عايشنا العديد من المشروعات التنموية بمصر على مدار الخمسين سنة الماضية وذلك بدءا من مشروع السد العالى ومشروع مديرية التحرير ومشروع استصلاح الأراضى بغرب الدلتا والمدن الجديدة، توشكى، تعمير الساحل الشمالى، ترعة السلام نفق الشهيد أحمد حمدى، جسر السلام الذى يعبر قناة السويس منها ما تم تنفيذه وكان له الأثر الكبير على رفع معدلات التنمية ومنها ما زال قيد التنفيذ وهناك مشروعات أخرى نأمل بأن تدخل حيز التنفيذ منها ممر التنمية ومشروعات الطاقة المتجددة ومشروع الطاقة النووية، وأخيرا مشروع منخفض القطارة فإن مصر تحتاج إلى منظومة مشاريع تنموية جديدة بأفكار جديدة غير مستهلكة تقوم عليها وتنهض بها.
فإذا تأملنا قليلا فكرة مشروع منخفض القطارة وبعبارة بسيطة يقع موقعه فى الصحراء الغربية وينخفض منسوبة عن البحر بحوالى 134 مترا ويبلغ طوله حوالى 298كم وعرضه لا يزيد عن 80 كم، كان مقترحا أن يتم حفر قناة طولها لا يزيد عن 100 كم وبعرض لا يقل عن 130 مترا تصل فى بدايتها من البحر وتنتهى عند أعلى نقطة فوق المنخفض والتى سوف تكون الموقع المحدد لتركيب التوربينات والتى سوف تنتج طاقة كهربية نتيجة مرور المياه عبر تلك القناة لكى تملأ حوض المنخفض بكميات هائلة من المياه تشكل فى النهاية مسطح بحيرى كبير.
واعتبر هذا المشروع وقتها يحقق العديد من الإنجازات ومنها إقامة تجمعات سكنية وسياحية تنموية على ضفاف ذلك المسطح البحرى يعتبر نقطة جذب حيوية للاستثمار والإنماء بتلك الأراضى الجديدة وحقيقة تتعدد الأوجه الإيجابية للمشروع إذا ما تفحصنا تفاصيله ومنها ما يلى:
يعتبر الشريان المائى والذى ينقل ماء البحر للمنخفض فى حد ذاته شريان تنموى وذلك لخلقه مميزات تنافسية للأراضى التى تقع على ضفتى القناة المغذية للمشروع بمياه البحر منذ بدايتها حتى نهاية المصب بالمنخفض، حيث يمكن أن تقوم عليها مشروعات عمرانية سياحية تمثل نقاط جذب للاستثمار بالمنطقة وتحقق مراكز للأعمال مستوطنة طوال العام بالساحل الشمالى، وهذا ما ابتدعته دولة الإمارات بالاستعانة بأمهر المخططين المعماريين الذين أعادوا صياغة الاستعمالات للأراضى بالمواقع الساحلية لمدينة دبى
يعتبر محور القناة مجالا حيويا للنقل البحرى وذلك بين موقع الحوض للمنخفض وخطوط التجارة المارة بالبحر الأبيض المتوسط، وذلك لوجود فرصة لعمل ميناء بحرى فى نهاية المنخفض تكون تلك بداية التنمية بالمنطقة إذا ما تم إنشاء مناطق صناعية جديدة تكون ظهيرا اقتصاديا للمناطق العمرانية التى ستشغل حيزا على ضفاف البحيرة الصناعية بالمنخفض سيحقق المشروع، ولا ريب فى ذلك، رصيدا إضافيا للطاقة الكهربية يكون من ضمن الاحتياط العام للطاقة بمصر، ستنمو بتلك البحيرة المخلقة ثروة سمكية كبيرة تدعم الرصيد الاحتياطى للمنظومة الغذائية بمصر.
يمكن زراعة شواطئ البحيرة المختلفة مثل القمح وبأشجار النخيل والزيتون بمسطحات تحقق جدوى اقتصادية وتلك النباتات مناسبة لتلك الظروف البيئية الموجة بالمنطقة
سيحقق مسطح البحيرة بخرا للمياه سيعمل على رفع معدلات الرطوبة النسبية والتى سوف تحقق مجالا حيويا بالمناخ العام الأيكولوجى بالمنطقة.
وجود موقع المنخفض بالقرب من مسار ممر التنمية والمقترح من قبل الدكتور فاروق الباز العالم الجيولوجى، مما سوف يحقق دعما تنمويا للمفهوم التنموى لممر التنمية
بهذا نكون قد وزعنا عددا من مشروعات قومية تنموية على مسطح الجمهورية، ولا ينقصنا بعد ذلك إلا تحقيق التكامل فى المنظومة للمشروعات التنموية بمصر.
عبد العزيز الكفراوى يكتب: مصر محتاجة إلى مشروعات تنموية بفكر جديد
السبت، 28 أغسطس 2010 11:16 ص