أثار انتباهى دعوة قدمت إلى رواد الـ"فيس بوك" للانضمام إلى جماعة تحت اسم معا "ضد التزوير" وتحديدا التزوير فى الانتخابات داعية شرفاء الوطن أن يكونوا يدا واحدة ضد التزوير فى الانتخابات وإلى مقاطعة الانتخابات أيضا كنوع من الاحتجاج على التزوير فى الانتخابات، معتقدين بذلك أنهم يعاقبون الحكومة ويلقنونها درسا بهذة المقاطعة.
ولكن لى رأى مختلف فأنا أرى أنه إن كان هناك تزويرا سواء فى الانتخابات أو فى أى مجال آخر من مجالات الحياة فإننا نحن من نصنع هذا التزوير، وأن سلبيتنا أو عدم مشاركتنا الجدية هى من تعطى الفرصة لحدوث هذا التزوير.
إذا فكرت مليا فى فكرة التزوير أو التزييف فى حد ذاتها تجد أيضا أننا من نزور أننا من نزيف ابتداء من تربيتنا لأولادنا هذا النشء الصغير فكيف لنا أن نسمح لهم بالغش فى الامتحانات ثم نفرح بنتائجهم المزيفة أليس هذا تزوير؟؟؟
ألم نصنع بهذا نشئا عديم القيم؟؟ ماذا يفرز هذا النشء سوى مجموعة من العاطلين، وإذا حالفهم الحظ وحصلوا على عمل فهم مجموعة من المرتشين الفاسدين، لأن ما بنى على باطل فهو باطل، مرورا بسكوتنا عن مالا يرضينا فى كل المجالات الحياتية واليومية متبعين سياسة أضعف الإيمان أليس سكوتنا هذا تزوير؟؟
عزيزى إذا أدار كل مواطن شريف على أرض هذا الوطن ظهرة فمن يتصدى؟؟؟ وأتعجب!! كيف نزيف ابتسامة الرضا على شفاهنا كل يوم ونحن مطحونون تحت عجلة الحياة والأسعار والزحام والسعى المضنى وراء لقمة العيش أليس هذا الخضوع بتزوير؟؟
أما عن الانتخابات ونحن على مقربة منها فنحن أيضا من نزورها وليس أى أحد آخر نزورها بهروبنا بسلبيتنا بعدم مشاركتنا فى ابداء كلمة الحق، وفى اختيار الأصلح، فالانتخاب شهادة حق، والساكت عن الحق شيطان أخرس، أما هروبنا هو من يقدمها على طبق من فضة لمن أراد التلاعب والتزوير، ولمن نتهمهم بأنهم هم المزورون لا ليس هم من يفعلها، بل نحن بضعفنا وسلبيتنا وعدم مشاركتنا.
ولذلك أرى أن نبدأ باتهام أنفسنا قبل أن نتهم الآخرين وأن نكون معا يدا واحة ضد التزوير ضد التزييف ليس فى الانتخابات فقط وإنما فى شتى مجالات الحياة وتذكروا جميعا أن العملة المزيفة لا تساوى ثمن الكيس الذى توضع فيه، فلا تكونوا عملة مزيفة وإنما معول بناء لما فيه خير ومصلحة هذا الوطن.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
