"اليوم السابع" ترصد شهادات الناجين فى رحلة الهجرة غير الشرعية بالسلوم: عشنا لحظات الموت وشاهدنا المركب التى تقلنا تهوى إلى قاع البحر.. وعدنا للحياة بعد ظهور "لنش" خفر السواحل

أنهت نيابة مطروح تحقيقاتها مع الـ 90 مهاجراً غير شرعى والبحارة الـ 4 طاقم مركب "خميس غازى" الذين تم إنقاذهم من الغرق قرب سواحل مطروح، وأمرت بإخلاء سبيلهم، فيما قررت استمرار حبس كل من "حسنى .ر" رئيس مركب الصيد "خميس غازى" وباقى طاقم المركب وهم "محمود .ا" و"محمد .ر" و"أحمد .ر" وجميعهم من أدكو بالبحيرة.

ومع انتهاء التحقيقات تجمعت معلومات كثيرة حول سماسرة ووسطاء الهجرة غير الشرعية أمام أجهزة الأمن المختلفة، والتى تعد خطة لملاحقة وضبط المتورطين فى العملية.

اليوم السابع التقى بالناجين من الموت غرقا، وأكدوا أنهم عاشوا لحظات الموت الحقيقية طوال الساعات التى سبقت عثور خفر السواحل عليهم، وشعر كثير منهم بالفزع والرعب واليأس، وظنوا أنهم سيغرقون، إلى أن رأوا خفر السواحل حيث عاد إليهم الأمل والطمأنينة.

وقال عبد الرازق حمدى أحد الناجين إن أصعب وقت مر به وزملاؤه هى اللحظات التى سبقت إنقاذهم، حيث كانت المركب على وشك الغرق، وضاقت الدنيا بهم وبدأ الفزع والرعب يسيطران على الجميع، وعندما شاهدنا وصول خفر السواحل عادت إلينا أرواحنا، وتم نقلنا على مراكب خفر السواحل التى قدمت لنا الطعام والشراب، ووقعت الكشف الطبى علينا فور صعودنا إلى لنشها.

وأضاف إسماعيل ربيع شعبان من محافظة الغربية "موقف بشع عشناه عندما شاهدنا المركب التى كانت تقلنا تهوى إلى قاع البحر أمام أعيننا عقب مغادرتها". وتابع عاصم عبد الجواد عبد الرازق من الغربية "كان ريس المركب رفض إطلاق إشارة الاستغاثة عندما كنا بالقرب من الشواطئ اليونانية بعدما تعطلت المركب وترك المركب تجرفها الرياح والأمواج حتى اقتربنا من المياه الإقليمية فأطلق الاستغاثة".

ماهر عطية الدسوقى أكد أنه لجأ للهجرة غير الشرعية هو وجميع المهاجرين بسبب سوء الأحوال داخل مصر، وعدم وجود فرص عمل وإن وجد العمل، فالمرتبات قليلة فهو لن يساعد على تحسين أحوالنا لذا لجأنا للهجرة.

ويقول أحمد نصار (24 سنة) من أبنوب بأسيوط "الحلم بالعيشة الكريمة كاد يفقدنا حياتنا" مضيفا أن الحياة داخل مصر رغم الظروف الصعبة أرحم من الأهوال التى مررنا بها.

وقال محمد عبد الله ماضى (23 سنة) من تلا بمحافظة المنوفية إنه قام بهذه الرحلة بعد ترتيبات شاقة ومعقدة من خلال وسطاء وسماسرة إلى أن صعد إلى ظهر مركب الهجرة بعد تجميعنا، ونقلنا بالقوارب الصغيرة، وبعد أن أصبح عددنا 90 أبحرت بنا مركب خميس غازى لأكثر من أسبوع قبل إنقاذنا.

أجمع عدد كبير من الناجين أنهم دفعوا مبالغ مالية تتراوح بين 15 و25 ألف جنيه للسماسرة والوسطاء على أن يدفعوا مبالغ مماثلة عقب وصولهم إلى إيطاليا للعمل هناك.