أعلن أكثر من 150 أستاذاً فى الجامعات الإسرائيلية وعشرات الأدباء والكتاب الإسرائيليين عن انضمامهم للعريضة التى أصدرها أكثر من 36 فنانا إسرائيليا لمقاطعة المبنى الثقافى والمسرح الجديد الذى من المقرر أن يتم افتتاحه فى شهر نوفمبر المقبل فى مستوطنة "أرينيل".
وذكر موقع ميدل أيست أون لاين أن أكثر من 150 أستاذاً فى الجامعات فى جميع أنحاء البلاد أعلنوا عن أنهم يرفضون المشاركة فى نشاطات ثقافية، وأنهم لن يلقوا محاضرات فى الأراضى الفلسطينية.
وأضاف أن عشرات الكتاب والمثقفين الإسرائيليين قد وقعوا على عريضة دعم للفنانين المسرحيين الذى يرفضون عرض مسرحيات فى "هيكل الثقافة" الجديد فى مستوطنة "أريئيل" الواقعة جنوب مدينة نابلس فى عمق الضفة الغربية.
وكتب أساتذة الجامعات فى عريضتهم "إننا ننضم إلى الفنانين المسرحيين بإعلاننا أننا لن نشارك فى نشاطات ثقافية من أى نوع فى جميع المستوطنات الواقعة خلف الخط الأخضر، ولن نشارك فى نقاشات وندوات ولن نحاضر فى أى إطار أكاديمى فى هذه المستوطنات نحن الموقعين أدناه، مبدعات ومبدعين، ونعبر عن تأييدنا وتماثلنا مع الفنانين المسرحيين الذين يرفضون الظهور فى أريئيل، وحرية الإبداع والتعبير عن الرأى هم لبنة أساسية فى مجتمع حر وديمقراطى.
وأضاف الأكاديميون "إننا نؤيد الفنانين المسرحيين الذين يرفضون الظهور فى أريئيل ونعبر عن تقديرنا لشجاعتهم ونشكرهم لأنهم أعادوا النقاش حول المناطق (الفلسطينية المحتلة) والمستوطنات، فقد مضى 43 عاماً على الاحتلال الإسرائيلى ومنح الشرعية للمشروع الاستيطانى وقبوله يمس بشكل خطير باحتمالات توصل إسرائيل إلى اتفاق سلام مع جيرانها الفلسطينيين".
وطلب الأكاديميون "تذكير الجمهور بأن أريئيل مثل غيرها من المستوطنات تقع فى منطقة محتلة وليست جزءاً من الأراضى التى تخضع لسيادة دولة إسرائيل، وإذا أصبحت أريئيل فى المستقبل ضمن حدود الدولة، فى إطار اتفاق سلام يتم توقيعه مع السلطة الفلسطينية، فإن التعامل معها سيكون مثل التعامل مع أى بلدة فى إسرائيل".
وبين الأساتذة الجامعيين الذين وقعوا على العريضة زئيف وياعيل شتيرنهل ونيسيم كلدرون وسلومو ساند ويارون إزراحى وعنات بيلتسكى وزيفا بن فورات وأورى رام ويائيرا أميت وغابى سلومون وأيال غروس ودانى رابينوفيتش وأوريت كامير وموشيه تسوكرمان ونيف غوردون.
وقال البروفيسور نيسيم كلدرون من جامعة بن غوريون فى بئر السبع "إننى أؤيد بشكل مطلق الفنانين المسرحيين الذى يخاطرون بمصدر رزقهم من خلال التعبير عن معارضة الاحتلال، وقد وصلنا إلى ساعة مصيرية ينبغى فيها الاختيار بين الضمير ومصدر الرزق، وأنا لم أظهر أبدا فى المناطق (المحتلة) وإنما أذهب إلى هناك بهدف التظاهر فقط".
بدوره قال البروفيسور يارون إزراحى من الجامعة العبرية فى القدس إنه "تمت دعوتى مرات عديدة لإلقاء محاضرات فى المناطق ولم أوافق أبدا، فأنا لست مستعدا لإلقاء محاضرات فى أى إطار أقيم تحت رعاية الجيش وخلافا لقرارات مجلس التعليم العالى".
وفى المقابل هاجم رئيس بلدية مستوطنة "أريئيل" رون نحمان من حزب الليكود الأكاديميين، وقال إن هذه العريضة لا تزيد عن كونها مجرد خطوة يسارية، ووصف عميد المركز الجامعى فى "أريئيل" يغئال كوهين – أورغاد الأساتذة الجامعيين الذين وقعوا على العريضة بأنهم "أقلية تثير ضجة" و"غبية".
وقال يهوشواع إن "الفنانين يحتجون على حقيقة أن المسرح يرسلهم إلى ما وراء الخط الأخضر، وهو مكان يقع خارج دولة إسرائيل وفقا لكافة المفاهيم الرسمية وإلى مستوطنة تنطوى على إشكالية كبيرة من ناحية الاحتلال وفرص السلام، والمشكلة تكمن بالمكان وليس بالناس المتواجدين فى المكان".
وأضاف "هذه ليست مقاطعة لسكان أريئيل، وإنما مقاطعة للمكان نفسه الذى يقع فى قلب الأراضى الفلسطينية، ولذلك اعتقدت أن احتجاجهم مناسب.. ولو دعونى لإلقاء محاضرة هناك لما ذهبت، ولم أذهب إلى هناك منذ فترة طويلة سوى لغرض النقاش السياسى".
وفى سياق متصل، جرت تظاهرة عدد من أعضاء الكنيست مساء أمس فى المسرح الوطنى "هبيما" فى تل أبيب تأييدا لموقف الفنانين الإسرائيليين، وشارك فيها أعضاء الكنيست حاييم أورون ونيتسان هوروفيتس من حزب ميرتس وعضو الكنيست دوف حنين من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة.
كانت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية ذكرت أن عدداً كبيراً من الممثلين البارزين فى المسرح الإسرائيلى سارعوا للتوقيع على عريضة مقاطعة تامة للمبنى الثقافى والمسرح الجديد الذى من المقرر أن يفتتح فى شهر نوفمبر المقبل فى مستوطنة "أريئيل"، التى تعتبر عاصمة مستوطنات الضفة الغربية، وتبعد حوالى 16 كم من الخط الأخضر، حيث تقدر تكلفة المبنى حوالى 40 مليون شيكل.
موضوعات متعلقة:
ممثلو المسرح الإسرائيلى يقاطعون مبنى ثقافيا فى الضفة الغربية
وزيرة الثقافة الإسرائيلية تهاجم مقاطعى العروض الفنية بالضفة الغربية