سعيد شعيب

أحلام أسامة الشيخ

الثلاثاء، 31 أغسطس 2010 12:31 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طبعا أتمنى أن يتحقق ما قاله أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، رغم أنه، وأرجو ألا يغضب، مجرد أحلام ليس لها "رجلين على الأرض"، سواء داخل الاتحاد أو وزارة الإعلام أو فى الحكومة كلها على بعضها، وقبلهم طبعا الحزب الوطنى.

فقد قال الشيخ فى لقاء باتحاد الكتاب، نقله موقع اليوم السابع، إن التلفزيون لن ينحاز لأحد فى الانتخابات القادمة، وليس جهازا للسادة المسئولين، كما لن يكون طرفا من أطراف الصراع الانتخابى لأنه ليس حزبا.

هذا كلام بدون شك رائع، وأكثر روعة إذا كان الشيخ صادقا أو عازما على تنفيذه، فهو يعيد الأمور إلى نصابها، بل وبشكل أكثر دقة يعيد إلى المصريين اتحاد الإذاعة والتليفزيون الذى يمولونه من أموال الضرائب التى يدفعونها. ناهيك عن أن فلسفة هذا الاتحاد عندما تأسس بعد هزيمة 1967 المريرة، أن يصبح هيئة مستقلة مثل هيئة الإذاعة البريطانية ( B.B.C ) ومثله فى الكثير من البلاد الديمقراطية المحترمة مثل ألمانيا والدانمارك وغيرهما. وكان الهدف توسيع مساحة الحرية، لأن إجهاضها كان سببا رئيسيا للهزيمة.

ولذلك فقانون اتحاد الإذاعة والتليفزيون ينص على أن مجلس الأمناء يتم اختيار أعضائه بطريقة تضمن أكبر تمثيل لفئات المجتمع وتياراته. وهو الذى يقرر كل شىء، ووزير الإعلام مجرد صوت فيه، ومهمته هى تنفيذ سياسات وقرارات هذا المجلس الذى يتم اختيار أعضائه من الشخصيات العامة المحترمة. لكن هذا للأسف لم يحدث أبدا، لا فى عهد عبد الناصر ولا فى أى عهد، وأصبح الاتحاد إدارة تابعة للحزب الحاكم، الاتحاد الاشتراكى ومن بعده الحزب الوطنى. ووزير الإعلام يتحكم ليس فقط فى السياسات ولكن حتى فى ماكياج المذيعات وخلافاتهم.

وهذا سبب ما وصلنا إليه من انهيار فى ظل المنافسة الشرسة مع قنوات مثل الجزيرة والعربية، ولم يعد لدينا سوى طنطنة فارغة عن "كبارا بدأنا .. وكبارا نستمر".

ولذلك فالأمر ليس سوى تصريحات لطيفة للضحك على الرأى العام، أو أحلام للشيخ، ولكن تغيير حقيقى يقال فيه للناس، كيف ومتى وأين وما هى الضمانات لتنفيذه، فأظن أنه مازال بعيدا؟





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة