فى مصر تتقلص الفرحة من وجوهنا يوماً بعد يوم، فإلى أى مدى تقدمنا إلى الخلف؟ وعبرنا سطوراً لم يأبه لها أجدادنا أو يلتفتوا نحوها.. وعدنا نمجد الأطلال ونبكى على القبور ونتحدث دائما وبكل فخر عن أجدادنا وكيف صنعوا المجد والتاريخ وكأنهم سيعودون للحياة مرة أخرى لإرشادنا للطريق الصحيح وإعادة بناء مصر من جديد ..
غضب، سخط ، نقم..الكلمات تعجز عن تحديد وصف دقيق لإحساس المصريين تجاه الحكومة، الآن فقد كشف انقطاع التيار الكهربائى عن الفشل الحكومى المتتالى فى إدارة الأزمات والتى كشفت سوء الإدارة وعدم الاستعداد للطوارئ والأزمات والعجز الفاضح الذى أساء إلى سمعة مصر الإقليمية والعالمية،.لقد عاد الوجه القبيح للحكومة للظهور وبقوة ليكشف لنا زيف وعودهم والظاهر أنهم ناويين على جعل أيامنا أسود من قرن الخروب لن ينسى المصريون شهر رمضان الحالى بأنه كان شهر الصوم الاصعب عبر تاريخهم فى ظل الانقطاع الدائم والمتكرر للتيار الكهربائى والمواطنين البسطاء يئنون من عدم القدرة على تحمل درجة الحرارة العالية فالحكومة تفرغت للانتخابات وتجهيز حالها وفى داخلها يغور الشعب فى ستين داهية "شعب طماع مش راضى بحالة" فالكهرباء والبترول تبادلا الاتهامات بينهم والمواطن المصرى البسيط لم يجد ما يخفف عنه من وطأة المشاكل التى أثقلت كاهله سوى الدعاء عليهم فى هذا الشهر الكريم.
فالحكومة فشلت فى توفير الحد الأدنى من الحياة الشريفة لهذا الشعب فيجب عليها أن ترحل غير مأسوف عليها وأن تتركنا نتحسس الطريق، لعلنا نجد ضالتنا فى أناس فى قلوبهم رحمة فالعالم يتطور ويتقدم وهم يراهنون على البقاء فى قماقم الماضى.
