارات وكلنا يتذكر صفقة أرض جزيرة آمون وسرقات العلاج على نفقة الدولة وسرقات أرواح أبنائنا وقتلهم بالتعذيب والغرق فى العبارات وسرقات دعم الطاقة من الفقراء وأهم وأفحش السرقات هى سرقات أصواتنا فى الانتخابات وتزوير إرادة الناس، المشكلة التى نقابلها أكبر بكثير من مشكلة سرقة لوحة زهرة الخشخاش والتى لا تساوى شيئا مقارنة بسرقة وطن.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة