انتقد عدد من الخبراء وضع السكان بشكل عام فى مصر قائلين إنه على الرغم من المخصصات الكبيرة التى تعتمدها الحكومة كل يوم للعشوائيات إلا أنه لا يوجد أى تغيير حتى ولو بسيط وتفسير ذلك أن التوزيع السكانى على أرض مصر غير متوازن ويمثل أحد الأبعاد الثلاثة الرئيسية للمشكلة السكانية فى مصر بالإضافة إلى النمو السريع وانخفاض مستوى الخصائص السكانية، ويؤكدون أن هناك زيادة كبيرة لظاهرة العشوائيات حيث بلغ عددها 870 منطقة عام 2007 استوعبت 39 % من إجمالى سكان حضر مصر.
ومن الجدير بالذكر أن وزارة التنمية الاقتصادية قد خصصت نحو 600 مليون جنيه لتطوير العشوائيات، منها 500 مليون جنيه من الموازنة العامة للدولة، و100 مليون جنيه منحاً محلية، وأشار دكتور عثمان محمد عثمان وزير التنمية الاقتصادية إلى أن برنامج تطوير العشوائيات له أهمية كبرى، خاصة فى ظل تنامى العشوائيات وخطورتها وانعكاساتها السلبية على المجتمع اقتصادياً واجتماعياً وعمرانياً. وأكد الوزير أنه سيتم التركيز على تطوير المناطق العشوائية غير الآمنة، وأن تكون الأولوية للمناطق ذات الكثافة البنائية المنخفضة وفق ثلاثة محاور سيتم التعامل معها، والاهتمام بالمناطق المهددة للحياة والظروف الصحية ومواءمة المساكن وتقنين أوضاع الحيازة .
من جانبه أكد دكتور عبد المطلب عبد الحميد عميد مركز البحوث الاقتصادية بأكاديمية السادات، أنه من غير المتوقع أن يتغير توزيع السكان خلال الربع قرن القادم بمعنى أنه لا يصبح هناك محافظات جديدة جاذبة للسكان وتظل القاهرة مكتظة بالسكان القادمين إليها من كل محافظات مصر فمن المتوقع أن يصيح تعداد القاهرة 10.5 مليون نسمة فى عام 2032 بالمقارنة بحوالى 7.8 مليون عام 2007.
وأضاف عبد الحميد أنه طبقا لبيانات التعداد الأخير عام 2006 تبلغ الكثافة السكانية حوالى 73 فردا فى الكيلو المتر المربع وتزداد الكثافة فى المدن الكبرى بصورة غير مسبوقة مما يجعل تلك المدن تئن من مشاكل اجتماعية واقتصادية متفاقمة، فضلا عن عدم وفاء البينة الاساسية لاحتياجات السكان فى تلك المدن.
مشيرا الى وجود ما يزيد عن 7 ملايين نسمة يعيشون فى عشوائيات القاهرة والجيزة فقط، وأن هذا العدد يتزايد بمقدار 3% سنويا، يضاف لهم 200 ألف نسمة سنويا. والقاهرة الكبرى تضم وحدها نحو 76 منطقة عشوائية على مساحة 230 ألف كيلو متر مربع.
ويقول دكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادى تلك الزيادة تمثل ضغط سكانى مرتفع على التجمعات السكانية القائمة بالحضر والريف ومن آثارها اختناق المرافق العامة وتلوث البيئة وزحف المبانى على الأراضى الزراعية المحدودة.
وأضاف عبده أن من أخطر الآثار الزيادة الكبيرة لظاهرة العشوائيات حيث بلغ عددها 870 منطقة عام 2007 استوعبت 39 % من إجمالى سكان حضر مصر محذرا فى حالة استمرار هذا الأمر بهذا الشكل يتوقع أن يعيش نصف سكان مصر فى العشوائيات وما يترتب عليها من مشاكل افتصادية واجتماعية خطيرة، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة نتيجة تركز الأنشطة التجارية فى أماكن وعدم وجودها فى أماكن أخرى.
