يحلو لقيادات الحزب الوطنى الحاكم فى مصر ترديد أن الإقبال على التقدم إلى المجمع الانتخابى للحزب من أجل الفوز بالترشيح باسم الحزب لانتخابات مجلس الشعب المقبلة، هو دليل على حيوية المشاركة السياسية، وحيوية الحزب بالمقارنة مع الأحزاب الأخرى..
لكن هناك قراءة أخرى شعبية على النقيض من ذلك، وهى أن المتقدمين يعلمون تماماً أن الحزب سيدير الانتخابات بنفس الطريقة التى كان يديرها قبل إلغاء الإشراف القضائى، أى أسلوب تقفيل الصناديق لصالح مرشحى الحزب، وتضييق الخناق على مرشحى المعارضة والمستقلين باستثناءات قليلة، وبالتالى فإن مرشح الحزب مضمون نجاحه طبقاً لهذه الآلية من التزوير.
هذه الرؤية الشعبية الناتجة عن فقدان الثقة فى نزاهة الانتخابات المقبلة، هى التى تفسر إقبال أعضاء الحزب على المجمع الانتخابى، وبقدر ما تستند إلى تجارب سابقة، تستند أيضاً إلى أنه ليس هناك ما يبعث على الاطمئنان بأن أسلوب الحزب سيتغير.
قائمة مرشحى الحزب التى سيتم الإعلان عنها، هى التى ستكون فى نظر الناس قائمة نواب البرلمان المقبل باستثناءات قليلة.
الرؤية الشعبية حسمت رؤيتها، وسبقت الرؤية الحزبية، ففى مقابل مطالب تقدمها أحزاب المعارضة من أجل ضمان نزاهة الانتخابات، يضبط الناس بوصلتهم عند أنه لن يتم الاستجابة لهذه المطالب.
ينتظر الناس، ماذا سيكون رد فعل الأحزاب على رفض مطالبهم المشروعة من أجل ضمان نزاهة الانتخابات، وفى هذا الإطار وضع الدكتور السيد البدوى نفسه فى تحدى كبير بإعلانه أن رفض هذه الضمانات سيترتب عليه ردود فعل قوية، ولوح فى ذلك بإمكانية المقاطعة، وفى حال عدم تفعيله لتهديداته وحدث التزوير، سيعنى أن الرؤية الشعبية كعادتها سابقة للرؤية الحزبية، وتلك هى المشكلة الحقيقية فى حياتنا الحزبية.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة