قال الرئيس الباكستانى "آصف على زردارى" لصحيفة "لوموند" الفرنسية إنّه متشائم تجاه مستقبل قوات التحالف فى حربها المزدوجة فى أفغانستان وضد طالبان باكستان، فضلاً عن التسريبات التى نشرها موقع"ويكيليكس" بخصوص الصعوبات التى تواجهها قوات التحالف وما أشيع عن العلاقات الوثيقة بين القاعدة وإسلام أباد، حيث قال: "المعلومات المسربة تتحدث بشكل أساسى عن أداء الولايات المتحدة فى أفغانستان، لقد قال القادة السياسيون والعسكريون ما يرونه فى هذا الإطار، أما فيما يخص بلدى فالوقائع المذكورة تتحدث عن فترة لم أكن خلالها على رأس السلطة"، وأكد زردارى بعبارات لا تحتمل التأويل: "المجتمع الدولى وباكستان جزء منه فى طريقه لخسارة الحرب ضد طالبان، وذلك لأننا خسرنا فى المقام الأول معركة الاستحواذ على القلوب والعقول".
وأضاف زردارى: "التعزيزات العسكرية ليست سوى جزء بسيط من الحل، فلكى نكسب مساندة الشعب الأفغانى علينا أن نطور اقتصاده ونثبت له بشكل قاطع أننا قادرون على تحسين مستوى معيشته".
وأرجع زردارى نجاح من سماهم بالمتمردين إلى:"أنهم يملكون الوقت و يجيدون الانتظار، والشعب الأفغانى لا يعتقد أن التدخل العسكرى سيجلب له مستقبلا أفضل".
وعن هجمات كراتشى التى أودت بحياة أحد عشر دبلوماسيا فرنسيا عام 2002، وقيل وقتها إنها مدبرة بمعرفة مسئولين باكستانيين بينهم زردارى نفسه، انتقاما من باريس التى رفضت منحهم رشوة فى صفقة شراء قطع بحرية من فرنسا، قال الرئيس الباكستانى: "لقد كنت مسجونا فى ذلك التاريخ ولست أدرى كيف تردد اسمى فى هذه القضية، ولا أظن من الأساس أن الهجمات كان لها أية علاقة بعملية شراء القطع البحرية، فالأمر لا يعدو كونه عملا إرهابيا".
وحول مقابلته مع رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون الذى خيره فى تصريحات علنية ما بين الوقوف فى معسكر طالبان أو المشاركة فى الحرب على الإرهاب، قال الرئيس الباكستانى:"سأقول له فى وجهه أن الحرب على الإرهاب يجب أن تجمعنا وألا تفرقنا، وسأنظر فى عينيه مباشرة لأذكره أن بلادى تكبدت حتى الآن الثمن الأفدح بشريا فى تلك الحرب، أعتقد أن النقاش الجاد سيكون أكثر فائدة، ولهذا السبب لم ألغى زيارتى للندن بالرغم من اتهاماته الواضحة، فالعلاقة بين بلدينا قديمة جدا وأكثر صلابة من أن يهزها تصريح كهذا".
يذكر أن آصف على زردارى انتخب رئيسا لباكستان فى نوفمبر 2008، وهو أرمل رئيسة الوزراء الراحلة بى نظير بوتو التى لقت مصرعها فى هجوم مروع على موكبها أواخر عام 2007 بالعاصمة الباكستانية إسلام أباد.
الرئيس الباكستانى: قوات التحالف فى طريقها لخسارة حرب أفغانستان
الثلاثاء، 03 أغسطس 2010 07:11 م