مخطئ من يظن أن التغلب على التعصب الكروى يتم بين يوم وليلة.. وخير دليل على ذلك استمرار الصراع بين الجماهير الجزائرية والفرق المصرية، وهو ما اتضح خلال المواجهة التى جمعت بين فريق الكرة بالنادى الأهلى مع نظيره شبيبة القبائل بالجزائر فى منافسات الجولة الثالثة لدورى المجموعات لأبطال أفريقيا.
ما حدث مع بعثة الأهلى فى موقعة الشبيبة يدل على أن الأزمة بين مصر والجزائر كروياً ستظل فى عرض مستمر، ومثلما يعلم الجميع أنها ليست وليدة أحداث واقعتى القاهرة وأم درمان فى التصفيات الأفريقية المؤهلة لمونديال 2010، وإنما هى منذ أكثر من 20 عاماً.
وهو مايؤكد أن المحاولات المبذولة لنبذ هذا التعصب ليست إلا درباً من المستحيل، نظراً لأنه من المتعارف عليه أن الجماهير الجزائرية تتسم بالعصبية، لكن يجب التأكيد فى الوقت نفسه، على أن كل ما تعرضت له بعثة الأهلى لا يتخطى حاجز الفردية من أشخاص متهورين لا يعرفون المعنى الحقيقى من المنافسات الكروية، ولا يمكن تحت أى مسمى تعميم ذلك على الجماهير والشعب الجزائرى بأكمله، ونفس الموقف ينطبق على ما حدث بين منتخبى مصر والجزائر.. وإذا وقعت أحداث مشابهة خلال تواجد بعثة الشبيبة فى القاهرة، فإنها ستكون أيضا أحداثا فردية لا تعبر عن وجهات نظر الـ80 مليون مصرى، ونتمنى ألا يحدث شىء من هذا القبيل، ولدينا ثقة كبيرة فى قدرة الأمن المصرى على السيطرة على الموقف والتصدى للمشاغبين.
بالطبع هذا ليس نظرة تشاؤمية تجاه عودة العلاقات إلى مجاريها بين البلدين الشقيقين، وإنما هو رصد واقعى للأحداث، وكل ما نتمناه حالياً أن يقوم الإعلام فى البلدين بتهدئة الأمور، وعدم إشعال حرب جديدة مستغلين أحداث مباراة الشبيبة والأهلى، لاسيما أن الإعلام قد يكون له دور كبير فى حل الأزمة، أو المساهمة فى تقليل الضرر، حيث إن الإعلام كان أحد أهم أسباب اشتعال الأزمة، وقت لقاء منتخبى مصر والجزائر.
يجب الإشارة والتأكيد على الدور البارز الذى لعبه حسن حمدى رئيس النادى الأهلى خلال رحلة الجزائر، خاصة أن تصريحاته حول واقعة ضرب البعثة بالطوب، حينما قال إنها واقعة فردية ليس لها صلة بجماهير الجزائر الحقيقيين، فهى تصريحات لها مغزى كبير، ومغلفة بالطابع السياسى الهادئ، ومنعت وصول الموقف لما كان عليه فى فترة ما قبل مونديال 2010، وكان اختيار رئيس النادى الأهلى لرئاسة البعثة فى هذه الرحلة، أكثر من موفق من إدارة القلعة الحمراء، كما يجب الإشادة بتصريحات مسؤولى الأهلى حتى عقب العودة، بأنهم يستعدون لاستقبال بعثة الفريق الجزائرى بالورود وتوفير كل سبل الراحة لهم.
بعيداً عماحدث خارج المستطيل الأخضر فى لقاء الأهلى والشبيبة، أرى أن الحكم التوجولى الذى كان ليس على مستوى الحدث، لا يجب تحميله خسارة الأهلى مثلما هو السائد عقب المباراة، حيث هناك عيوب كثيرة كانت مسيطرة على الأهلى، وهى التغييرات غير الموفقة لحسام البدرى المدير الفنى للفريق، وهبوط مستوى أكثر من لاعب فى مقدمتهم محمد أبوتريكة وأحمد فتحى، بالإضافة إلى غياب المهاجم الصريح القادر على تهديد مرمى الفريق المنافس، أضف إلى ذلك العصبية الزائدة التى كان يؤدى بها لاعبو الأهلى.
فاصل أخير
الموقف الحالى فى مجموعة الأهلى والإسماعيلى الأفريقية، تؤكد أن حظوظ شبيبة القبائل هى الأوفر بعد الوصول للنقطة 9، بعد مرور 3 جولات من الجولات الست، عززت بشكل كبير جدا فرص تأهل الفريق الجزائرى لنصف نهائى البطولة، ويعد الأهلى هو صاحب الحظ الأوفر فى حجز البطاقة الثانية، لأنه سيلعب كل مبارياته المتبقية داخل مصر عكس الإسماعيلى الذى سيلعب فى الجزائر ونيجيريا.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة