◄◄باحث يؤكد فى رسالته للدكتوراه أن اللوحة المسروقة «مزيفة»
تشعبت قضية سرقة لوحة «زهرة الخشخاش» للفنان العالمى «فان جوخ» من متحف محمود خليل وحرمه، ليدخل فيها أطراف عديدة جعلت من الأزمة قضية رأى عام عالمى، من الصعب تجاهلها أو المرور فوقها مرور الكرام، وغالبا ما سيتم التضحية بأحد الرؤوس الكبيرة فى الوزارة لتهدئة الأجواء، ولم يستبعد المتابعون أن تكون هذه القضية هى المسمار الأخير فى نعش فاروق حسنى، وأنها الضربة القاضية التى ستنتهى بها وزارته، فقد علمت «اليوم السابع» أن القيادة السياسية تتابع تطورات قضية سرقة لوحة الخشخاش، وأن الاتصالات الهاتفية بين الرئاسة وفاروق حسنى وزير الثقافة لا تنقطع.
ومن ناحية أخرى أبلغت وزارة الدخلية الوزير بأنها تضع هذه القضية على رأس أولوياتها، ووصل الأمر إلى أن إحدى الشخصيات الأمنية الكبرى قالت لحسنى: اطمئن اللوحة هترجع يعنى هترجع، وان اللوحة لم تخرج خارج البلاد.
وهو ما جعل الوزير يهدأ بعد يومين من التوتر قضاهما بسبب سرقة اللوحة، ظهر السبت الماضى، من متحف محمود خليل وحرمه.
فى الوقت ذاته شهدت العلاقات المصرية الإيطالية توتراً بالغاً بسبب إذاعة أنباء عن القبض على سارق اللوحة، وتأكيد أنه إيطالى الجنسية، حيث أذاعت القنوات الإخبارية نبأ القبض على شاب إيطالى بصحبة فتاة تحمل نفس الجنسية وبحوزتهما اللوحة المسروقة بمطار القاهرة، وهو الخبر الذى أكدته وزارة الثقافة فى بيان صادر عنها يعلن إحباط محاولة تهريب اللوحة خارج البلاد، ثم أرسلت الوزارة بياناً آخر ينفى البيان الأول ويؤكد أنه لم يتم القبض على السارق ولا تحديد جنسيته، وبالطبع لم تكن السلطات الإيطالية وحدها المنزعجة بسبب هذا الخبر، فبعيداً عن السارق وجنسيته، فقد عاش العاملون بوزارة الثقافة وتحديداً المسؤولين بقطاع الفنون التشكيلية أياما فى غاية الصعوبة منذ إعلان سرقة اللوحة التى يزيد ثمنها على 100 مليون دولار، من مقر المتحف فى وضح النهار، وبواسطة موس أو كتر، حيث قام السارق بنزع اللوحة من البرواز وتركه معلقاً على جدران قاعة المتحف، وهو الأمر الذى كشف عن مدى الإهمال فى أجهزة الامن بالمتحف، وقد حمل وزير الثقافة فاروق حسنى، رئيس قطاع الفنون التشكيلية محسن شعلان، المسؤولية كاملة وأكد أنه أمر شعلان بتطوير المتحف، بينما أكد شعلان أنه طلب من الوزير تطوير المتحف، والوزير أحاله لصندوق التنمية الثقافية، وقد أصدر الوزير قراراً بإحالة مسؤولى المتحف للنيابة العامة للتحقيق معهم، بينما طالب النائب العام بالتحقيق مع محسن شعلان، وأصدر قرارا بمنعه وثمانية من مسؤولى المتحف من السفر مؤقتا خارج مصر، ووجهت النيابة لشعلان و14 اخرين من وزارة الثقافة تهمة إهدار المال العام.
فيما أشار اشرف العشماوى المستشار القانونى لوزير الثقافة أن هناك خللاً كلياً فى أمن المتحف من الداخل. وفى مفاجأة مذهلة كشف الدكتور مصطفى عطية، رئيس مركز كشف تزييف اللوحات الزيتية بجامعة القاهرة، لـ «اليوم السابع» أن اللوحة التى تمت سرقتها ليست أصلية بل مزيفة، وقد توصل إلى هذه النتيجة بعد اكتشافه طريقة علمية موثوقة ومسجلة باسمه فى أكبر المعاهد البولندية يستطيع من خلالها اكتشاف اللوحات المزيفة من اللوحات الأصلية، وقد أجرى الدكتور «عطية» بحثاً علمياً أثبت من خلاله أن اللوحة ربما تكون قد تم استبدالها أثناء سرقتها الأولى فى العام 1978 وعودتها سنة 1980.