«الإخوان» فى دراما التليفزيون والسينما.. أشرار انتهازيون منافقون يتحالفون مع الشيطان من أجل المصلحة

الجمعة، 27 أغسطس 2010 01:59 ص
«الإخوان» فى دراما التليفزيون والسينما.. أشرار انتهازيون منافقون يتحالفون مع الشيطان من أجل المصلحة إياد نصار
محمد إسماعيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄السواح فى «الجماعة» هو الإخوانى رشاد فى «سنوات الحب والملح» والزناتى فى «طيور الظلام» وأغلب الأعمال لم تفرق بين الإخوان والسلفيين

لا تختلف الصورة التى قدمها وحيد حامد لقيادات جماعة الإخوان المسلمين فى مسلسل «الجماعة» عن الصورة النمطية التى اعتمدتها الدراما المصرية منذ سنوات طويلة لشخصية الإخوانى فى الأعمال السينمائية أو التليفزيونية، فالفارق ليس كبيراً بين بهجت السواح فى «الجماعة»، ورشاد فى «سنوات الحب والملح»، وعلى الزناتى فى «طيور الظلام».. كلهم انتهازيون وأفاقون ولا مانع لديهم من التحالف مع الشيطان من أجل الوصول إلى أهدافهم والصعود على جثة المجتمع، وهو الأمر الذى يؤدى فى كثير من الأحيان إلى نتائج عكسية، نظراً لأن عقل المشاهد لا يمكن أن يتقبل أن الجماعة كلها عبارة عن عصابة وحفنة من الأشرار.

ويمكن تقسيم الأعمال الفنية التى تناولت شخصية الإخوانى إلى أعمال تاريخية ظهرت فيها قيادات من الجماعة نظراً لطبيعة الأحداث مثل حسن البنا فى مسلسل «الملك فاروق»، وعمر التلمسانى فى فيلم «أيام السادات»، وهنداوى دوير فى مسلسل «ناصر»، وفى هذه النوعية من الأعمال لم يكن هناك تركيز على إبراز الجوانب المختلفة لشخصية الإخوانى إلا فى حدود ما يقتضيه الظرف التاريخى الذى كان سببا فى ظهور الشخصية مثل مشهد الصفقة بين الإخوان والنظام فى فيلم «أيام السادات» حيث بدا عمر التلمسانى مراوغاً لدرجة استفزت السادات الذى صرخ فى وجهه قائلاً: «إيه ياشيخ عمر».. أما النوعية الثانية من الأعمال الدرامية التى عرضت شخصية الإخوانى فقد سلطت الضوء على تأثير الإخوان السلبى على المجتمع المصرى، واللافت أن أغلب هذه الأعمال لم يدرك صناعها الفروق الحقيقية بين الإخوان وغيرهم من الإسلاميين، وكانت رسالتها أن صعود الإسلاميين أيا كان انتماؤهم سينتهى بالبلاد إلى كارثة محققة، مثل فيلم «طيور الظلام» حيث تردد وقت عرض الفيلم أن شخصية على الزناتى خليطا بين شخصية منتصر الزيات محامى الجماعات الإسلامية، ومختار نوح مسؤول ملف المحامين بجماعة الإخوان المسلمين، فأخذ من الأخير هواية العزف على العود واهتمامه بإبرام صفقة مع الحزب الوطنى لصالح الجماعة فى الانتخابات، بينما وجه للزناتى نفس الاتهامات التى وجهت للزيات فى الحقيقة.

والحديث عن تناول الفن للإخوان يقتضى بالضرورة الحديث عن علاقة الإخوان بالفن، ولا يخفى على أحد أن عبدالرحمن البنا شقيق حسن البنا كان قد أسس مسرح الإخوان المسلمين الذى بدأ بتقديم مسرحيات عاطفية ورومانسية مثل «جميل بثينة»، وشارك فى هذا المسرح عدد من النساء بينهن أهم نجمات المسرح المصرى آنذاك، وعلى رأسهن فاطمة رشدى، بل شارك فى التمثيل على خشبة مسرح الإخوان عدد من النجوم البارزين مثل محمود المليجى وعبدالمنعم مدبولى، ولكن بعد الثورة واتجاه الإخوان إلى العمل السرى تقلصت علاقة الإخوان بالمسرح، وركزت فى المقابل على الأناشيد الإسلامية التى مرت بعدة تحولات أفرزت «لبيك إسلام البطولة» و«أخى أنت حر رغم القيود» والرثاء الرائع الذى كتبته أمينة قطب فى زوجها كمال السنانيرى «هل ترانا نلتقى أم أنها كانت اللقيا على أرض السراب» و«هتفرج هتفرج بإذن الإله» الذى يعد المرشد الحالى محمد بديع أهم من أنشده داخل الجماعة، لكن هذا لم يمنع الأجيال الجديدة من الإخوان أن تنشد على ألحان أغنية عمرو دياب «من كم سنة وأنا ميال» ليصبح النشيد «من كم سنة وأنا دينى الإسلام».

ووفقا لتقديرات مختلفة فإن الارتباك الحقيقى الذى أحدثه مسلسل «الجماعة» داخل صفوف الإخوان هو جدد الجدل مرة أخرى حول قدرة الجماعة على إنتاج عمل فنى يؤرخ لحياة مؤسسها، فمنذ الإعلان عن مسلسل «الجماعة» أعلن اكثر من طرف إخوانى عن عزمه إنتاج عمل فنى يقابل به عمل وحيد حامد، لكن شيئا من ذلك لم يحدث على أرض الواقع، فمن ناحية أعلن أحمد رائف المؤرخ الإخوانى الشهير أنه يستعد للانتهاء من وضع سيناريو «ليلة مقتل حسن البنا»، تمهيداً لتصويره نهاية العام الجارى، وأشار إلى أنه وضع ميزانية مبدئية 70 مليون جنيه، للاستعانة بمخرج تونسى، وممثلين من أمريكا وبريطانيا وسوريا، بينما أعلن محسن راضى البرلمانى الإخوانى وصاحب شركة «الرحاب للإنتاج الفنى» أنه يستعد لإنتاج مسلسل عاجل، حول حسن البنا يعرض فيه الحقيقة ويرفع الستار عن الشخصية، للرد على إشكالية الدين والسياسة وإعطاء للبنا حقه التاريخى كشخصية أكثر تأثيرا من سعد زغلول ومصطفى كامل وغيرهما، التشكيك فى عمل حامد اختصره محسن راضى فى أن وحيد لا يتوقع منه إنصاف الإخوان، حسبما قال راضى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة