كيف يواجه المواطنون أزمة ارتفاع الأسعار؟ موائد الرحمن وشراء المنتجات غير الجيدة وتخزين الأطعمة والإقلال من تناولها أهم وسائل المصريين للهروب من قلة الموارد وغلاء السلع

السبت، 28 أغسطس 2010 10:47 م
كيف يواجه المواطنون أزمة ارتفاع الأسعار؟  موائد الرحمن وشراء المنتجات غير الجيدة وتخزين الأطعمة والإقلال من تناولها أهم وسائل المصريين للهروب من قلة الموارد وغلاء السلع موائد الرحمن أحد وسائل المصريين لمواجهة ارتفاع الأسعار - صورة أرشيفية
كتبت أمين صالح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى عهد الخليفة المستنصر بالله وبالتحديد فى عام 457 هجريا قل منسوب مياه النيل وأحاط الجفاف بالمصريين من كل جانب مما أدى إلى انتشار المجاعات فى كل أنحاء البلاد فكان الناس من شدة الجوع يأكلون الكلاب والقطط حتى أن ثمن الكلب وصل خمسة دنانير بينما كانت تباع القطة بثلاثة دنانير وكان الناس يخطفون أبناء جيرانهم ويأكلونهم.



وفى عهد رئيس الوزراء أحمد نظيف وتحديدا عام 2010 م، لم يقل منسوب النيل ولم يضرب الجفاف أرض المحروسة.. ولكن المصريين غرقوا فى أزمات ارتفاع الأسعار وضيق الحال للحد الذى ينذر بمجاعات تشبه مجاعات عهد المستنصر والمصريون ولأنهم اصحاب تاريخ كبير فى المجاعات والأزمات فهم ايضاً اصحاب خبرات كبيرة فى التعامل معها والالتفاف حولها ..

ماهى البدائل التى ابتكرها المصريون فى عهد نظيف للتحايل على ارتفاع الأسعار وضيق الحال؟



الدكتور حمدى متولى وكيل وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجيه السابق أكد أن المواطن المصرى اضطر تحت وطأة الأزمة إلى شراء سلع خالية من مواصفات الجودة نظرا لقلة أسعارها، ويرى أن السبب الرئيسى فى ارتفاع الأسعار يرجع إلى غياب دور جمعيات حماية المستهلك وغياب الرقابة على التجار بالإضافة إلى أن ضعف القاعدة الصناعية والزراعية فى مصر سبب رئيسى لزيادة الأسعار بسبب اللجوء إلى السلع المستوردة التى تضاف الى أسعارها تكاليف النقل والجمارك.

الدكتور إبراهيم المصرى أستاذ الاقتصاد يرى أن المصريين استطاعوا تكييف بعض أساليب حياتهم لمواجهة ارتفاع الأسعار الشراء فمنهم من لجأ إلى تخزين بعض المواد الغذائية والاستهلاكية فى المنزل بالرغم من عدم حاجتهم إليها بهذا الكم فى الوقت الحاضر خشية من ارتفاع أسعارها فى المستقبل ومنهم من اضطر إلى شراء المنتج ذو السعر المنخفض عن نظيره فى السوق بالرغم من عدم جودته وجعلت الناس يسعون إلى توفيره بالسعر الأرخص دون النظر إلى المنتج ذو الجودة الأفضل، ويضيف المصرى أن الحكومة المصرية هى المسئول الأول والأخير عن هذا الارتفاع فغياب الرقابة على الأسعار هو السبب الرئيسى فى هذه الأزمة لذا على الحكومة المصرية أن تسيطر بشكل أكبر على التجار وتشدد من وضع القوانين الصارمة التى تحد من جشع التجار وتساعد على استقرار الأسعار فى مصر.



المهندس محمد الأشقر رئيس جهاز حماية المستهلك بالجيزة يقول بعض الناس اضطروا إلى تقليل كمية الطعام التى يقومون بشرائها نظرا لارتفاع أسعارها مما أثر سلبا على الصحة العامة للمواطن المصرى، ويرى أن الحل الوحيد أمام هذه المشكلة وأيضا لكثير من المشكلات الأخرى أن يرحل هذا النظام العاجز ويأتى إلينا نظام جديد يستطيع أن يوفر للمصريين قوت يومهم على الأقل.

ارتفاع الأسعار أدى إلى انتشار ثقافة التسول بين كثير من المصريين هذا ما أكدته الدكتورة هدى زكريا أستاذ علم الاجتماع وأضافت أنه من الممكن أن ترى اليوم أحد الموظفين يلجأ إلى موائد الرحمن لعدم قدرته على مواجهة ارتفاع أسعار المأكولات وينتج هذا الارتفاع نتيجة غياب الإنسانية عن كثير من التجار وغياب الرقابة عليهم لأنهم هم الذين يمثلون الرقابة أيضا بعد أن تسلل كثير من التجار ورجال الأعمال إلى الحكومة فأصبح التاجر مسئول والمسئول تاجر وغاب الرادع والقانون بينهما كما أن الطبقة المتوسطة فى مصر أصبحت متوسطة من الناحية العلمية فقط بينما من الناحية المادية أصبحت طبقة فقيرة أيضا وفقد الناس كثير من الحيل لمواجهة هذا البلاء وكثر فى مصر أناس لا يأكلون إلا إذا اشتد ألم الجوع عليهم كما أن الحكومه أصبحت تتحدث عن المواطنين وكأنهم عبء كبير وتناست أنها المسئول الأول والأخير عن هذا الشعب وعن توفير الحد الأدنى للاحتياجات الأساسية من مأكل ومشرب ومسكن.








مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة