أكد ناصر كامل، سفير مصر لدى فرنسا، أن زيارة الرئيس حسنى مبارك التى تبدأ غدا لفرنسا تعكس الشراكة الإستراتيجية التى تحكم العلاقة بين البلدين والقيادتين.
وأشار السفير ناصر كامل إلى أنه من هذا المنطلق يحرص الرئيس مبارك على التوقف فى باريس للتشاور مع الرئيس نيكولا ساركوزى قبل استحقاق واشنطن حول عملية السلام، بالإضافة إلى بحث عدد من القضايا الإقليمية الأخرى والنظر فيما يمكن لمصر كدولة محورية فى المنطقة وفرنسا كعضو هام فى الاتحاد الأوروبى، أن يعملاه لدعم عملية المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وربما أيضا حفز الأطراف على المضى قدما فى العملية التفاوضية والانخراط فيها بجدية.
وقال السفير - فى تصريحات له هنا اليوم بهذا الصدد - إن الزيارة تعد تأكيدا أيضا على الرغبة فى توظيف الرئاسة المصرية الفرنسية المشتركة للاتحاد من أجل المتوسط لتكون داعمة لهذا الجهد الدبلوماسى، والنظر فيما يمكن للاستحقاقات القادمة وخاصة قمة برشلونة المقرر عقدها فى نوفمبر القادم أن يكون لها إسهامها فى توفير البيئة المناسبة وقوة الدفع المطلوبة.
وأضاف القول إن مصر تدرك أهمية فرنسا بصفة خاصة والاتحاد الأوروبى بصفة عامة، باعتباره المانح الرئيسى للفلسطينيين وعلى خلفية مواقفه الإيجابية من محادثات السلام وما ينتظره منه المجتمع الدولى من دعم سياسى واقتصادى، وربما أيضا يمتد إلى ضمانات فى حالة إذا ما أفضت المفاوضات إلى التوصل إلى تسوية.
وشدد السفير المصرى إلى أن هناك رغبة مشتركة من القاهرة وباريس فى توظيف رئاستهما للاتحاد من أجل المتوسط الذى يضم طرفى النزاع وكافة دول حوض البحر المتوسط فى توجيه رسالة واضحة تفيد بتطلع شعوب المتوسط إلى التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة.
وأكد السفير ناصر كامل - فى تصريحاته – أن الموقف الفرنسى واضح من أن محددات السلام معروفة للجميع، وأـنه إذا ما خلصت النوايا وانخرط الجانبان فى إطلاق مفاوضات بناءة يمكن التوصل فى غضون عام، مضيفا أن فرنسا ترغب فى تنظيم مؤتمر ثانى للمانحين من أجل الدولة الفلسطينية المستقبلية لمواصلة دعم بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية واقتصادها وحشد الدعم الاقتصادى والمالى الدولى لتطوير البنية الأساسية لدولة فلسطينية حديثة.
وأضاف ناصر كامل أن لقاء القمة المصرى الفرنسى لا يخلو من التطرق إلى الأوضاع فى المنطقة ولاسيما الملف اللبنانى وغيره من الملفات ذات الاهتمام المشترك مثل ملف السودان.
وقال السفير المصرى إن الرئيس مبارك سيناقش أيضا خلال لقائه مع الرئيس ساركوزى ورئيس الوزراء فرنسوا فيون، سبل دعم العلاقات الثنائية التى تشهد زخما إيجابيا فى السنوات القليلة الماضية، تمثلت فى زيادة مضطردة فى حجم الاستثمارات الفرنسية وتوسعها فى العديد من القطاعات، فضلا عن زيادة حجم التبادل التجارى والصادرات المصرية إلى فرنسا والاستعداد الفرنسى الكامل لتلبية كافة احتياجات مصر من القمح وخلافه.
ومن المقرر أن يصل الرئيس مبارك بعد ظهر غد الأحد إلى باريس، ويلتقى صباح الاثنين برئيس الوزراء الفرنسى فرنسوا فيون، قبل أن يتوجه إلى قصر الإليزيه للقاء الرئيس نيكولا ساركوزى فى مباحثات يعقبها مؤتمر صحفى مشترك بين الرئيسين. ويغادر بعده الرئيس مبارك باريس متوجها إلى واشنطن للمشاركة فى إطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بناء على دعوة من الرئيس الأمريكى باراك أوباما.
الرئيس حسنى مبارك<br>
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة