على الأقل وزير الثقافة أجرأ من وزير الصحة.. بعد سرقة " اللوحة " تحرك فاروق حسنى، فأوقف عن العمل، وتكلم فى الجرائد.. وأصدرت وزارته بيانات وإعلانات واستعلامات.. لكن حاتم الجبلى لم يفعل رغم أن مصيبة وزارته أكبر.
غير الفساد فى الوزارتين، المشترك بين وزير الصحة وفاروق حسنى، اعتياد الوزيرين "زيارات ودية" لمكتب النائب العام، ربما تتكرر مع وزراء آخرين الأيام المقبلة.
فى الأزمة، لعب فاروق حسنى دوره.. صحيح كله يتحرك بعد ما تقع الفأس فى الرأس، لكن وزير الثقافة كل الجو، وحبس شعلان، بينما وزير الصحة بدا وكأنه غريب عن قضية العلاج على نفقة الدولة؟.
وكأن الرجل لم يكن الرأس الكبيرة فى وزارة أكل فيها النواب مليارا من أموال الغلابة.. وكأنه ليس رقم واحد فى جهاز يرمى موظفيه الكبار الاتهامات على بعضهم البعض منذ شهور.
أموال علاج الغلابة ذنب أكبر من لوحات الصفوة.. رغم ذلك بدا أن الموضوع ليس موضوع د. الجبلى.
رغم سنوات من المسئولية، فضل وزير الصحة بعد الفضيحة أن يبدو غريبا فى وزارته.. والغريب أعمى ولو كان بصيرا.. ورغم أبعاد قضية قرارات العلاج حتى الآن يؤكد للجميع أنه كان بعيداً عن جهاز الصحة، وعن موظفيه الكبار، وعن المتعاملين الوزارة من وحوش النواب أكلة مال النبى.. واليتامى، والصحابة أيضا.
صحيح سرقة اللوحة، وقضية قرارات العلاج أمام النائب العام، إلا أن المختلف بين الجبلى وبين فاروق حسنى، أن الثانى غسل يده بحبس محسن شعلان، بينما غسل الأول يده بحبس نفسه فى مكتبه.. لا حس ولا خبر عن الجديد فى القضية.. فلا تكلم الجبلى كما فعل فاروق حسنى، ولا انفعل وزير الصحة كعادة وزير الثقافة.
يرى وزير الصحة أن الانحرافات داخل وزارة الصحة ليست مسئولية وزير الصحة ويرى د. الجبلى، أنه ليس منوطا بالتحقيق فى الفساد داخل وزارته، فلا التحقيق مع الموظفين معتادى الإجرام قراره.. ولا وقف المتلاعبين بمليارات علاج الغلابة من سلطته.
ما الذى كان متوقعا من وزير الصحة؟ الرجل ليس النائب العام.. والنائب العام الوحيد المسئول عن عقاب الحرامية ومعتادى ضرب قرارات العلاج.
مسئولية الجبلى مختلفة.. فهى تبدأ مع ظهور المرض على غير القادرين، وتنتهى باستفحاله، ثم صدور قرارات باسم العيان على مستشفى خاص بالآلاف.. يتسلمها آخرون!
ما يحدث فى وزارة الصحة لا معنى له لدى الجبلى، المهم السمعة.. والسيرة الحسنة، لذلك حرص وزير الصحة على التأكيد أن زيارته للنائب العام الأسبوع الماضى كانت "ودية".
نفى الجبلى استدعاءه لمكتب النائب العام كان مهما.. فسمعته لا تحتمل استجوابه من النائب العمومى، وتاريخ وزير الصحة لا يتيح له غير مقابلة أعضاء النيابة العامة فى مكاتبهم من منطلق الصداقة والود، أما نتيجة التحقيق فى "بلاوى" وزارته، فينتظرها كما ننتظرها نحن، وورثة المرضى الذين ماتوا متأثرين بضيق ذات اليد.. وضيق أنفس الذين تلاعبوا بمخصصات علاجهم ذويهم.. علها تشفى الغليل.
ليس من سلطة وزير الصحة أن يقلب وزارته "فوقانى تحتانى" ليعرف "قرار" الموضوع ويبلغ.. ولا من مقتضيات وظيفته "يجيب عاليها واطيها"، ثم يذهب من نفسه بالأوراق تحت "باطه" للنائب العام فى زيارة رسمية.. ويقول الذين توقعوا "عصر" د. الجبلى موظفينه حتى يخرج من "الهبيشة" السر الإلهى بعد فضيحة أموال علاج الغلابة لا يعرفون د حاتم.
السمعة الطيبة، والسيرة الحسنة أولويات معاليه.. لذلك، حرص الرجل على التأكيد أن زيارته للنائب العام لم تكن استدعاءً رسميا.. فلا أحد عند وزير الصحة شىء.. ولا د. الجبلى يريد من أحد شيئاً!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة