شركات السياحة تقاضى طيران "سما" السعودى

بعد ساعات من إعلان قرار شركة الطيران السعودية "سما" القاضى بإيقاف كافة رحلاتها وعملياتها التشغيلية ابتداء من غد الثلاثاء، سادت حالة من القلق والارتباك بين شركات السياحة المنظمة لرحلات العمرة المتعاقدة مع الشركة تخوفا من عدم توفير خطوط جوية أخرى لنقل المعتمرين مما سيودى الى حدوث تكدس بالمطارات القاهرة والإسكندرية وأسيوط.

وأكدت بعض الشركات اتجاهها لرفع دعاوى قضائية ضد الشركة فى حالة عدم سدد مستحقاتها المالية للتذاكر الملغاة، أو عدم توفير طاقة ناقلة بديلة للمعتمرين.

أكد احمد إسماعيل رئيس الشركة المصرية للطيران أن القرار يعد صدمة لجميع الشركات السياحية المصرية المتعاملة مع "سما" موضحا أن الشركة تقوم بتسيير رحلتين يوميا بطاقة استعايبة 300 راكب فى الذهاب والعكس فى العودة.

أضاف إسماعيل أن شركة طيران "سما" لم تعلن عن الخطوط الجوية الأخرى الناقلة لرحلاتها الملغاة مما يهدد بكارثة جديدة فى موسم العمرة ، مشيرا الى أن الشركة لها سوابق فى ذلك فقد أوقفت رحلاتها الجوية الداخلية المخصصة لخدمة خمس مدن إلزامية داخل السعودية فى 2 فبراير 2010، معللة هذا الإجراء بالتأخر فى وضع السياسات الشاملة المتعلقة بقطاع النقل الجوى الداخلى.

كشف إسماعيل عن تقدم شركته وشركة طيران "ناس" لتقديم رحلات إضافية كمحاولة لسد الفراغ الناتج عن قرار الشركة الذى وصفه "بغير المدروس" حسب كلامه - وأشار الى أن سما للطيران تعد ناقلا جويا لمسافات قصيرة ومتوسطة المدى وهى تخدم منذ 2007 وجهات داخل السعودية ووجهات دولية قريبة، منها مصر والأردن وسوريا والإمارات والسودان، وكانت تسير 164 رحلة أسبوعيا إلى 10 وجهات مستخدمة ست طائرات بوينج 300-737 مستأجرة.

ومن جانبه شن عادل هيكل عضو غرفة شركات السياحة هجوما عنيفا على الشركات السياحية المتعاملة مع شركة طيران "سما" وحملها مسئولية توفير خطوط جوية بديلة لنقل المعتمرين وتوقيع لائحة الجزاءات على الشركات المخالفة طبقا لضوابط العمرة، واصفا الطيران الخاص بأنه قطاع غير ملتزم ويجب معاقبة الشركات التى تتعامل معه، مشيرا إلى أن وزارة السياحة تدخلت أكثر من مرة لإيقاف الشركات عن التعامل مع قطاع الطيران الخاص خوفا من عدم التزامها لأى سبب كان.

فى الوقت نفسه رفض وكيل شركة طيران "سما" المتواجد حاليا بالقاهرة الرد على أسئلة "اليوم السابع" معللا ذلك أنه سيقوم بإرسال رسائل نصية على هواتف المحمول الخاصة بعملائها لإخطارهم بالتغييرات التى طرأت مؤخرا.

وعلم "اليوم السابع" أن وزارة السياحة قامت بتشكيل غرفة عمليات لمتابعة الأزمة كمحاولة للتدخل لحماية المعتمرين والشركات السياحية المتضررة من القرار، كما تدرس حاليا شركة مصر للطيران كيفية توفير رحلات إضافية لنقل المعتمرين.

وفى بيان صدر اليوم من هيئة الطيران المدنى وهى الهيئة المشرفة على الأمور التنظيمية لقطاع الطيران فى السعودية عقب قرار طيران "سما" إنّها على دراية أخيرا بأنّ "سما" غير قادرة على الاستمرار فى الوقت الحالى وبإقرار من إدارتها، وأنّ الهيئة تأمل بأن يكون هذا التوقف موقنا إلى حين توافر العوامل المناسبة.

وقالت الهيئة إن الحكومة السعودية توفر كافة المتطلبات الخاصة لدعم الشركات الوطنية من خلال دعمها لأسعار الوقود وكذلك فى القروض المالية مؤكدة أن قطاع النقل معرض للربح والخسارة مثله مثل أى قطاع آخر.

وعن التزامات طيران "سما" مع المسافرين خلال الأيام المقبلة قالت الهيئة إنها تعمل على التنسيق مع طيران سما والناقلات الأخرى للتعاون فى تغطية جميع الالتزامات نحو المسـافرين.

وقال بروس آشبى الرئيس التنفيذى للشركة فى بيان "لم يتم اتخاذ هذا القرار بسهولة ولكن تم إقراره بعد مضى عدة أشهر من البحث عن بدائل تجنبنا وقف عمليات التشغيل، وللأسف أصبح هذا هو الخيار الوحيد المتبقى أمامنا".

وأضاف "كنا ننتظر الحصول على حزمة من المساعدات الحكومية تتمثل فى دعم أسعار وقود طائرات سما وتقديم الدعم اللازم لتشغيل مدن الخدمة الإلزامية وكذلك الرفع التدريجى لسقف أسعار تذاكر الرحلات الداخلية، بالإضافة إلى التمويل الضرورى لإطفاء الخسائر المتراكمة، كما سعينا لإيجاد مستثمرين إستراتيجيين وللأسف الشديد لم يتحقق أى من هذه الحلول فى الوقت المناسب للمضى قدما فى مواصلة عمليات التشغيل".

وتابع "لقد تعرضت سما للطيران وجميع شركات الطيران الأخرى فى المنطقة إلى ضغوط وعوامل سوقية أدت إلى تدنى مستوى أسعار تذاكر الطيران، بالإضافة إلى انخفاض فى مستوى حركة الركاب".

وأضاف أنه رغم الأرباح الهامة التى جنتها الشركة فى الصيف "إلا أنها لم تكن كافية للتعويض عن الخسائر العالية التى نجمت عن الفترة الماضية".

وتابع "ما زلنا نأمل فى التوصل إلى إيجاد الحلول التمويلية اللازمة والتى من شأنها أن تسمح لنا بإعادة تشغيل رحلات الشركة الداخلية والدولية خلال الأيام القادمة."