كشف الدكتور مصطفى عطية رئيس مركز كشف تزييف اللوحات الزيتية بجامعة القاهرة لـ"اليوم السابع" أن اللوحة التى تمت سرقتها ليست أصلية ومزيفة، وقد توصل إلى هذه النتيجة بعد اكتشافه لطريقة علمية موثوقة ومسجلة باسمه فى أكبر المعاهد البولندية يستطيع من خلالها اكتشاف اللوحات المزيفة من اللوحات الأصلية، وقد أجرى الدكتور "عطية" بحثا علميا أثبت من خلاله أن اللوحة ربما تكون قد تم استبدالها أثناء سرقتها الأولى فى العام 1978 وعودتها سنة 1980.
وقال عطية لـ"اليوم السابع": إن المسئولين بوزارة الثقافة يتعاملون كما لو كانت آثارنا ومقتنياتنا الثمينة ملكية خاصة، وسبق وتم مخاطبة الدكتور محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية أن يتعاون مع مركز كشف تزوير اللوحات الزيتية بجامعة القاهرة لكنه رفض أن أقوم باختبار اللوحات، وتجاهل الطلب أكثر من مرة.
أضاف عطية: لا أستبعد أن تكون اللوحات التى تسرق من الوزارة ثم تعود قد تم تزييفها، فليس من المعقول أن يغامر سارق باقتحام متحف أو قصر أثرى ليسرق لوحة ثم يرميها بجانب القصر بعد يومين من سرقتها، كما فعل سارق لوحات قصر محمد على، متسائلا كيف تسرق لوحة ثم يعلنون وجودها دون أن يسعوا للقبض على السارق.
عطية صاحب التخصص الفريد فى الكشف عن تزييف اللوحات الزيتية قام ببحث علمى على لوحة "زهرة الخشخاش" أثبت من خلاله أن اللوحة مزيفة، وأن احتمال استبدالها أثناء سرقتها الأولى كبير جدا، وفى هذا يقول: "للأسف حينما عادت اللوحة لم تتأكد الوزارة بالشكل الكافى من أصليتها، وكل ما فعلته هو أنها استعانت بخبيرة فرنسية وبأحد أساتذة الآثار وبموظف من الوزارة للكشف على اللوحة "بالنظر" وقالوا فى تقريرهم إن اللوحة سليمة مستندين فى هذا على أن بها تشرخات، موضحا: "بخبرتى فى مجال كشف تزوير اللوحات الزيتية أؤكد أن أى مزور لوحات يستطيع بمنتهى البساطة أن يصنع هذه التشرخات، وهناك حيلة أخرى يستخدم فيها المزورون تقنية "الكاراكير" يصنعون بها تشرخات متقنة تجعل اللوحة تبدو كما لو كانت أصلية، والدليل على هذا أن المزور العالمى "هان فان ميجرى" اعترف بعد عشر سنوات من عرض لوحات بمتحف نوتردام بهولندا بأنه زور مجموعة الفنان العالمى فيرمير بالمتحف، وهذا كله- بالإضافة إلى رفض وزارة الثقافة اختبار اللوحات- يثبت أن اللوحة المسروقة مزيفة فى الأساس، وأغلب الظن أن سارقيها سيرجعونها بعدما يتأكدون من أنها غير أصلية".
يذكر أن "اليوم السابع" حصل على فيديو تم تصويره منذ أكثر من عام داخل متحف محمود خليل وحرمه، وفيه قام مجموعة من طلبة الدراسات العليا من تلامذة الدكتور مصطفى عطية بدخول المتحف، واستطاعوا أن يقوموا بتحريك اللوحات من مكانها دون أن ينطلق جهاز الإنذار، ودون أن تلتقط الكاميرات صورهم أو يعترض طريقهم أحد، وبالرغم من أن مدة الفيديو قصيرة، وأن الذين صوروه لم يكونوا عنيفين فى التعامل مع اللوحات، إلا أنه أدى الغرض من تصويره وهو إثبات فشل أجهزة المراقبة وتعطل أجهزة الإنذار، وكما ذكرنا فإن الذين قاموا بتصوير هذا الفيديو طلبة ماجستير يخافون على اللوحات أكثر من أمناء المتحف والمسئولين عن المتحف بوزارة الثقافة، وكانوا يقومون بتجربة لاختبار كفاءة تأمين المتاحف، ولما وجدوا الوضع هكذا أوصلوا الفيديو لقيادات الوزارة عن طريق أستاذهم ومشرفهم العلمى، لكن الوزارة لم تأبه بهم ولم تحرك ساكنا وانتظروا أن تسرق لوحة فان جوخ.
موضوعات متعلقة::
◄◄محسن شعلان: اتهام فاروق حسنى لى بالإهمال كان صدمة
◄◄وسائل الإعلام الروسية تتابع سرقة لوحة زهرة الخشخاش
◄◄ننشر فيديو من داخل متحف "محمود خليل" تم تصويره منذ عام.. يثبت تعطل أجهزة الإنذار والكاميرات وإمكانية الاقتراب من اللوحات والعبث بها وغياب إجراءات التأمين
◄◄BBC: فاروق حسنى يؤكد فقدان "زهرة الخشخاش"
◄◄تحطم تمثال كيوبيد بمتحف محمود خليل
◄◄الصحف البريطانية تتابع سرقة لوحة "زهرة الخشخاش"
◄◄صحيفة عبرية تسخر: القاهرة تبحث عن لوحة "خشخاشها" بعد سرقتها
◄◄تشكيليون يحملون "قطاع الفنون" مسئولية سرقة اللوحة
◄◄شعلان: متحف محمود خليل لم تتم صيانته منذ عام 95
◄◄مصطفى حسين: سرقة لوحة"الخشخاش" فضيحة
◄◄صحف تل أبيب تشيد باستعادة مصر للوحة "زهرة الخشخاش"
◄◄وائل السمرى يكتب: البلد الذى تاه فى لوحة ثمنها نصف مليار جنيه.. سرقوها فى نهار رمضان.. ثم أعلنوا القبض على السارق.. ثم شال محسن شعلان القضية
◄◄وزير الثقافة ينفى استرجاع لوحة "زهرة الخشخاش"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة