عواد: مبارك وساركوزى حريصان على إنجاح المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية

الأحد، 29 أغسطس 2010 07:16 م
عواد: مبارك وساركوزى حريصان على إنجاح المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية السفير سليمان عواد المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية
باريس (أ.ش.أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال السفير سليمان عواد، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن مباحثات الرئيس حسنى مبارك مع الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى غدا "الاثنين" ستتركز على عملية السلام فى الشرق الأوسط والمفاوضات المباشرة التى ستنطلق فى واشنطن يوم 2 سبتمبر القادم بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقال عواد، فى تصريحات اليوم، الأحد، بباريس، إن الرئيس حسنى مبارك جاء لزيارة فرنسا فى طريقه إلى واشنطن للمشاركة فى إعادة إطلاق المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، مؤكدا حرص الرئيس مبارك على أن يضع الرئيس نيكولا ساركوزى فى صورة التطورات الأخيرة للجهود التى بذلتها مصر مع أطراف عديدة لتهيئة الأجواء من أجل استئناف المفاوضات.

وشدد عواد على أن العلاقات المصرية- الفرنسية علاقات متميزة، حيث تشهد العلاقات بين الرئيسين مبارك وساركوزى الحرص على التشاور حول كافة المسائل الإقليمية والدولية.

وأوضح أن المباحثات هذه المرة تتركز على وضع عملية السلام والمفاوضات المباشرة التى ستنطلق فى واشنطن، مضيفا أن الرئيسين مبارك وساركوزى دعيا دائما إلى استئناف المفاوضات، رغم ما أثير من شكوك وتحفظات وتساؤلات حول جدوى هذه المفاوضات وفرص نجاحها.

وقال السفير سليمان عواد، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيسين مبارك وساركوزى يعتزمان مواصلة الجهود لكى تكلل هذه المفاوضات بالنجاح، مشيرا إلى أن المشكلة لا تتمثل فى بدء هذه المفاوضات وإنما رعايتها من جانب كل الأطراف، خاصة الجانب الأمريكى راعى عملية السلام إلى جانب اللجنة الرباعية الدولية.

وشدد السفير عواد على أهمية ألا تكتفى الولايات المتحدة بإطلاق المفاوضات وإنما يتعين أن تحرص على التدخل لتضيق الفجوة فى المواقف بين الطرفين لأنها ستكون مفاوضات صعبة وشاقة.

وأوضح أن الموقف المصرى يرى أن المفاوضات لا تبدأ من فراغ ولا من نقطة الصفر، حيث إن مصر بدأت عملية السلام منذ أكثر من ثلاثين عاما بينما بدأت عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية منذ أكثر من 19 عاما فى أوسلو ومرت بمراحل عديدة من المراحل والمفاوضات بما يجعل لدينا مراحل واضحة لأسس العملية السلمية يعلمها الجانبان الفلسطينى والإسرائيلى والأطراف الإقليمية والدولية ويتبقى على الجانبين من خلال المفاوضات أن يضعاها فى صيغة اتفاق سلام.

وقال إن الرئيس مبارك سيلتقى غدا بالرئيس ساركوزى يعقبه مؤتمر صحفى قبل أن يتوجه الرئيس مبارك إلى واشنطن، مشيرا إلى أن لقاء بين الرئيس مبارك ورئيس الوزراء الفرنسى سيسبق مباحثات الرئيس مبارك مع ساركوزى.

وأشار المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية إلى أن الرئيس مبارك سيلتقى فى واشنطن مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى مباحثات ثنائية أول سبتمبر المقبل ثم يلتقى الزعماء المشاركين فى إطلاق المفاوضات المباشرة بعد ذلك فى لقاء جماعى يلقى خلاله الرئيس مبارك كلمة يعبر فيها عن رؤية مصر فى إنجاح المفاوضات وتطلع الشعب المصرى والشعوب العربية والإسلامية بل وشعوب العالم لأن تصل هذه المفاوضات إلى
محطتها النهائية لاتفاق سلام ينهى الاحتلال الإسرائيلى ويقيم دولة فلسطينية وعاصمتها القدس.

وحول رفض إسرائيل تجميد الاستيطان، قال السفير سليمان عواد، إننا لا نريد أن نسبق الأحداث.. ألا نحكم على هذه المفاوضات بالفشل قبل أن تبدأ، مشيرا إلى أن مصر وفرنسا عملتا على تهيئة الأجواء لتوفير أسباب نجاح المفاوضات، أما إذا فشلت فستكون انتكاسة أخرى فى عملية السلام.. وقتها سيكون لكل حدث حديث.

وأشار إلى أنه ليس من المعقول أن يكون هناك تجميد للاستيطان لمدة عشرة أشهر أثناء توقف المفاوضات وأيضا أثناء المفاوضات غير المباشرة ثم عندما تنتقل المفاوضات إلى مباشرة يستمر الاستيطان، مؤكدا أن الجميع يدرك عواقب استمرار الاستيطان على عملية السلام وعلى هذه المفاوضات المباشرة.

وحول قضية الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط الأسير لدى فصائل المقاومة، قال السفير عواد إن الجميع مهتم بإطلاق سراحه باعتبار أن هذا الملف أحد أوجه الاحتكاك فى العلاقة بين الجانبين الفلسطينى والاسرائيلى، مشيرا إلى أن الوضع يتصف بالجمود نتيجة إصرار الجانب الإسرائيلى على رفض القائمة التى نقلتها مصر باسم الفلسطينيين إلى إسرائيل متضمنة أسماء الأسرى الفلسطينيين، ووضعها للمزيد من العراقيل من خلال
اقتراح عدم السماح لبعض الأسرى بدخول الضفة الغربية أو ترحيل البعض الآخر إلى أوروبا.

وحول موقف الفصائل الفلسطينية المعارضة لإطلاق المفاوضات المباشرة، قال عواد إن مصر تعلم قبل غيرها أن السلام يتحقق بمفاوضات يجلس فيها أصحاب الحقوق حول المائدة ويطرحون مواقفهم للحصول على حقوقهم من خلال التفاوض، أما إذا ماطل الجانب الإسرائيلى فعليه أن يتحمل مسئوليته أمام المجتمع الدولى.

وأضاف أن الحقوق لا يتم الحصول عليها بالوقوف فى حالى اللا سلم واللا حرب أم بالعزوف عن التفاوض، مشيرا إلى أنه ليس من المعقول رفض مفاوضات السلام فى وقت لا نستطيع فيه أن نأخذ حقوقنا بالمقاومة التى توجع العدو وتضطره إلى أن يغير مواقفه ويتجاوب مع صفقات السلام.

وحذر عواد من أنه إذا لم يقم الشعب الفلسطينى دولته على أراضى عام 1967، مع تعديل طفيف مقبول ومتفق عليه فلن يكتب لهذه الدولة أن تقام أبدا، لأن الاستيطان يستمر فى ظل مناخ دولى منحاز تماما لإسرائيل فلابد من وضع المجتمع الدولى أمام مسئولياته للحصول على الحد الأدنى الذى يتيح للشعب الفلسطينى أن ينهى الاحتلال
ويقيم دولته.

وأشار عواد إلى أن مصر تدرك أيضا أن هناك فرقا شاسعا بين الحالة المصرية والحالة الفلسطينية الإسرائيلية، حيث دخلت مصر مفاوضات كامب ديفيد واتبعتها بمفاوضات جادة لعملية السلام تحدثت خلالها بصوت واحد سواء الجيش أو الشعب أو القيادة السياسية، أما الشعب الفلسطينى فيدخل - للأسف -المفاوضات منقسما حيث يرى البعض أن المفاوضات خيانة وبينما يرى البعض الآخر أن رفضها هو الخيانة.

وأكد السفير سليمان عواد المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية أن مصر دخلت مفاوضات السلام بعد حرب أكتوبر بينما لا نستطيع للأسف الشديد أن المقاومة الفلسطينية استطاعت أن تفرض نفسها على قوة الاحتلال.

وحذر المتحدث من أن ينتظر الجانب الفلسطينى سنوات أخرى طويلة حتى تحين الفرصة وتتزن القوى الإقليمية والدولية بينما تلتهم المستوطنات أرض فلسطين المحتلة يوما بعد يوما على نحو يهدد إلا يتبقى من هذه الأراضى ما يمكن للشعب الفلسطينى أن يقيم عليه دولته.

وقال المتحدث إن الرئيس مبارك سيعلن أن الجدول الزمنى لهذه المفاوضات هو عام واحد حيث إنها لا تبدأ من نقطة الصفر ، مشيرا إلى أن الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى كانا عام 2000 أقرب إلى التوصل إلى اتفاق سلام بشأن كافة قضايا الوضع النهائى وبالتالى فإنه يتعين البناء على ما سبق عليه حتى مع حكومة إيهود أولمرت.

وأكد المتحدث استعداد مصر أن تعمل مع الراعى الأمريكى واحتواء اختلاف وجهات النظر بين الجانبين استنادا إلى الأسس الشرعية لعملية السلام حيث إنه من غير المنصف أن يطلق من الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى إلى مائدة المفاوضات.

وأشار المتحدث إلى أنه لو كان ترك السادات وبيجين وحدهما فى كامب ديفيد لما توصلا إلى سلام أبدا لولا تدخل الرئيس كارتر كوسيط نزيه، مضيفا أنه لو استطاع أبو مازن بدعم إقليمى ودولى أن يصل إلى اتفاق سلام مشرف وعادل فإنه يستطيع أن يرجع به إلى شعبه ليطرحه استفتاء لإقامة الدولة المستقلة وإنهاء معانات الشعب
الفلسطينى ، مشددا على أنه إذا ما كان هذا الاتفاق عادلا فلن يستطيع أحد حنى حماس أو الجهاد أن يسبح ضد التيار وأن يقول للشعب الفلسطينى أرفض هذا الاتفاق.

وأكد السفير عواد أنه ما من أحد يستطيع أن يجبر أبو مازن على قبول ما لا يمكن قبوله.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة