محمد حمدى

لا تبنوا مسجد نيويورك

السبت، 28 أغسطس 2010 12:30 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على بعد 400 متر من موقع برجى التجارة فى نيويورك، تدور وقائع معركة جديدة ، تكاد تعيد إلى الذاكرة أجواء الحادى عشر من سبتمبر حين هاجم تنظيم القاعدة البرجين بطائرتين فيما أطلق عليه غزة منهاتن رواح ضحيتها نحو ثلاثة آلاف شخص، من تسعين جنسية، وبالمناسبة كان بينهم 60 مسلما.

المعركة الجديدة حول موقع برجى التجارة تسبب فيها مشروع بناء مركز ثقافى إسلامى يتضمن مسجدا يبعد كما قلنا 400 متر عن موقع البرجين الشهيرين فى نيويورك، لكن الإعلان عن بناء المركز أدى إلى حالة من الجدل الكبير، حيث يعارض الكثير من الأمريكيين بناء المسجد، وعلى رأسهم الحزب الجمهورى، ومنظمات يمينية وعنصرية، إضافة إلى منظمة أسر ضحايا الحادى عشر من سبتمبر.

وتحول المسجد الذى أراد القائمون عليه أن يكون جسرا للتواصل بين الأمريكيين إلى أزمة جددت الخوف والعداء من الإسلام، وأظهر استطلاع للرأى أن 60% من الأمريكيين يعارضون بناء المسجد الذى تحتشد أمام موقعه مظاهرات يومية تطالب بعدم بنائه، كما دخل فى صلب الحملة الانتخابية للتجديد النصفى لمجلسى الشيوخ والنواب فى الولايات المتحدة.
فى نفس الوقت فإن الدستور الأمريكى ينص على حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر الدينية، وبناء دور العبادة، ويؤيد عمدة مدينة نيويورك بناء المسجد، وإذا أصر المسلمون على بنائه، فيمكنهم ذلك، حتى ولو عبر حكم من المحكمة العليا الأمريكية، لكن القضية الأهم هى أنه كلما زاد الجدل حول المسجد زادت موجة العداء للإسلام والمسلمين ليس خارج الولايات المتحدة وإنما داخلها أيضا.

وقبل أيام طعن سائق تاكسى مسلم فى نيويورك لمجرد أنه مسلم، وقال إن أقل مواطنا أمريكيا كان لطيفا ويتحدث معه، وحينما عرف أنه مسلم هاجمه وطعنه طعنتين بالسكين.
وتحذر منظمات إسلامية فى الولايات المتحدة من تحول العداء والكراهية إلى أعمال عنف ضد كل ما هو مسلم، ربما تفوق ما تعرض له المسلمون عقب أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001.

هذا هو الوضع ليس فى نيويورك وإنما فى أمريكا كلها مشروع بناء مسجد، يرى أصحابه أحقيتهم فى ذلك حسب القانون والدستور، لكن البناء فى هذا الموقع يؤدى إلى مشاكل تصيب المسلمين وقد تعرضهم للعنف والحياة تحت الخطر طوال الوقت، فهل يساوى بناء مسجد كل هذه الأزمة؟

أعتقد أن على من ينفخون فى النار فى مسلمى أمريكا التوقف عن جرهم إلى معارك لا معنى لها، فحسب إمام المسجد فإنه اختار الموقع ليكون جسرا للتواصل فإذا به يتحول إلى جسر للكراهية والعداء، أى أن الهدف من بنائه لن يتحقق، مما يستدعى التوقف ونقله إلى مكان آخر.

ولو كنت مسئولا عن بناء المسجد لأصدرت بيانا قلت فيه: رغم أن بناء أى دار عبادة هو حق لكل مواطن أمريكى وفقا للدستور والقانون، ورغم اننا نملك كل الموافقات والدعم القانونى، لكننا قررنا نقل المسجد إلى مكان آخر حرصا على مشاعر ورغبات إخواننا الأمريكيين، لأننا لا نوافق على شق الوطن، وإثارة الفتنة بسبب موقع بناء مركز دينى.

قضية المركز الإسلامى فى نيويرك خاسرة لكل الأطراف، والعاقل من يحاول تحويل الخسائر إلى مكاسب، عبر التحلى بالعقل، والنظر إلى المصلحة العامة.. فهذا المسجد الذى يثار حوله الجدل يفترض أن يتم بناؤه فى نيويورك وليس فى مكة أو القاهرة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة