عمرو إبراهيم لقوشة يكتب:بأى ذنب تسولت؟

الإثنين، 23 أغسطس 2010 05:02 م
عمرو إبراهيم لقوشة يكتب:بأى ذنب تسولت؟

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكاد تدمع عينى كلما رأيت تلك الطفلة على ذراع من تحملها، سواء كانت أمها أم مجرد مستعيرة لها، أنظر فى عين تلك الطفلة الرضيعة، وهى لا تفهم ما يحدث حولها تنظر فى براءة إلى جموع الناس الخارجين من المساجد، حيث تقف حاملتها مستعطفة هذا الجمع على أن يعينها على إطعام تلك الطفلة اليتيمة، أرى فى عينيها بكاء وهى لا تذرف دموعا، أراها تسألنا جميعا بالبراءة التى فى عيونها وبرقة ضربات قلبها الضعيف وبكفها الصغير وثيابها الرثة بأى ذنب أشحت؟؟ هى لا تنطق فما زال فمها لا يعرف غير الرضاعة من ثدى من ترضعها، أراها تنظر إلى أطفال يطلون من نوافذ سيارات أهليهم فى سعادة بثيابهم النظيفة، وعطف أهلهم عليهم تنظر ولا تفهم ما يدور حولها، تسأل لم عندما يبكى هؤلاء الأطفال يجدون أهليهم يسرعون مهرولين لإرضائهم عطفا عليهم؟

أما أنا فكلما زاد بكائى كلما زادت سعادة من تحملنى، فمعنى بكائى هو مزيد من التعاطف معى، ومعناه مزيد من الأموال لمن تحملنى، فبأى ذنب أتسول؟، لماذا تتركونى لمن تحملنى وهى تاركة لى فى تلك الشمس الحارقة تلفنى فى طرحة سوداء لتزداد حرارة جلدى الرقيق، فما ذنبى وبأى ذنب أتسول؟ أطفال مثلى يستيقظون فيجدون الدمى والدباديب أمام أعينهم، وهم على أسرتهم وأنا أفتح عينى فأجد أحذية المارة تتحرك من حولى وأجد جسدى النحيل على فراش أسفلتى، هم يستيقظون يفطرون ويلعبون ويلهون، وأنا أبدأ عملى من مطلع الفجر وحتى ما بعد العشاء أعمل، وأنا مستيقظة وأعمل وأنا نائمة.

أود أن أوجه هذا السؤال لنا جميعا على حال تلك الطفلة بأى ذنب تسولت؟ ما السبيل لوقف تلك المأساة التى نراها جميعا يوميا دون أن نحرك ساكنا، أحيانا أريد أن أوقف تلك السيدة وأسألها بأى قلب تفعلين بتلك الأطفال ما تفعلين؟ ومن المسئول عن تلك الطفلة أين أبوها أين أهلوها؟ أين المسئولون عن ذلك؟ أين نحن من ذلك؟ بكينا وما زلنا نبكى لما يحدث لأطفال فلسطين والعراق وأفغانستان بل وكل أطفال العالم الذين لا ذنب لهم فى ما يقترفه الكبار من تجار السلاح والأدوية وتجارة الأعضاء، وغيرهم من أباطرة الفساد، ولكننا بالضعف الذى لا يمكننا لإنقاذ هؤلاء غير الدعاء، أما من هم أمام أعيننا يعيشون عذابا منظما ويوميا فهلا فعلنا شيئا لإنقاذهم.








مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة