◄◄ مسروقات بقيمة 320 مليون جنيه يتم الكشف عنها فى يوم واحد.. واللصوص من جنسيات مختلفة
320 مليون جنيه هى حصيلة ما سرقته عصابتان دوليتان فى يوم واحد فى مصر، ففى الوقت الذى تمت فيه سرقة لوحة «زهرة الخشخاش» للفنان العالمى فان جوج من داخل متحف محمود خليل، والتى قدر الخبراء قيمتها بحوالى 300 مليون جنيه مصرى، سقطت عصابة دولية أخرى تخصصت فى سرقة شقق المناطق الراقية واستولت على كميات هائلة من المشغولات الذهبية ومبالغ مالية طائلة وصل إجماليها إلى 20 مليون جنيه.
المصادر الأمنية رجحت أن تكون العصابتان مختلفتين لأن الطريقة التى استخدمها اللصوص لسرقة اللوحة مختلفة تماما عن طريقة عصابة الشقق، بعدما تبين أن 36 كاميرا من المتواجدة بالمتحف من بين 43 كاميرا مراقبة أمنية لا تعمل، بالاضافة إلى أن جميع أجهزة الإنذار الموجودة معطلة.
أما العصابة الدولية التى تخصصت فى سرقة الشقق والمصوغات الذهبية التى نجحت الإدارة العامة لمباحث القاهرة فى القبض عليها، فقد ضمت 12 شخصاً من جنسيات مختلفة تتزعمهم فتاة فنزويلية الأصل وتساعدها فتاتان أخريان، وكن يخترن الشقق التى ستتم سرقتها داخل العقارات الفخمة، بشرط عدم وجود أفراد أمن قائمين على حراستها، وبعد ذلك يصعدن ويطرقن على باب الشقة للتأكد من خلوها، ثم يعطين الإشاره إلى باقى أفراد العصابة، فيصعد عدد من الشباب لكسر باب الشقة والدخول للاستيلاء على المشغولات الذهبية والمبالغ المالية فقط، دون الأجهزة الكهربائية أو التحف.
وتخصصت العصابة الدولية فى سرقة شقق مدينة نصر والنزهة ومصر الجديدة، وكانوا يملكون خرائط لكل منطقة يستهدفون سرقتها، لتسهيل هروبهم إذا داهمتهم الشرطة.
اللواء فاروق لاشين، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، وضع خطة لإسقاط العصابة بإشراف اللواء إسماعيل الشاعر، مدير أمن القاهرة، كان من أهم بنودها إعادة إجراء المعاينة بمسرح ارتكاب الواقعة، والاستعانة بالخبراء الفنيين ورفع جميع ما تخلف من آثار بمسرح السرقة، بالإضافة إلى تحديد أماكن وأوقات تنفيذ وقائع السرقة.
تحريات رجال المباحث التى باشرها اللواءان سامى سيدهم، نائب مدير المباحث، وأمين عز الدين، مدير المباحث الجنائية، استغرقت 7 أيام متواصلة وأسفرت عن تحديد اثنين من المتهمين، هما موريسيو ريفيرا سييرا،38 سنة، كولومبى الجنسية، وليليانا رودريجز، 38 سنة، كولومبية الجنسية، وكانا الخيط الذى مكن الشرطة من القبض على باقى أفراد العصابة، حيث تم القبض عليهما أثناء إقامتهما فى فندق بمدينة نصر، واعترفا بأنهما ضمن أعضاء العصابة الدولية التى تضم 12 فردا تخصصوا فى سرقة الشقق الفخمة بالقاهرة، وأن زعيمة العصابة هى جيرمين ليونور، 19 سنة، من دولة فنزويلا، وأنهم ارتكبوا 20 واقعة سرقة بإجمالى مسروقات 20 مليون جنيه تنوعت ما بين مشغولات ذهبية ومبالغ مالية.
بإرشاد المتهمين تم القبض على 3 أشخاص آخرين من أفراد العصابة داخل شقة مفروشة فى منطقة المهندسين بالجيزة، وبحوزتهم كمية كبيرة من المشغولات الذهبية وزنت 6 كيلوجرامات ذهب بإجمالى 3 ملايين جنيه، بالإضافة إلى مبالغ مالية بقيمة 3 ملايين أخرى من عملات مختلفة تنوعت ما بين الجنيه المصرى واليورو والدولار والدينار العراقى والجنيه الإسترلينى.
أفراد العصابة الذين تم القبض عليهم اعترفوا بأنهم اتفقوا على اللقاء فى «طابا» إذا تم القبض على أحد من أفراد العصابة، واعترفوا بأنه سيكون هناك شخص يدعى «يواكيم» إسرائيلى الجنسية، سيساعدهم على الهرب والتسلل إلى إسرائيل من هناك.
وهنا تم التنسيق مع اللواء عدلى فايد، مدير مصلحة الأمن العام، على أن يتم تكثيف الأكمنة الثابتة والمتحركة على جميع الطرقات المؤدية إلى مدينة طابا، فأمكن ضبط المتهمين السبعة الآخرين فى كمين بمحافظة الإسماعيلية وهم يستقلون سيارتين ملاكى، وتم العثور بحوزتهم على كمية من المشغولات الذهبية الكبيرة وزنت 6 كيلوجرامات ذهب وتقدر قيمتها بـ8 ملايين جنيه، بالإضافة إلى 3 ملايين جنيه عملات أجنبية مختلفة.
تحقيقات النيابة العامة كشفت الكثير من خبايا تلك العصابة الدولية فقد تبين أنهم لم يتخصصوا فى سرقة الشقق الفخمة فقط، ولكنهم ارتكبوا واقعة سرقة أخرى عقب تتبعهم لأحد مندوبى المبيعات ويدعى «مجدى.ل.و» التابع لمحل مصوغات ذهبية فى منطقة الصاغة أثناء تواجدهم هناك بالمنطقة، ولاحظوا خروج المندوب ومعه حقيبة كبيرة بداخلها مجوهرات، فقرروا أن يتتبعوه حتى يتمكنوا من الاستيلاء على تلك الحقيبة، وبالفعل تتبعوه حتى وصل المندوب إلى مطار القاهرة وما أن ترك سيارته حتى أسرعوا بفتح حقيبة السيارة، واستولوا على الحقيبة وما بداخلها من مصوغات ذهبية وزنت أكثر من نصف كيلو ذهب، وكانت تلك المشغولات جميعها على شكل ورسومات واحدة، وهو ما سهل من عملية العثور على تلك المصوغات وسط المسروقات.
واعترف المتهمون بأن من أبرز الوقائع التى ارتكبوها هى الاستيلاء على مصوغات ذهبية تقدر بمليون جنيه ومبلغ 140 ألف جنيه من مسكن وكيل نيابة مقيم فى مدينة نصر، وأيضاً سرقة «كوليه» ألماظ ومبلغ 10 آلاف جنيه و6 آلاف يورو من داخل شقة وكيل نيابة آخر يقيم فى النزهة، كما سرقوا نصف كيلو جرام من المشغولات الذهبية، و15 ألف دولار من شقة صائغ فى مدينة نصر، واستولوا أيضاً على مشغولات ذهبية بقيمة مليون جنيه و600 ألف جنيه من شقة مهندس، واستولوا على خزينة كاملة بداخلها مشغولات ذهبية ومبالغ مالية من مسكن مهندس آخر.
من جانبه أرجع اللواء نبيل الفخرانى، مساعد وزير الداخلية سابقاً، أن الحدود المصرية الشاسعة هى أحد أسباب ازدياد العصابات الدولية فى مصر، كما أن الأنفاق سهلت كثيراً عملية الدخول والخروج، والحدود تعد نقطة سياسية حساسة ولا يمكن إغلاقها مع فلسطين، ومع فتحها تُقبل العصابات الدولية على التسلل،فيما أوضح اللواء أحمد الشيخ، مساعد مدير أمن الأقصر سابقا، أن مصر أصبحت دولة «ترانزيت» للدول الأفريقية والأفارقة الذين يرغبون فى السفر إلى أوروبا، موضحاً أن العصابات الأفريقية زادت فى الفترة الأخيرة.
وأشار إلى أنه عقب النجاح التى حققته تلك العصابات الأفريقية داخل مصر واستيلائها على مبالغ طائلة من المواطنين عن طريق إيهامهم بتوليد الدولارات باستخدام مادة سائلة جلبوها من بلادهم، دفع عددا كبيرا من العصابات إلى الإقبال إلى مصر عقب علمهم أن هناك مواطنين يمتلكون أموالا طائلة ويسهل النصب عليهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة