مشاهد من يوم رمضانى فى الحسين تعكس بهجة وسعادة هذه الأيام الجميلة التى لا تعرف التمييز بين البشر لأى سبب.
إذا قررت الإفطار فى الحسين والاستمتاع بليلة رمضانية فيه.. فسيقابلك عند مدخله عشرات الشباب مهمتهم إغراء رواد الحسين واستقبالهم على الإفطار.
هؤلاء الشباب فريقان.. الفرق بين هدف كل فريق منهما هو نفس الفرق بين طبقتين يقسمان المجتمع المصرى.
الفريق الأول هم عمال المطاعم والكافيتريات بالحسين، يقف كل واحد بقائمة تحوى الكثير من أنواع الطعام والمشروبات بأسعار مضروبة فى ثلاثة، يغرونك بالكباب والحمام المحشى والشيشة.. فأنت بالنسبة لهم "زبون لقطة".
الفريق الثانى عمال المحلات والمتاجر الذين تعودوا إقامة موائد الرحمن واستضافة رواد الحسين، فتجدهم يتجولون فى كل مكان "فطار.. فطار، يا ضيوف الرحمن فطار على حساب الله والحسين" ثم يغرونك بموائد وكراسى ووجبة بها ربع فرخة.. وأنت أيضاً بالنسبة لهم "زبون لقطة" تزيد من أجرهم عند الله.
وينطلق مدفع الافطار ويعلو الآذان الذى ينتظره الجميع بفارغ الصبر فى مشهدين الأول لفقراء يفترشون الأرض حول مسجد الحسين وأمام المحلات الكبيرة للإفطار على موائد الرحمن، حيث تضم الموائد الباعة الجائلين والمتسولين والمتصوفين وفقراء المحافظات الأخرى الذين جاءوا من كل مكان حبا فى الحسين وآل البيت الكريم.
يقول محمد إبراهيم بائع متجول: أنا من منيا القمح شرقية اعتدت العمل فى شهر رمضان فى منطقة الحسين، أبيع الإكسسوارات الحريمى لرواد الحسين، لا أحمل هم الطعام أو النوم، ربنا بيكرمنى بالفطار على موائد الرحمن، والنوم فى أى مكان، ساعات بتعرف على أحد الزملاء اللى بيستضيفنى فى بيته، وساعات بقضى ساعات النوم من بعد الفجر حتى الساعات الأولى من اليوم الجديد نائم فى أى حديقة عامة.
ويضيف إبراهيم أعتبر العمل فى الحسين كإعارة داخلية، ففى خلال 30 يوما ربنا بيكرمنى برزق كبير يتراوح بين 1000 – 2000 جنيه، وبعدها بارجع لبلدنا أقضى العيد فى سعادة منتظر رمضان القادم.
وعلى الجانب الآخر من المسجد تجلس أسرة فى انتظار آذان المغرب، تقول أم محمد: تعودنا أنا وزوجى وأولادى قضاء رمضان فى رحاب الحسين، نحن من سكان الصف بالجيزة نأتى كل يوم نصلى العصر والمغرب والعشاء والتراويح فى مسجد الحسين ونعود إلى بيتنا بعدها فى سعادة روحانية ببركة الحسين وآل البيت.
وتستطرد قائلة نحن لا نتسول، بل نأتى بأكلنا وموقد صغير لشرب الشاى، ويصر التجار على استضافتنا على موائد الرحمن، أحيانا نقبل وأحيانا أخرى نرفض بشدة، ولكن نقبل منهم البلح والعرقسوس الذى يوزعه بعض التجار وقت الإفطار على الصائمين.
وينتهى المشهد الأول بعد الإفطار وصلاة القيام بندوة وزارة الأوقاف من خلال ملتقى الفكر الإسلامى الذى تعقده يوميا تستضيف فيه كبار علماء الأزهر والدعاة، ويعود المتصوفون والمترددون على مسجد الحسين إلى بيوتهم، وينتشر الباعة الجائلون والمتسولون بين المقاهى والكافيتريات يمارسون عملهم بين رواد المشهد الثانى.
المشهد الثانى: رواد المقاهى والكافيتريات ويضم أغنياء المصريين والعرب الذين يفضلون الإفطار والسحور فى الحسين والاستمتاع بليلة رمضانية تكلفهم من 100 – 300 جنيه للفرد.
أحمد صابر يمتلك مشغلا للملابس الجاهزة فى المنصورة اعتاد القدوم من بلده مع بعض الأصدقاء كل أسبوع لشراء بعض الخامات التى يحتاجها فى عمله، وفى نفس الوقت يقضى ليلة رمضانية فى رحاب الحسين، تبدأ جولته الأسبوعية بالإفطار ثم التجول لشراء بضاعته من تجار الغورية والأزهر، ويعود مرة ثانية لمقاهى الحسين يشرب الشاى والشيشة ويتسحر ويصلى الفجر ويرجع لبلده.
منى ومنة ورشا ومجموعة كبيرة من الأصدقاء اتفقوا على الخروج والإفطار فى الحسين، وهو تقليد سنوى يتبعوه كل عام، تقول رشا نتفق مع أصحابنا على قضاء يوم مع بعض كل أسبوع وعادة ما نختار الحسين ونزوره أكثر من مرة، لأنه يضم الكثير من وسائل الترفيه، المقاهى، والبازارات، والمحلات التجارية، ومسجد الحسين، ولمة الأصحاب وحاجات كثيرة لا يسعنا الوقت للاستمتاع بها.
وعن الأسعار فى الحسين تقول منة: نأتى إلى الحسين بصفة مستمرة طوال العام، ولكن رمضان له طابع خاص، جو غريب مثل السحر لا نعرف سببه، ونلاحظ ارتفاع الأسعار فى رمضان، ولكن لأننا زبائن دائمين لنا أسعارنا الخاصة التى نتعامل بها، أما الأسعار العالية دى للزبون الطيار اللى بيجى الحسين مرة فى السنة.
ومن جانبه يقول مصطفى عيسى عامل فى أحد المقاهى: أعمل منذ خمس سنوات فى المقهى، رمضان موسم شغل صعب يبدأ من الساعة 5 قبل الإفطار، نفرش الطاولات والكراسى خارج الكافتريا وننادى على الزبائن، نعرف طلباتهم ونجهزها، ونفطر حوالى الساعة 7، بعدها ناخد راحة ساعتين ونستعد للسحور والسهرة، وهى أهم فترة ضغط العمل فى القهوة.
أضاف: رمضان موسم المصريين رواد المقاهى مصريين ونسبة قليلة من العرب، المصريون اعتادوا على السهر فى الحسين حتى الساعات الأولى من الفجر، كما أن الأسعار ليس مغالى فيها أو مضاعفة فى رمضان كما يعتقد البعض، خاصة أن وزارة الصحة تراقب الأسعار.
مشيرا إلى أن المصريين الذين جاءوا يستمتعون بجو رمضان فى الحسين يعرفون الأسعار وبالتالى نادرا ما تجد منهم من يختلف معنا فى الأسعار.

عازف على العود

سيدات على رجالة والشيشة شغالة

كبار وصغار ورجال وحريم وبنات كله منتظر مدفع الإفطار

الجنس اللطيف بيفطر فى الحسين

العرق سوس والسوبيا والتمر هندى الساقع قوى

مصريون على أجانب فى الشارع

الغلابة دائما ينتظرون الفرج