مسلسل «الجماعة».. السحر الذى انقلب على المؤلف والداخلية

الجمعة، 27 أغسطس 2010 01:59 ص
مسلسل «الجماعة».. السحر الذى انقلب على المؤلف والداخلية مشهد من مسلسل «الجماعة»
هانى صلاح الدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ ردود أفعال متصاعدة فى المجتمع المصرى بعد عرض 15 حلقة

أى عمل إعلامى أو فنى يتعرض أو يسرد أحداثا تاريخية، لابد أن يلتزم الحياد والموضوعية، وذلك من أجل إظهار الحقائق دون الركون لتحقيق هدف شخصى أو حزبى، وذلك من باب الأمانة وتأدية الرسالة التى تعد من أهم خصوصيات الأعمال الإعلامية والفنية.

وعلى خلاف ذلك خرج علينا الكاتب وحيد حامد بمسلسل «الجماعة» الذى جافى الحقائق وكذب الواقع وخرج عن إطار الأمانة المهنية، فمنذ اللحظات الأولى من مشاهدتك للمسلسل تجد نفسك أمام عمل يؤكد لك أن الإخوان جماعة متطرفة تدعو للعنف والانقلاب على المؤسسية للدولة، وقد امتلأ المسلسل بالمشاهد التى قلبت الحقائق والتناول المغرض، فقد تبنى الكاتب تصورات رجال أمن الدولة القابعين فى لاظوغلى، ونقل عنهم نقلا أمينا.

المسلسل أظهر فى حلقاته الأولى وداعة رجال الأمن فى التعامل مع شباب الإخوان على عكس الواقع، حيث قام رجال الأمن باستخدام أبشع الوسائل للنيل من طلاب الجماعة فى هذا الوقت، وقد ذكرت معظم الصحف المعالجة للقضية ذلك الأمر، كما أظهرت الحلقات وجود أسلحة بيضاء بحوزة الطلاب فى المدن الجامعية، وذلك بخلاف الواقع فلم تثبت التحقيقات الرسمية وجود أى أسلحة مع طلاب الجماعة، ولا أدرى من أين أتى الكاتب الرائع بهذه الأوهام!!

بل وجدنا المسلسل يظهر طلاب الإخوان فى أحداث جامعة عين شمس على أنهم دعاة عنف وقاموا بالاشتباك مع الأمن، ولا أدرى كيف لكاتب كوحيد حامد لم يتابع ما نشر حول هذا الأمر بالصحف، فقد أكدت كل الصحف المستقلة والمعارضة تعرض طلاب الإخوان للاعتداءات الصارخة التى وصلت إلى إصابة أحدهم بكسر فى الجمجمة وآخر أصيب بطعنة من بلطجية سمح لهم أمن الجامعة بالدخول للحرم الجامعى.

لن أطيل فى تفنيد مشاهد المسلسل الأولى، لكن وضح للجميع أن وحيد حامد أراد أن يخدم النظام، واختار الأمن التوقيت الصحيح لإذاعة هذا المسلسل وذلك قبل الانتخابات البرلمانية القادمة، من أجل النجاح فى تشويه صورة الإخوان والنيل من المنافس الأقوى فى الشارع السياسى للنظام.

وبالرغم من أى عمل إبداعى ينتظر صاحبه أن يجنى ثماره حتى لو كان له معارضون، لكن ما حدث مع الكاتب وحيد حامد بالنسبة لمسلسل «الجماعة»، وجدنا أنه ينطبق عليه المقولة الشهيرة «انقلب السحر على الساحر»، فقد كانت ردود الأفعال على الحلقات الأولى من مسلسله تؤكد رفض معظم المصريين للأسلوب الذى عالج به قضية الإخوان، كفصيل إسلامى سياسى له جذوره بالمجتمع المصرى.

كما رفض الكثير من الشباب المعاصرين التدخلات الأمنية فى الجامعات المصرية، والصفوة والمثقفون وكثير من السياسيين، الصورة الملائكية التى أظهرها كاتبنا الفذ وحيد حامد لأمن الدولة وأشاوسهم، فالكل يعلم ماذا يحدث فى أمن الدولة للشباب، وما يلقاه السياسيون فى أقسام الشرطة، ولعل كاتبنا الكبير سمع عما حدث لشهيد البطش الأمنى خالد سعيد الذى ذاق ويلات التعذيب على يد ملائكة الداخلية!

كما أثار المسلسل أيضا ردود أفعال غاضبة لمعالجة المسلسل لمشاهد تأدية الصلاة، والتعليق على المحجبات، والموسيقى التصويرية المستفزة التى صاحبت هذه المشاهد، وكأن الصلاة والحجاب أداة للرعب والفزع، وقد استنكر رجل الشارع ما يحمله المسلسل من تضخيم للأخطاء وإظهار الإسلام على أنه تطرف وإرهاب، خاصة أن مشاهد المسلسل حاولت اختزال الإسلام فى الإخوان وتشويه صور العبادات والتدين المعتدل.

وأرى أن المسلسل صب بمجمله فى مصلحة الإخوان، وزاد من تعاطف رجل الشارع معهم، فبدلا من أن يصبوا عليهم اللعنات أصبحوا ينظرون للإخوان على أنهم سفينة النجاة التى ستنقذهم من فساد النظام الحالى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة