محمد غنيم لـ"القاهرة اليوم": 40% من المصريين لا يتعدى دخلهم 12 جنيهًا فى اليوم

الخميس، 26 أغسطس 2010 02:00 م
محمد غنيم لـ"القاهرة اليوم": 40% من المصريين لا يتعدى دخلهم 12 جنيهًا فى اليوم د.محمد أحمد غنيم أستاذ الكلى والمسالك البولية
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال د.محمد غنيم: "مصر فى هذه المرحلة تقابل تحديات كبيرة جدًا وعليها أن تجابهها بحلول شاملة ومؤسسية، وأعتقد أنه قد فات الوقت لإعطاء حلول مؤقتة تعكس ردود أفعال أدت إلى تضاعف المشكلة".

وأضاف د.محمد غنيم "برأى أن هناك حزمة من الآراء تساعدنا على النهوض والتقدم ومنها الإصلاح السياسى والاقتصادى وسطوة القانون والتعليم كأولوية أولى فى أى مشروع قومى وتغيير الخطاب الدينى والسياسى والالتفات بموضوعية إلى قضية الماء والغذاء، وبرأيى أن هذه الملامح هى التى تشكل مشروع نهضوى، ومن الممكن الإضافة إليها أو الحذف منها أيضًا".

واقترح غنيم حلاً لإشكالية التربية والتعليم، وقال "إذا اتفقنا على أن التعليم له أهمية وأولوية أولى فى مشروعنا القومى فيجب أن تكون هناك وزارة للتعليم والبحث العلمى وأن يكون هناك نائب لرئيس الوزراء للتعليم والبحث العلمى، وأن يعمل معه ثلاثة رجال يسمون بالوكلاء أو المساعدين ويكونون متخصصين لـ "التعليم الأساسى، الجامعى، والبحث العلمى"، ولابد من توفير الموازنات المالية لهذه المهمة التى تصل إلى خمسين مليار جنيه، ولتوفيرها يجب على المواطن أن يتحمل مشقة هذا المشروع، كما يجب أن يكون هناك نظام استحقاق تصاعدى للضرائب، فلا يعقل أن يتساوى المواطن العادى مع أحمد عز أو نجيب ساويرس أو غيرهم من رجال الأعمال".

وأوضح أستاذ الكلى والمسالك البولية أنه فى حال إذا ما تمسكت وزارة المالية بورقة "أن الناس لا تدفع الضرائب لارتفاعها وتقبل على دفعها عندما يتم خفضها فلا حاجة إلى هذه الوزارة، وعلينا أن نأتى بوزارة جديدة تقوم بجمع الضرائب واستحقاقها بالعدل من المواطنين كافة"، مؤكدًا أن 40% من المواطنين يساوى دخلهم اليومى 12 جنيها مصريا.

وأضاف غنيم "ولإصلاح التعليم الجامعى يجب ألا يزيد عدد الطلاب الجامعيين عن 25% من الحاصلين على الثانوية العامة، إضافة إلى تغيير قانون الجامعات "الفاسد" لأنه يسمح بالترقى بالزحف، وبعدم تفرغ أعضاء هيئة التدريس".

وأشار غنيم إلى أن مستوى التعليم الجامعى فى مصر وفقًا لتقييم الجامعات الذى تقدمه جامعة شنغهاى عن أفضل خمسمائة جامعة يؤكد على أنه لا توجد أى جامعة مصرية أو عربية ضمن أفضل خمسمائة جامعة على مستوى العالم.

مضيفًا "أما دولة الجوار" إسرائيل الشرقية" فبها سبع مؤسسات علمية مصنفة، منها مؤسسة ويزمان للعلوم ويأتى ترتيبها على مستوى العالم الـــ34، وحصلت إحدى هذه المؤسسات على جائزة نوبل فى الكيمياء العام الماضى، كما أن جنوب أفريقيا بها ثلاث مؤسسات علمية مصنفة".

وركز غنيم على أن قدر الإنفاق على التعليم الأساسى والجامعى كنسبة من الناتج الإجمالى القومى فى العالم هو (3.9% فى مصر، 3.9% فى سوريا، 8.1% فى الأردن، 7.5% فى إسرائيل).

وأكد غنيم أن الإنفاق المحدود يؤدى إلى أبنية تعليمية متهالكة، فلدينا انتشار جرثومى وكارثى للدروس الخصوصية، والمناهج بها تكدس للمعارف، والكتاب المدرسى ردىء الإخراج والصياغة ولا يحب الطالب الخوض فيه، والمدرسون لديهم مشاكل، وقلة المرتبات تؤدى إلى كثرة الدروس الخصوصية، وكشكل استرضائى نركز على الثانوى العامة، ولكننا لا ننظر إلى تأهيل الطالب للحصول على الثانوية العامة، وتبدأ السياسة الاسترضائية بأن الامتحانات فى متوسط الطالب، وتأتى الامتحانات صادمة، وتعقبها النتائج المبهرة للغاية.

وأوضح غنيم ردًا على سؤال أديب له حول انضمامه للجمعية الوطنية للتغير قائلاً "انضممت لأننى أتصور أن التغيير الحقيقى مشروع نهضة ومدخله الأساسى هو التغيير السياسى، وحركات التغيير لها مدة قبل مجىء د. محمد البرادعى مثل حركة كفاية، و6 أبريل ومهندسين بلا نقابة وأطباء بلا حقوق، ولا شك أن مجىء د. البرادعى أعطى لهذه الحركات حيوية، فحركات التغيير قبل البرداعى وبعده تغيرت كمًا ونوعًا، وكان انضمامى للجمعية الوطنية هو تأكيد على المطالبة بالتغيير فى حد ذاته، وليس بالضرورة أن يكون البرادعى رئيسًا للجمهورية، فإذا حدث التغيير ونتج عنه نظام ديمقراطى به شفافية وتعددية وتداول للسلطة فليتقدم كل من يرى فى نفسه القدرة على الرئاسة، ومن ناحيتى فأنا أنتخب برنامجًا وليس شخص فى حد ذاته.

وتابع غنيم "وإذا حكمنا على الفترة الماضية خلال الثلاثين عامًا فأنا أرى أن المشاكل تتضخم وأن الحلول مؤقتة وتنم عن ردود أفعال فقط بعيدة عن الرؤية الإستراتيجية المستقبلية، وأتصور أن الحزب الوطنى بتركيبته الحالية غير قادر على تحقيق المشروع النهضوى إلا إذا حدث به تغيير من داخله فى تركيبيته وتشكيليه وأهدافه".

وأضاف غنيم "دائمًا ما يقال إن هناك ثنائية بين الحزب الوطنى والإخوان المسلمين، ولكننى أرى أن هناك تيارا ثالثا عريضا وقويا يستطيع أن يدخل فى غمار الحركة السياسية المصرية ويؤدى دوره الإيجابى فى حمل شعلة التنمية، ولكن الأهم من ذلك أنه إذا استطاع هذا التيار الوصول إلى الرئاسة، لأنه إذا لم يستطع التغيير فعليه أن يتنحى ويترك المجال لغيره، فنحن بحاجة إلى الشعور بالأمل والفخر والتطلع لما هو أفضل".

وعاد غنيم ليؤكد أن حالة التعليم بمراحله المختلفة فى مصر فى حالة تردى، وخير دليل على ذلك تقرير التنمية البشرية الذى أصدرته الأمم المتحدة ليؤكد أن نسبة الأمية لدينا بلغت 30% وتزداد هذه النسبة بين الإناث وفى الريف عن الحضر، وفى عصرنا الحالى لم تعد الأمية هى الإلمام فقط بالقراءة والكتابة".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة