بدأت مؤخرا فى مكتبة الأسد بسوريا فعاليات مؤتمر "العرب والأتراك مسيرة تاريخ وحضارة" الذى يقام بالتعاون بين وزارة الثقافة السورية ومركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية أرسيكا فى اسطنبول.
وفى كلمة له خلال الافتتاح استعرض "رياض نعسان آغا" وزير الثقافة السورى العلاقات العربية التركية منذ ما قبل الإسلام وحتى الوقت الراهن مبينا أن هذه العلاقات لم تقتصر على الأمور السياسية بل تعدتها إلى الجوانب العلمية الوافرة مستشهدا بما قدمه "الفارابي" كأول فيلسوف مسلم فى حضارتنا إضافة إلى "البيروني" أكبر عقلية
علمية عرفتها البشرية كما وصفه "جورج ساتورن" فى كتابه تاريخ العلم.
ولفت "نعسان آغا" إلى أن سوء التفاهم بين العرب والأتراك والذى بدأ منذ أواخر القرن التاسع عشر سببه الرئيسى الصهيونية التى فتكت بتلك العلاقات بدءا من زيارة هرتزل للسلطان عبد الحميد الثاني.
وقال وزير الثقافة "إن الدماء التركية التى بذلت فى قافلة الحرية تعبير عن الخيارات الجديدة لتركيا التى جاءت كتحالف حضارى يقف مع العدل ضد الظلم ومع الحضارة الإنسانية ضد الحضارة المادية"، مؤكدا ضرورة التركيز على الإيجابيات فى العلاقة بين العرب والأتراك من أجل أن نمضى بعلاقة وثيقة معا فى المستقبل محاولين زيادة التدفق فى الترجمة بين الطرفين.
من جانبه، قال "عمر أونهون" سفير الجمهورية التركية بدمشق: إن العلاقات بين العرب وتركيا مهمة جدا وقد تطورت بشكل ملحوظ وهى تستند إلى روابط تاريخية بين العرب والأتراك بشكل عام وبين الأتراك والسوريين بشكل خاص ولاسيما من خلال الثقافة والعادات والتقاليد".
وأضاف السفير التركى أن العرب والأتراك أشبه بالثروة الدفينة التى قد نجهل بعض ملامحها، موضحا أهمية مثل هذا المؤتمر العلمى فى قراءة التاريخ وتوضيح الصورة الحقيقية للعلاقات بين الجانبين.
وألقى "عفيف بهنسي" الباحث فى التاريخ والتراث كلمة المشاركين فى المؤتمر، موضحا أهمية قيام المؤتمر فى هذا الزمن الذى يشهد تعاونا قويا بين العرب والأتراك لضرورة إثبات حضورنا فى نظام عالمى يكفل حقوقنا المشروعة لافتاً إلى أهمية ما يقوم به مركز الأبحاث أرسيكا فى التأكيد على المسيرة المشتركة والسعى الدائم لتجديد هذه العلاقات.
كما ألقى نزيه معروف نائب مدير مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية أرسيكا كلمة أكد فيها أن زيادة أواصر العلاقات السورية التركية تأتى تجديداً لمسار هذه العلاقات الطيبة لما نلمسه من شغف وسعادة بين المجتمعين السورى والتركى اللذين يتبادلان الزيارات للتعرف على خصوصيات بعضهم ورسم أسس المحبة والصداقة والتفاهم حول المصالح المشتركة.
ثم تحدث معروف عن مهام المركز ونشاطاته مبينا أن المركز الذى تأسس عام 1980 يعمل على مستويات كثيرة فى ميدان الثقافة والبحث والنشر والتوثيق بهدف التعريف بالحضارة الإسلامية وفنونها وتراثها الثقافي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة