فى بلد تختفى فيه أراضى الدولة بقرارات وزارية، وتصدر الحكومة الغاز وتبحث عن غاز تستورده، ليس من حق أحد أن يشعر بالدهشة من حادث سرقة لوحة زهرة الخشخاش من متحف محمود خليل. فمصر هى بلد العجائب، الهرم وأبو الهول ، والحزب الوطنى ونسبة النمو المرتفعة، التى لا يراها أحد.
ملايين الأمتار وآلاف الأفدنة من أراضى الدولة، وعدد كبير من قطع الآثار، سرقت وتم تهريبها، وتصديرها، مثل الغاز. ولن يصعب على اللصوص سرقة لوحة. أراضى الدولة قرروا أن يشكلوا لها لجنة لبحث أفضل طرق المحافظة عليها بعد سرقتها وتسقيعها وتوزيعها. واللوحة بعد سرقتها حفزتهم لتشكيل لجنة جرد للمتاحف. لإعادة اكتشاف السرقات والبحث عن المسروقات المسروقة.
بعد اختفاء لوحة الخشخاش، سمعنا وقرأنا ، للسادة المسئولين فى وزارة الثقافة عن كاميرات مراقبة معطلة، واتهامات بين رئيس المتاحف ووزير الثقافة ، دون أن يصل أحد إلى اللص أو السارق.
هذه الحكومة ذات نسبة النمو غير المسبوقة فى التاريخ الحديث أو المعاصر أو التاريخ الطبيعى للديناصورات والفيلة المنقرضة. تعجز عن تنظيف الشارع أو ضمان عدم انقطاع الكهرباء، أو الحفاظ على النيل، فهل يمكن أن تسأل عن لوحة الخشخاش؟.
ولو فتشنا لاكتشفنا أن هناك مئات اللوحات والقطع الأثرية سرقت بالهنا والشفا ، دون أن تلتقطها عدسات كاميرات التصوير، وسوف تتشكل لجان وتتكون لجان من أجل جرد المتاحف، بمناسبة السرقة وحتى تهدأ الأحوال. عندنا فقط يطلع الجميع وينزلون بعد الحوادث ليحققوا ويشكلوا لجان وتهدأ الأحوال وترجع الأمور إلى ما كانت عليه، وعلى المتضرر أن يتضرر.
حكومتنا ذات نسبة النمو المرتفعة التى أعادت البلاد إلى عصور الظلام، وربما ترجع بنا إلى عصور ما قبل السيارات لأنها تصدر الغاز وتبحث عن غاز تستورده. لا يصبح غريبا ولا مدهشا أن تختفى لوحة للمرة الثانية ولا يتم القبض على مسئول أو محاسبة مسئول مع تقديم بعض الموظفين ورجال الأمن للنيابة حتى تحقق معهم وتبحث أن أسباب اختفاء لوحة الخشخاش، أو الخشخاش نفسه، لأنها حكومة تختلط عليها الأمور وأحيانا تعجز عن التفريق بين الألف وكوز الذرة وبين الكهرباء ولمبة الجاز. وإذا كان المثل يقول "سرقوا الصندوق يا محمد لكن مفتاحه معايا"، يمكن القول إنهم سرقوا أراضى الدولة، والآثار، واللوحة، لكن المفتاح معاهم.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة