رغم المأزق الكبير الذى تعيشه حكومة الدكتور أحمد نظيف بسبب الأزمات المتتالية فى الخدمات سواء فى الكهرباء أو الغاز أو ارتفاع السلع الغذائية، إلا أن الحزب الوطنى قرر أن يتجاهل هذا الوضع ليستخدم عددا من وزراء الحكومة ليمثلون ثقلا تصويتيا لا يستهان به وضربة بداية قوية لماراثون انتخابات مجلس الشعب القادمة، حتى وصل عدد الوزراء الذين تقدموا بأوراق ترشيحهم حتى الآن 10 وزراء من الحكومة التى قوامها 32 وزيرا.
على رأس تلك القائمة يأتى الدكتور يوسف بطرس غالى وزير المالية الذى تقدم للترشيح عن الحزب الوطنى بدائرة الحزب الوطنى فى منطقة شبرا مصر، والتى تتمتع بكثافة يسكانية مسيحية لا بأس بها، فى الوقت الذى يلقى فيه الرجل هجوما متكررا بسبب قوانين الضرائب الأخيرة وحملات الانتقاد التى صاحبتها، وكان قرار ترشحه علامة تعجب كبرى مفادها أن الجو الاقتصادى الخانق من المفترض ألا يسمج للوزير بالتفكير فى أية رغبات سياسية أخرى.
على المنوال نفسه، تمثل حالة الدكتور محمد نصر الدين علام حالة فريدة، حيث أعلن الرجل ترشحه بمسقط رأسه فى مدينة جهينة بمحافظة سوهاج ، وسط ما قيل إنه حفاوة غير مسبوقة، حتى أن بعضهم أطلق عليه تشبيه "أوباما الصعيد" فهل سيستطيع الوزير أن يوفق بين حملته الانتخابية وبين الجهود المطلوبة منه للخروج من أزمة دول حوض النيل والتى لم تبدر منها أى اشارات متفائلة حتى الآن، ولكن علام بحث عن نصر آخر بعيدا عن أزمة المياه، حيث يعتمد على دعم قبيلته بسوهاج، بجانب مساندة الحزب الوطنى له مما يعنى مقعدا مضمونا بمجلس الشعب.
على خط الأزمة ذاته، تقف الوزيرة فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولى وهى أحد أطراف المفاوضات مع دول حوض النيل، الوزيرة انتهزت فرصة الكوتة لتبحث لها عن مقعد ببورسعيد، لتصيب الطامعات فى المقعد من حولها بالإحباط الشديد، بعدما كن يتمنين منافسة متكافئة على المقعد ولكن دخول فايزة أبو النجا عن الوطنى وأد أحلامهن السياسية فى مهدها.
الوزير سيد مشعل يمثل جبهة أخى للحزب الوطنى يخوض به حرب انتخابية مشتعلة فى الدائرة 25 بحلوان مع النائب صاحب الشعبية الكبيرة مصطفى بكرى، ورغم أن كلاهما أكد سلامة علاقته بالآخر إلا أن الباطن يحمل منافسة شعواء قرر الوطنى أن يكون فيها الأكثر حظا بـ30 ألف صوت انتخابى يمثلها عمال المصانع التابعين لوزارة مشعل.
وفى دائرة أبو كبير بالشرقية يحاول الدكتور على المصيلحى وزير التضامن الاجتماعى الحفاظ على مقعده البرلمانى بإعلان ترشحه مرة أخرى ممهدا لذلك بزيارات اسبوعية لقرى المركز التقى فيها بالناخبين موزعا تصريحات متفائلة عن شنط رمضان وتوافر السلع وتوسيع شرائح المعاشات، وبذلك يكون الحزب الوطنى قاب قوسين من الحفاظ على هذا المقعد لفترة برلمانية أخرى.
الحزب الوطنى أيضا أضاف لقوته فى الشرقية قوة انتخابية أخرى تمثلها عائلة "الأباظية" بترشيح وزير الزراعة أمين أباظة عن دائرة التلين بمقعد "الفئات"، وهى أول تجربة انتخابية لأباظة، ولكن تقدمه للوطنى دفع مرشح آخر لو وزن مثل يحيى عزمى شقيق الدكتور زكريا عزمى المنافس بنفس الدائرة للمنافسة على مقعد "العمال" تلافيا للصدام مع أباظة، الذى قد تأخذه أجواء المعركة الانتخابية فى الأيام القادمة بعيدا عن ضوضاء أزمة الأراضى وحربه مع أباطرة الصحراوى، ومشاكل أسعار السماد و مآسى الفلاحين.
وفى دائرة كفر شكر بالقليوبية لعبت سياسة "التبادل العائلى" دورها فى تعطيل الالتزام الحزبى حيث أحجم حزب التجمع عن الدفع بمرشح ، حتى لا ينافس محمود محيى الدين وزير الاستثمار والذى سيترشح على قوائم الحزب الوطنى ورغم أنهما حزبان متنافسان إلا أن كلمة السر هى خالد محيى الدين زعيم حزب التجمع وعم وزير الاستثمار فى نفس الوقت.
وفى المنوفية أيضا ستكون مفاجأة الموسم يمثلها الدكتور أحمد زكى بدر وزير التعليم ، والمثير لللجدل ، حيث يترشح عن دائرة بندر شبين الكوم، وهو مرشح مناسب للحزب الوطنى فى تلك الدائرة لما يمثله الرجل من شهرة وشعبية ، حتى أن ثقله دفع مرشح منافس هو المهندس يحيى الكومى رئيس النادى الإسماعيلى السابق ، ليغير ترشيحه إلى دائرة أخرى هى بركة السبع.
وزير النقل علاء فهى أيضا كان أحد الوجوه الجديدة التى سيستغلها الحزب الوطنى لاقتناص مقعد بدائرة المعادى فى محافظة حلوان ليمثل بذلك تهديدا لرجل الأعمال محمد المرشدى المنافس على الدائرة نفسها.
يتبقى فى القائمة الدكتور مفيد شهاب وزير شئون مجلسى الشعب والشورى والذى قدم أوراق ترشيحه للحزب عن دائرة محرم بك، ليمثل أحد الأوراق الرابحة فى المحافظة التى يمثل الإخوان فيها قوة انتخابية لا يستهان بها، ولكن ترشيح شهاب يعنى بحسبة بسيطة أن هذا المقعد حسم لصالح الحزب الوطنى، شهاب من جانبه حاول نفى تلك الشبهة عن الحزب بقوله إنه سيخضع لكافة القواعد التى سيخضع لها مرشحو الحزب ولن يخرج عن كونه مرشحا للحزب.
"الوطنى" يخوض انتخابات الشعب بوزراء من العيار الثقيل أملاً فى الحسم المبكر
"الوطنى" يدفع بـ10 وزراء لحسم انتخابات مجلس الشعب من الجولة الأولى .. ومخاوف من توقف العمل داخل وزارات المرشحين وتعطيل مصالح المواطنين حتى نهاية نوفمبر المقبل
الجمعة، 27 أغسطس 2010 07:25 م