الذين لا يرون حلاً لما يرددونه ويكتبونه عن مأزق الانتخابات الرئاسية القادمة إلا فى تعديل المادة 76 أو 77 أو 88 أو غيرها من المواد الدستورية هم من الواهمون!!
فالأمر عندى محصور فى مجموعة عوامل لايجب القفز عليها لو أردنا أقامة حياة ديمقراطية سليمة ، وهذه العوامل هى:ـ
1) أن الدستور وعلى الرغم من أنه ليس بقرآن مُنزل إلا أنه لابد أن يُحترم أحترام لائق بمسيرة بناء الديمقراطية، كما لا يجب أن يكون طلب تعديله كاللبانة فى أفواهنا نمضُغها حيناً ونتوقف حيناً حتى بصقها!! كما يجب أن نعلم دوماً أن ماجرى من تعديلات أخيرة على الدستور الحالى لم تقصد فقط الانتخابات الرئاسية القادمة ولكنها قصدت فترات رئاسية لاحقة، ودليلى على ذلك يبدو واضحاً فى الاستثناء الدستورى الذى قصد الأحزاب التى ليس لها أعضاء فى مجالس نيابية ومنحها الحق فى دخول انتخابات الرئاسة الذى قيدته نفس المادة 76 المفترى عليها!!
2) أن الحزب الذى لايملك كوادر قيادية قادرة على جذب شريحة كبيرة من المواطنين لاختياره رئيساً لمصر عند أى انتخابات رئاسية، جديراً به يبقى داخل كواليس السياسة (خلف الكاميرا) يؤسس لبناء تلاحم مع الشعب بكل صور التلاحم حتى يخلق هذا الكادر الذى نطمئن إلى الاعتماد عليه فى قيادة مسيرة بلد بحجم مصر وقدرها.
3) أن أياً من السادة المستقلين– خاصة المُصممين منهم على الأستقلال الحزبى (وعلى رأسهم د/ البرادعى) إذا عجز عن الحصول على موافقة 250 عضو مجلس نيابى أو محلى لفك اشتراط المادة 76 والترشح للرئاسة فيصبح عضواً عاجزاً ضعيفاً لايستحق أن يتبوأ منصب رئيس مصر القيمة والقامة- مصر المكان والمكانة.
وحرى بهذا المستقل أن يبقى كذلك خلف الكواليس إلى أن ينغمس فى دروب مصر المتعددة على اتساعها وانتشارها الجغرافى ليُشعر به الناس ويشعر بهم، وبالآمهم، وآمالهم، وطموحاتهم، ومعاناتهم قبل أن يطلب الترشيح لمجرد الرئاسة، فمن العيب، بل كُل العيب أن يُختزل أمر رئاسة مصر فى مُجرد اسم رنان لصاحب وظيفة سابقة أو حالية مرموقة أو غير مرموقة ولو كان البرادعى، أو حتى كان جمال ! أو لمجرد بروباجندا ذات هوى ومآرب أخرى لمجموعة مُختارة من بعض النُخبة تُحركهم مآرب أخرى!!
4) أن انشغال آلة الأعلام الجبارة، وكثيراً من السادة الأعلاميين ومَن ورائهم مِن السادة القراء بترشيح هذا أو ذاك لرئاسة مصر هو انشغال فى غير موضعه، فأولى بها كآلة جبارة، وبهم كإعلاميين الانشغال بكيفية التأثير الإيجابى فى المواطنين بالشكل الذى يؤهلهم للذهاب لصناديق الانتخابات الشفافة وغمس أصابعهم فى الحبر الفسفورى الأحمر لاختيار من يرونه الأصلح بين المتنافسين لرئاسة مصر، ولو كان مُرشحا من غير أعضاء الحزب الحاكم.
فهيا بنا إخوانى المصريين إلى تبنى ثقافة الذهاب لصناديق الأقتراع من منطلق أنه واجب دينى قبل أن يكون سياسيا اجتماعيا، أما عملية الاختيار ذاتها، فعندئذ ستكون الأسهل!!
سعيد سالم يكتب: تعالوا نبنى ثقافة الذهاب إلى صناديق الاقتراع
الإثنين، 23 أغسطس 2010 11:24 ص