أين ذهبت ثورة عمرو عبد الحق رئيس نادى النصر.. حتى وهو يثور على اتحاد الكرة لم يفعل شيئا يغير من الواقع، ولو كان قد نجح فى تغيير الواقع لالتمسنا له العذر، وهو يتغير 180 درجة ويجلس يأكل ويشرب ويتسامر على ترابيزة واحدة مع سمير زاهر بدعوى إحياء فكرة الضمانات، وهى فكرة محروقة وخايبة لا قيمة لها ولا ضمان لتنفيذها، وهى مجرد مناورات تحقق بها الأطراف مكاسب ومصالح خاصة غير مرئية، ويتم التستر عليها ببعض السيناريوهات والأفلام العبيطة.
والذى لا يعرفه الأخ عمرو عبد الحق الذى يملك طموحا أضخم بكثير من حجم ناديه (وهذا حقه) أنه كان واحداً من المرشحين للقيام بدور إيجابى لصالح الكرة المصرية فى المرحلة المقبلة مع زملاء له فى الجمعية العمومية، ولأول مرة سوف يستثمرون أفكارهم بشكل عملى وتحت مظلة المجلس القومى للرياضة لإصلاح الجمعية العمومية التى فسدت تحت ضغط المنافع الخاصة ووجبات الكباب والكفتة والليلة المباركة فى أحد فنادق الخمسة نجوم التى تسبق دخول الجنة لهؤلاء المندوبين الذين يتاجرون بأصواتهم.
هذا الفساد الذى كان يحاربه عمرو عبد الحق ربما لا يعارضه الآن مادام قد تبادل الضحكات والابتسامات مع سمير زاهر، وهو نموذج يؤكد لنا مجدداً أن الثوار فى الوسط الرياضى ما هم أيضاً إلا منتفعون تأخرت عنهم المنفعة، فأردوا اقتناصها بسرعة.. ولا فرق بينهم وبين المنتفعين الأوائل الذين سبقوا وأكلوا الكباب والكفتة دون أن يفكروا فى مسائل تافهة مثل النزاهة والضمير والمصلحة العامة.. فهى أشياء اندثرت فى زمن صعب يمكن فيه أن نجوع ونعطش ونعيش على "اللمبة الجاز" فى عودة ميمونة للعصر المملوكى.
والذين مثل عبد الحق كثيرون.. منهم من يضطر أن يظهر للناس على حقيقته عندما تتأخر عليه المكاسب، ومنهم من يظل صامداً إلى حين تأتيه فرصة مناسبة فيحافظ على ثوريته الهشة.. ومنهم من يصمد ويحافظ على مبادئه ويظل شريفاً يقاتل من أجل أفكاره ولا يلتفت إلى الإغراءات التى هى فى حقيقة الأمر وهمية ولا وجود لها.. يا أخ عبد الحق.. خليك اسم على مسمى.. ولا تنسى أن باب التوبة مفتوح.
إبرهيم ربيع يكتب: يا أخ عمرو عبد الحق.. باب التوبة مفتوح!
الثلاثاء، 24 أغسطس 2010 03:05 م