عمرو إبراهيم لقوشة يكتب: متى تزأر الأسود؟

الأربعاء، 25 أغسطس 2010 11:40 ص
عمرو إبراهيم لقوشة يكتب: متى تزأر الأسود؟

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مرض أسد الغابة وملكها، فبطئت حركته، وقل زئيره، وما إن شعر أراذل الغابة بذلك حتى بدأ كل منهم يتحسس ويتجسس ويتساءل عن مدى صحة الخبر ودرجة مرض الأسد، فبدأ كل منهم يحاول الاقتراب منه ليتحسس ذلك، كان يقترب يتوجس لربما كان مرضه مجرد خديعة، وبعد أن كان له حمى لا يستطيع أحد الاقتراب منه بدءوا يدخلون إلى ذلك الحمى ولم يجدوا زئيرا يرهبهم، فتجرؤا أكثر وزاد قربهم فلم يجدوا حراكا وكان أشباله يحيطون به ويراقبون ما يحدث.

فالشبل الصغير هاله ذلك وطالب بالزئير ليرتهب أراذل الغابة وليتوقفوا عن تلك الجرأة، فالأسد أسد حتى وإن مرض، ولكن الأشبال الكبار قالوا له أصمت إن أبونا هو ملك الغابة وحكيمها فلا بد من الحكمة والتروى ولا نلتفت لتلك الاستفزازات.


اقترب الأراذل وزاد عددهم يوما بعد يوم حتى اقتربوا من جسد الملك وينتفض الصغير ويغلى الدم فى عروقه ويطالب أبوه بالزئير فينهره الكبار ويقولون له أصمت أيها الأحمق فالتروى مطلوب، يبيت الشبل الصغير ويعتصر الألم قلبه ويخاصم النوم عينه فهو يرى الاستهانة بأبوه الملك فى ازدياد ولكن إخوته الكبار يرون غير ما يرى، لربما كانوا هم على الصواب.


ومع الصباح خرجوا جميعا ذاهبين إلى ضفاف النهر كعادتهم اليومية للشرب والاستحمام فإذا بمجموعة من القوارض والزواحف تقطع عليهم الطريق ويطالبونهم بالتوقف فمياه النهر تكفيهم، خاصة بعد وصول بعض الثعالب الذين قدموا من غابات قريبة، فانتفض الشبل الصغير طالبا بالإجهاز عليهم، ولكن الكبار نهروه كعادتهم وطالبوه بالتروى وجلسوا يتباحثون مع القوارض ويستسمحوهم أن يشربوا وليوفروا من القدر الذى يشربون منه للاغتسال، فبكى الشبل مما يحدث ومما وصل إليه حال الأسود وكيف هانت عليهم أنفسهم حتى هانوا على ضعاف النفوس وضعاف الغابة، وجلس يبكى ويدعوهم إلى الزئير فقط الزئير لربما، يستصرخهم اليوم منعونا الاستحمام غدا سيمنعونا الشرب، وهم يصرون على التعقل والحكمة فقال لهم لربما كان ذلك من الحكمة لربما زئيرنا هو عين الحكمة فرفضوا طالبين منه الصمت وعدم الحديث.

وبينما هم عائدون وجدوا أخا لهم تنهش جسده آكلات الجيف، فصرخ الشبل وقال لابد من الزئير الآن الثعالب أصبحت الأقوى، الأسود أصبحوا الأهون والأضعف، فيطالبه إخوانه بالصمت وطالبونه كالعادة بالتعقل وقالو له لابد إنه أخطأ فى حق أحدهم وهو يتسحق ذلك، فيعلوا صراخه لماذا لم يأتوا إلى أبونا ولماذا لم يحضر أحد منا معه، لقد أصبحنا نحن الأراذل، لقد اعتدنا الذل والهوان، لقد ألفنا رويدا رويدا الخزى والعار، أشعر أنى مهان، أشعر أن قلبى ينفطر، أشعر أن صوتى مكتوم، أشعر أن زئيرى لن يتعدى حدود فمى، متى نعود متى تزئر الأسود؟






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة