معتز نادى يكتب: شوف الكرم

الثلاثاء، 24 أغسطس 2010 04:31 م
معتز نادى  يكتب: شوف الكرم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تذكرت نفسى و أنا افترش على الرصيف بضاعتى من العرقسوس والسوبيا والتمر هندى المعتبر من الظهر وحتى آذان المغرب.

أينعم الشمس حارقة و الهواء ساخن إذا كان موجودا فى الأساس لكن أملى كان كبيرا و الحمد لله فى رب العالمين أن أبيع كل ما معى من اكياس للزبائن المارين أمامى سواء بأقدامهم أو بسياراتهم.

وانتظر بالساعة والساعتين و الثلاث ساعات لا احد يعبرنى و كأننى صينى لا يجيدون التعامل معه.مع إن الصينى و تابعته الصينية أصبح يتفاهم معنا فى بيوتنا و لا كأنه عايش فى مصر من أيام مينا و تحتمس.و تلاقى أخينا الصينى معاه بضاعة من الابرة للصاروخ و يدخل عليك بابتسامة شبه جاكى شان و قبضة يد على نقودك و لا قبضة بروسلى.حقا الله يقسم الأرزاق على من يشاء و هاأنذا أقترب من الساعة الثانية و انا أقف امام أكياسى حبايبى منتظرا عابر سبيل يدفع فأسلمه حقه من التمر او السوبيا أو حتى العرقسوس.

و نظرت للسماء وجدتها خالية من أى سحب سوداء فنحن فى عز الحر لكن السماء مليئة بسحب الرحمة الالهية التى يتمناها الصائمون و يسعون للحصول عليها.

نزلت ببصرى إلى الطريق فوجدت السيارات فارهة تعبر و تعبر و الناس مبسوطة بداخلها لا أدرى هل انبساطهم لأن السيارة تجرى و المرور غير متوقف بتاتا أم لأنهم على عزومة كبيرة فرحين و من فرط الفرحة لا يصدقون انهم سيوفرون يوما دون اى نقود مدفوعة فى شهر العزومات.
و تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، فما ستوفره فى طعام سوف تدفعه فى حلويات تدخل بها على صاحب عزومتك مقدما له البسبوسة و الكنافة و كل ما تجود به خيرات طبق الحلويات.
اقترب من الساعة الثالثة و الأكياس امامى انظر إليها لا أعرف هل يريد الله ان يعلمنى الصبر و الانتظار كما انتظر ان يضرب المدفع أم أن الرزق المكتوب لم يحن موعده بعد؟

ها هى تقترب و لها لون صافى أبيض و طلة بهية و كم تمنيت ان اكون فى صحبتها بل حتى أكون من احد أفرادها فهى مع أناس كثيرين و لكننى لم اغضب و حمدت الله و قلت مسيرى يوم أكون وياها.

لا تغضب يا اخى و لا تقل اللهم إنى صائم و أرجوك لا تفهمنى على غير صواب فأنا احدثك عن سيارة عزيزة علىّ أتمنى من الله أن يكون لى نصيب فى قيادتها و امتلاكها.

نزل من سيارتنا العزيزة صاحبها و اقترب منى و قرر الشراء.
يا بركة دعاك يا امه الرجل يسألنى بكم هذا و يشير إلى ذاك و بعد السؤال و الجواب اشترى ما اراد و ذهبت ثلاثة اكياس إلى البطون التى اختارها الكريم و تبقى لى تسعة،و الله حى الرابع جاى.

باقى على المدفع ثلاثة ساعات وانا لا أزال واقفا و الأكياس امامى بعت منهما ما كتب الله لى.

فجأة عبرت الرصيف المقابل أمامى فتاة و ما أدراك ما هذه الفتاة.
فصاحبة ملحمة "بوس الواوا" الغنائية لا تقارن بها، فكل ما تفعله صاحبة هذه الملحمة و كل ما ترتدينه من ملابس كاشفة اكثر مما هى خافية ما وراءها يعتبر محتشما بالنسبة للفتاة التى تعبر الآن.

و حضرت الفتاة فى وجود سعيد صاحب المزاج العالى الذى أشاح لى بيده مهنئا بالشهر الكريم لكنه ما أن رأى الفتاة حتى قرر ان يقف لجوارى حتى يستطيع الرؤية بوضوح كما يسعى الناس لرؤية الهلال.

يرى سعيد هذه الفتاة مستقيمة و ثابتة على مبدأها فهى لم تغير من طبيعة ملابسها و بهرجتها على وجهها و مهرجان الطماطم المنتشر على خدودها و العيون ملقاة فى أحضان ما تطلق عليه الفتيات "اى لينر" و "اى شادو" و أه يا مزة.

اتفقنا على ايه؟ لا تغضب فهذا رأى سعيد الذى يبرر كلامه بان البنات فى رمضان من غير المحجبات يتجهن إلى قراءة القرآن و الصلاة فى المساجد و حضور التراويح و التحجب مع بنطلونات كما يقول صاحبنا:زى العسل يدوب ما تفرقش عن جسمها حاجة.

و يدوب يخلص رمضان و صاحبتك تروح رايحة الجامع القريب أو بالأخص المليان ناس و تصلى العيد و وشها مش سادة زى القهوة لكن عليه خيرات الله من ألوان الطيف.

و تعدى الصلاة و بعدها روح يا حجاب إلى دولابك و اشوفك العام القادم و سلملى على بقية السنة.

و الله بتقول حكم يا سعيد و رغم ما يهفك عليه مزاجك و تشربه لكن و أنت متسلطن كلامك درر.

فالبنت بحجابها فى الشهر ده بس و من غيره بقية السنة و غيرها من البنات بحجاب و لبس زى الفل و ع الموضة فى رمضان و غيره.

يبقى العيب على اللى فى البيت تفتكر كده يا سعيد؟
سعيد .. سعيد .. سعيد.

لكن تركنى سعيد و أخذ يبحلق فى السنيورة و هاهى تقترب منا اكثر فبعد أن عبرت الرصيف عطفت على أحد المحال تشترى ما تريد.
و يبدو اننا فى قائمتها الآن..فتح عينك العرقسوس و التمر و السوبيا فى قائمة مشترواتها و لست انا يا سيد.

اشترت الآنسة ثلاثة أكياس ووشها حلو عليا فهناك صف يسير وراءها و كل يمشى وكأنه لا ينظر إليها بتاتا، لكن لا يهمهم بضاعتى ، فقد ظننت أنهم سيسيرون على دربها ويشترون لكن عشم إبليس فى الجنة.

ولأننى افترش فى الشارع فاقترب الناس المصفوفين وراءها من بضاعتى حتى يملوا عنيهم كويس من السنيورة و يطلع واحد خفيف يقولك:بنسلى صيامنا.

اشترت السنيورة و أنا انتظر المدفع و أمامى ستة اكياس يا ترى يا هل ترى من سيكون صاحب الفرصة القادمة؟

و لكن يبدو أن الفرصة القادمة لن تذهب للبطون لكنها ذاهبة بعون المولى للرأس.

إنها رأس أخينا الذى كان سائرا وراء السنيورة و لأن لسانه لم يصم كباقى حواسه فتفوه بكلمة بسيطة عابرة و قال:عايزين نفطر سوا يا جميل.

عادى الراجل مجدع ملو هدومه عزم و شيمته الكرم فهو يطبق قول الشاعر الذى قال:
يا ضيفنا لو جئتنا لوجدتنا

نحن الضيوف وأنت رب المنزل.
شوف الكرم يا خى لكن حظه إن خطيبها أو بالأخرى واحد متكلم عليها لمح الأفندى الكريم و رنه علقة محترمة.

وما بين يهديك يرضيك ورمضان كريم و الله اكرم و صلوا ع النبى.
اخينا يجرى و عم الكريم زى الفرخة قدامه طاير لغاية ما وصولوا عندى و صاحبنا يلف و ده يلف وراه من حول الترابيزة السعيدة.

و اه يا زمن كنت مخبيلى ده كله فين؟
كيس طار من ايد صاحبنا فى وش الأفندى و طبعا لأنه كريم فرد عليه بكيسين وانا وسطهم أحوش و الناس معايا.

و عنها و المدفع ضرب و الناس هديت صحابنا و رمضان كريم و أكياسى ع الأرض و الحمدلله.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة