◄◄هل يصحو ضمير «السارق الجديد».. ويعيد اللوحة النادرة؟
أحمد السعيد رضوان.. هذا هو الاسم الكامل للص الذى سرق زهرة الخشخاش رائعة الفنان العالمى فان جوخ فى المرة الأولى أواخر السبعينيات وتحديدا عام 1987.. أما اسم الشهرة فهو «حسن العسال».
لم يكن حسن السعيد رضوان، أو «حسن العسال» رحمه الله.. لصاً عادياً.. بل هو لص مودرن.. أو لص من عائلة الإجرام.. لم يكن طابعاً لها، فالأب مستشار والأم كانت وكيلة وزارة بالتعليم، والأشقاء مهندس طيران وناظرة مدرسة!
حتى حسن نفسه واصل تعليمه حتى الثانوية العامة، قبل أن يتمرد على نزعة والده فى استعمال الشدة فى تربية الأبناء، وينجرف فى طيار الجريمة ثم يكتسب اسم الشهرة «العسال» بعد أن صاهر أسرة لها نشاط فى مجال تجارة المخدرات فى منطقة العسال بشبرا التى كان يقطن بها هو وأسرته. حسن العسال اللص المتعلم الذى استخدمه أحد أصحاب البازارات بالهرم، فى عملية سرقة لوحة زهرة الخشخاش من متحف محمد محمود خليل، وضع خطة محكمة لدخول المتحف من فاتحة «شفاط» تهوية مستعيناً بصديق جامعى قام بإلهاء «الشاويش» الذى كان يتولى حراسة المتحف. جلس الجامعى صديق العسال مع الشاويش وفردى أمن ووضع لهما مخدراً فى الشاى بعدما طلب أن يستريح إلى جوارهما بدعوى آلام ألمت بمعدته، ونجحت خطة «العسال» الذى كان أشهر «هجام» يخترق الأماكن المغلقة دون أن يترك وراءه أى أثر.
نجاح السرقة عاد على حسن العسال بمبلغ 1200 جنيه، قيمة الاتفاق مع صاحب الفكرة الذى قيل وقتها إنه كان شريكاً لابن شخصية عظمى حاكمة فى زمن حكم الرئيس السادات، تمتلك إسطبلاً للخيل ومزرعة للثعالب وأخرى للدجاج الذى تتغذى عليه الثعالب بنفس المنطقة.. الهرم!
أما المفارقة التى جعلت العسال ينقذ لوحة فان جوخ الأشهر.. فهى ما نشر وقتها فى «أخبار اليوم» عن سرقة اللوحة، وأنها نادرة وأن أى متحف بأى بلد به قطعة من لوحات فان جوخ يقال عنه «عالمى»، ومن ثم فإن بلد المتحف أيضاً يشار إليه بأنه بلد كبير متحضر، كما أنه عرف أن الثمن المقدر للوحة وقتها وصل إلى 5 ملايين دولار.. وهنا استشعر اللص المتعلم وأنه كان ضحية عملية نصب قياساً بالمبلغ الذى حصل عليه، وأيضاً لأن سرقة اللوحة من بلده مصر ضار بسمعتها الفنية والأمنية.
فماذا فعل؟!
على الفور وبدلاً من الخوض فى معركة لكسب المزيد من الأموال فيما لو عاد لمستخدمه مهدداً رأى أن يذهب بنفسه ألى اللواء محمد عبدالنبى، مدير مباحث العاصمة فى ذاك الوقت، واعترف بما حدث ووعد بأن يعيد اللوحة، طالب بأن تتم مواجهته بالوسيط صاحب البازار، وبالفعل انتزع منه اعترافاً كاملاً سجلته الجهات الأمنية، وكان القرار هو إعادة اللوحة، وبالفعل استعاد الأمن المصرى اللوحة من الكويت بدون خسائر، فلم يتم إدراج اسم نجل الشخصية الكبرى فى الأوراق الرسمية، ونال حسن حريته كاملة، وعاد إلى اسمه الأصلى، وساعدته الجهات الأمنية وقتها على أن يتوب ويبدأ مشروعاً يعيش من دخله، قبل أن تعاجله المنية متوفياً إثر جرح من طعنة لمجرم زميل كان يحاول أن يعيده لطريق الصواب.
انتهت قصة اللص المواطن الذى أنقذ رائعة فان جوخ وأعادها للمتحف المصرى.. لتبدأ قصة جديدة لسرقة زهرة الخشخاش.. فهل يصحو ضمير السارق.. وتعود اللوحة. أما أنها رحلت للمرة الأخيرة عن مصر.. مثلما رحل سارقها.. ومنقذها فى المرة الأولى عن الدنيا بلا عودة؟!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة